في هذا الوقت، حذّر خبراء الزلازل، مثل ناجي غورير، من أن الهزّات الارتدادية قد تكون قويّة، وقد تؤدّي إلى تَهدُّم المنازل التي تصدّعت، داعياً سكّانها إلى عدم العودة إليها. وكان غورير نفسه أطلق، قبل يومين من حدوث الزلزال، تحذيرات من حدوثه، وأبدى قلقه إزاء ذلك. من جهته، أفاد خبير الزلازل، حسن سوزبيلير، بأن الزلزال كان الثاني الأكبر في تركيا خلال مئة عام، بعد الأوّل الذي حدث في أرزنجان، في عام 1939. وبحسب هذا الخبير، فإن خطّ الصدع للزلزال الجديد أسفر عن تكسير طبقة كانت تتشكّل بعد آخر زلزال حصل عام 1504، مضيفاً أنه «علميّاً، كان مثل هذا الزلزال متوقّعاً». أمّا الباحث في الزلازل، ضياء الدين تشاكر، فقال إن الهزّات الارتداديّة التي شهدتها قهرمان ماراش كثيرة، بحيث لم يُعرَف مثلها بعد الزلزال الكبير الذي وقع في إسطنبول، عام 1999. إلّا أن التغريدة الأكثر تداولاً، جاءت على لسان خبير الزلازل الهولندي، فرانك هوغيربيتس، المشهور بتكهّناته، والذي كتب، الجمعة الماضي في الـ3 من شباط، متوقّعاً زلزال أمس الإثنين. وجاء في تغريدته: «عاجلاً أم آجلاً سيحدث زلزال بقوّة 7.5 في منطقة جنوب وسط تركيا والأردن وسوريا ولبنان»، مرفقاً تغريدته هذه بخريطة مفصّلة تُطابق خريطة الزلزال الذي حدث!
حذّر خبراء الزلازل من أن الهزّات الارتدادية قد تكون قويّة، وقد تؤدّي إلى تَهدُّم المنازل التي تصدّعت
ودفعت الخسائر الكبيرة الناتجة من الزلزال، الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إلى الذهاب إلى مقرّ عمليات الإغاثة في أنقرة للإشراف على عمليات الإنقاذ التي تتمّ وسط ظروف مناخية صعبة من الرياح والمطر وتساقط الثلوج وتدنّي درجات الحرارة. وقال إردوغان إنه من غير الممكن معرفة العدد النهائي للضحايا، والذي يزداد بسرعة. من جهته، سارع وزير الداخلية، سليمان صويلو، إلى رفْع درجة الإنذار إلى الدرجة الرابعة، وهذا يعني مناشدة الدول الخارجية للمساعدة في عمليات الإنقاذ. وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، في مقدمة مَن أبدى استعداد بلاده لمساعدة تركيا جنباً إلى جنب الدول «الحليفة» مع شمول المساعدة، الشعب السوري، كما قال. كذلك، فعل معظم زعماء الدول الغربية، وحتى الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، أبدى استعداده للمساعدة. من جهته، سارع رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، إلى تعزية نظيره التركي، فيما أعلن وزير الخارجية، إيلي كوهين، أن إسرائيل تَعدّ برنامجاً للمساعدة، في تذكير بالمساعدات الكبيرة التي قدّمتها لتركيا بعد زلزال إزميت في عام 1999. كما أعربت اليونان، على لسان رئيس وزرائها كيرياكوس ميتسوتاكيس، عن التحضير لإرسال معونات مماثلة. أيضاً، أعرب عدد كبير من زعماء العالم عن التضامن مع تركيا وإرسال فرق إنقاذ؛ ومن بين المعزّين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي أرسل برقية تعزية إلى إردوغان، معلناً استعداد بلاده لتقديم كلّ مساعدة ممكنة.
فهل يكون زلزال بزارجيك وتوافد المساعدات الدولية للإنقاذ فرصة لتحسين العلاقات الأميركية والغربية مع تركيا، خصوصاً في ظلّ الحملة التي يقودها هؤلاء ضدّ إردوغان، وهل يستفيد هذا الأخير ممّا يجري في الطريق إلى السباق الرئاسي الذي لم يتبقّ عليه أكثر من مئة يوم؟ وهل يكون الزلزال أيضاً فرصة لتغيير السلوك الأميركي والغربي تجاه سوريا التي خُنقت بـ«قانون قيصر»، أم إن ذلك السلوك العدائي سيستمرّ على ما كان عليه؟