من الاعتصام في صور
صار لدبوق أحفاد يعرفونه من الصور. مثله مثل الفلسطيني أحمد الخضر ابن مخيم البرج الشمالي الذي فقد عام 1988 من منزله. كان لديه خمس بنات وصبيان. هؤلاء كبروا على غرار عائلات المفقودين. «الحياة تكمل لكن بصعوبة، ودائماً نقول بدنا يجي سواء حياً أم ميتاً»، يقول شقيقه. بعضهم صمد رغم قساوة الإنتظار، وبعضهم مات على رصيفه. والد المفقود جاسر إبراهيم لم يتحمل فقدان أثر ابنه. توفي بعد ثلاث سنوات في 1985. طلال، شقيق جاسر، تسلم راية البحث من والديه بعد وفاتهما.
لم يكن مشهد وقفة أهالي المخطوفين والمفقودين مساء السبت على كورنيش صور منسجماً مع محيطه. في هذا الشارع الذي يدعى «شارع المطاعم»، على الكورنيش الجنوبي، تكون الغلبة في هذا التوقيت عادة لرواد البحر والمطاعم والمقاهي. سباحة ورقص ودخان نراجيل لا تبقي مكاناً لاهتمامات أخرى. لكن نائب رئيس بلدية صور صلاح صبراوي نقل موقع التجمع الذي قرره الأهالي من دوار أبو ديب إلى شارع المشاة «للفت النظر إلى المعاناة المستمرة». الوقفة التضامنية شكلت افتتاحاً لفعاليات تنظمها اللجنة طوال الشهر الجاري في عدد من المناطق، على أن تختتم في احتفال مركزي في 30 آب في حديقة جبران في وسط بيروت. شارك في وقفة صور رئيسة اللجنة وداد حلواني وصبراوي وعدد من أهالي وأقرباء مفقودين ومخطوفين من صور ومنطقتها والمخيمات الفلسطينية المحيطة بها، ومديرة مشروع مرافقة أهالي المفقودين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر روبينا طهمازيان.
وتلت شقيقة أحد المفقودين، سوسن كعوش بيانا باسم الأهالي جاء فيه: «انتهت الحرب منذ اكثر من 28 عاما وما يزال مصير المفقودين والمخفيين قسرا مجهولا. وما نزال نحن اهاليهم ننتظر خبرا عنهم احياء كانوا ام امواتا. من حقنا معرفة مصائر ذوينا وهو حق بديهي وغير قابل للمساومة ومكرس في القانون الإنساني الدولي وفي القضاء اللبناني. فمن واجبات ومسؤوليات السلطات الرسمية دائما وابدا البحث عن ابنائها المفقودين والكشف عن مصائرهم» وتخلل الوقفة تدوين اسماء المفقودين والمخطوفين وتواريخ اختفائهم على قطع قماش ورسم جدارية رمزية بإشراف الرسامة مريم السعيدي والدة المفقود ماهر قصير.