نهاية الشهر الماضي، وُلد «تكتّل التوافق الوطني» (فيصل كرامي، عدنان طرابلسي، حسن مراد، محمد يحيى وطه ناجي) الذي يجتمع أعضاؤه على «الثوابت الوطنية والقومية، وأبرزها عروبة لبنان»، كما أعلن كرامي عقب إعلان «الولادة». وكما كان متوقّعاً، سرعان ما أمطرت بعض القوى السياسية والشخصيات، كالقوات اللبنانية وبعض النوّاب السنّة كنبيل بدر، الوليد الجديد باتهامات «الارتهان لحزب الله»، وبأنه «صنيعة السوريين»، خصوصاً أن إعلانه جاء عقب الانفتاح العربي على سوريا، وبعدما أعلن أعضاؤه نيتهم التصويت لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية في جلسة 14 حزيران الجاري.لا ينكر أعضاء في التكتل أنّ عودة العلاقات السوريّة - السعوديّة تُريحهم، وأنّ «ما يُريح لبنان أكثر هو مفاعيل الاتفاق السعودي - الإيراني». ورغم العلاقة الجيدة التي تجمعهم بالثنائي أمل وحزب الله، إلا أنهم يؤكدون تمايزهم، «وستكون لنا مواقف مميزة في الأيام المقبلة»، لافتين إلى أن التكتل لم يضم النواب السنة المحسوبين على الثنائي، «لأننا اشترطنا على جميع المنضمّين عدم التزامهم مع حزب أو كتلة نيابيّة أخرى، ليكون قرارهم نابعاً من أنفسهم ولعدم نشوب أي خلاف». ويوضح هؤلاء «أننا لا نريد للتكتّل أن يكون على شاكلة اللقاء التشاوري الذي سُرعان ما دخل في غيبوبة سياسية إثر استفحال الأزمات داخله، ولذلك لم نسعَ إلى تجميعة نواب سنة كيفما اتفق. أضف إلى ذلك أن فكرة التكتل لم تكن قائمة على أن يكون سنياً، وكان مفترضاً أن ينضم إليه أحد النواب غير السنة قبل أن يغيّر رأيه في اللحظات الأخيرة». وتؤكد المصادر أن التكتل سيسعى إلى ضم عدد أكبر من النواب من كل المناطق.
وعن التصويت لفرنجيّة في جلسة الانتخاب الأخيرة، يؤكد أحد أعضاء التكتل لـ «الأخبار» أن ذلك كان «بمحض إرادتهم من دون أي تواصل معهم من قبل الثنائي الشيعي»، وهم لم يصوّتوا لفرنجية بصفته مرشّحاً لحزب الله وحركة أمل، وإنّما لأنهم يرون فيه «الأفضل لناحية التزامه باتفاق الطائف وعروبة لبنان، وهذان الشرطان من الأولويّات. وقد نصوّت لغير فرنجية في حال كان هناك مرشح أفضل في المرحلة المقبلة، ونؤمن بضرورة الحوار بين كل القوى السياسيّة لانتخاب رئيس للجمهوريّة».