«منذ لقائي بالإنسان في مشكلاته وقضاياه، شعرت بأن المجتمع هو مجتمع ذكوري، وأنه يضطهد فعلاً المرأة بفكره، بتصنيفها كإنسان من الدرجة الثانية، واكتشفت أن الإسلام الذي تشرّبته يريد للمرأة أن تكون إنساناً حقاً، ويريد الرجل أن يشعر بإنسانيتها هذه، وأن يتكامل معها في إنسانيته» يقول السيد في موسوعة الفكر الإسلامي، المجلد السابع، الذي توقّف فيه عند قضايا المرأة، وأورد فيه تفاصيل عن المرأة الإنسان، والمرأة الزوجة والإرث والحجاب، وحقوق المرأة، وعرض فتاوى تتعلّق بمسائل اجتماعية في حياة المرأة.يؤمن السيد بأن المرأة إنسان كامل الإنسانية، كما الرجل، ويريد للمرأة أن تشارك في الثقافة والعلم وكذلك في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية، مع الحفاظ على الجانب الأخلاقي القيمي.
يرى السيد أن قيمة المرأة في حركة المجتمع ليست في أن تكون جسداً، بل أن تشارك في عملية النمو الاجتماعي والثقافي والسياسي كما الرجل ليتكاملا معاً في عملية صنع الحياة.. ويدعو السيد المرأة بكل جرأة إلى التمرد على الثقافة التي تريد أن تجعل من جسدها عاملاً لاجتذاب الآخر، كما يدعوها إلى أن تنهض بعقلها من أجل تنمية ثقافتها حتى يكون عقلها منتجاً للعلم والمعرفة. هناك من رأى أن السيد غالى في انحيازه إلى المرأة، وكان ردّه: «أنا مع المظلوم، سواء أكان امرأة أم رجلاً».
وبشأن حقوق المرأة، كما يراها السيد فضل الله، نعرض في ما يلي أبرز الفتاوى الخاصة بها:
• حرية المرأة كحرية الرجل، تتبع حدود التشريع الذي كلّف الله سبحانه به كلاً منهما، كما تتبع حدود القيمة الأخلاقية التي يجعلها الإنسان محدودة لممارسته الإنسانية في جوانب مختلفة من الحياة.
• المرأة كائن مستقل.. ليس هناك سلطة عليها من قِبل أخيها أو أبيها أو أي إنسان في أوضاع حياتها.
• هناك قيود في حياتها الزوجية يسودها التعاقد والقانون، تماماً كأيّ قيود أخرى بين متعاقدين، هذا التعاقد لا ينطلق من شيء متحجّر جامد وإنما من خلال المودة والرحمة.
• للمرأة أن تأخذ بأسباب القوة، فلا مشكلة شرعية في أن تأخذ بالفنون الرياضية المختلفة، لأن هناك من يستضعف المرأة ويعتدي عليها، ما يفرض على المرأة أن تكون قوية جسدياً مع احتفاظها بأخلاقية القوة وإنسانية الموقف، فالقوة لا تعني العدوانية، بل المسؤولية.
• لا مانع في الإسلام من تنظيم النسل، أي الامتناع عن الإنجاب في بداية الزواج، لأن ذلك ليس محرّماً من الناحية الشرعية إذا كان عبر الوسائل المشروعة.
• تعطى المرأة حق الطلاق إذا اشترطت على الزوج أن تكون وكيلة عنه في طلاق نفسها، فلها أن تطلق نفسها بحسب الشروط التي تتضمنها وكالة الطلاق.
• إذا لم يقم الزوج بتأدية ما لها عليه من حقوق، إن لم ينفق عليها أو لم يؤدّ لها الحق الجنسي الذي تحتاجه، أو تعسّف أضرّ بها بممارسة العنف معها، فإنّ كل ذلك يجعل لها الحق بأن ترفع أمرها إلى الحاكم الشرعي، فيطلقها إذا طلبت الطلاق.
• إن للبنت التي لم تتزوج حقوقاً كبيرة على أهلها، عليهم أن يعملوا من أجل أن تعيش حياتها كإنسانة سويّة.
إن قوامة الرجل على المرأة لا تعني سيادته عليها


• مفهوم أن المرأة ضعيفة الفكر هو مفهوم جاهلي، لا بدّ لنا أن نقوم بتوعية الناس لجعلهم يبتعدون عنه.
• على المرأة أن تتعلم، ليس فقط بدخول المدارس والجامعات، بل بكلّ ما يؤمّن لها ثقافة واعية.
• من حق المرأة الواعية المثقفة المتعلمة أن تشارك في العمل السياسي في شتى المجالات.
• لا مانع من ممارسة المرأة لمهنة المحاماة وكذلك العمل في القضاء، إذا كان ذلك للدفاع عن الحق لا عن الباطل.
• لا فرق بين الرجل والمرأة في الاجتهاد والفقه، يمكن للمرأة أن تتصدى للمرجعية والتقليد، لأنه يجوز للمرأة أن تكشف وجهها وكفّيها، ولا مانع من أن تتحدث مع الرجال.
• لا ولاية لأحد على المرأة إذا كانت بالغة رشيدة مستقلة في إدارة شؤونها، فليس لأحد أن يفرض عليها زوجاً لا تريده، والعقد دون رضاها باطل لا أثر له.
• تملك المرأة مالها ملكاً مطلقاً، وليس للزوج أو الأخ سلطة على مالها إذا كانت بالغة رشيدة.
• إن قوامة الرجل على المرأة لا تعني سيادة الرجل عليها، بل تعني تحميل الرجل مسؤولية إدارة الأسرة التي لا بد أن لا يستبد بها، وأن يتشارك مع زوجته في إدارتها.
• للمراة الحق في التمتع الجنسي في العلاقة الشرعية بينها وبين الرجل.
• إذا مارس الرجل العنف الجسدي ضد المرأة، ولم تستطع الدفاع عن نفسها إلا بأن تبادل عنفه بعنف مثله، فيجوز لها ذلك من باب الدفاع عن النفس.