ستتصدر الانتخابات الطلابية أولويات النادي العلماني في الجامعة اللبنانية في العام الدراسي المقبل (2023 - 2024)، في محاولة «لتجديد الحياة الديموقراطية داخل حرم الكليات، وتحميل الطلاب مسؤولية من يختارون لتمثيلهم، لنقل المصاعب اليومية التي يواجهونها والانتهاكات التي يتعرّضون لها»، بحسب الناشط جمال الرمح.ويدرك النادي أن الطريق لإحياء الانتخابات الطلابية المعطّلة منذ عام 2008 ليس معبّداً تماماً. فاستعادة الديناميكية الطلابية مسار تراكمي، على ما يقول الناشط في النادي جوزاف راجحه، يبدأ بالتشبيك مع القوى الطلابية واللجان والمجموعات التي تلتقي مع طروحات النادي، ومنها اتحاد الطلاب العام والنوادي المستقلة وبعض أساتذة الجامعة المعارضين لسياسات أحزاب الطوائف، مروراً بتحضير الطلاب لاحتجاج مستمر عبر استخدام كل الأدوات المتاحة من حملات إعلامية، ولقاءات حوارية مفتوحة، وصولاً إلى خطوات اعتراضية ميدانية.
أولى الخطوات كانت حواراً مفتوحاً نظّمه النادي في مركز شبكة «مدى» مع الطالب في كلية الطب الطبيب المقيم يوسف زيتون، والأستاذة في كلية العلوم وفاء نون، والأستاذ في كلية إدارة الأعمال إياد زعرور، والأستاذ في كلية الآداب باسل صالح.
زعرور قال إن «السلطة السياسية تخاف مواجهة عشرات آلاف الطلاب، وتتجنب منحهم حقهم الطبيعي في أن يكون لهم رأيهم المستقل داخل الفروع بكل قضاياهم المطلبية والأكاديمية، بما فيها المناهج»، لأنها «تدرك جريمتها المتمثلة بخنق التعليم الرسمي عموماً، والجامعة اللبنانية خصوصاً، وأن الطلاب باتوا غير قادرين على الوصول إلى كلياتهم أو حتى التعلم عن بعد، وبالتالي فإن الانتخابات ستكون استحقاقاً مفصلياً فيما لو نجحت النوادي المستقلة في التغيير». وأكد أن «التحدي كبير، فالأحزاب تملك المال السياسي والموارد البشرية لقطع الطريق على وصول المستقلين، وبالتالي فإن الكفة سترجح لقوى السلطة، إذا سمحت رئاسة الجامعة بتنظيم الانتخابات من الأساس، وهذا مستبعد، علماً بأن السلطة خطفت رابطة الأساتذة وحوّلتها إلى مهرج أقصى ما يمكن أن يفعله هو معالجة السرطان بالبنادول». لذلك، «لا رهان على الأساتذة المشرذمين واليائسين المنغمسين بمطالبهم المحقة، المادية فحسب، وعلى الطلاب أن يتكتّلوا، وعلى النوادي العلمانية أن تقود الدفة لكونها قادرة على مدّ الخيوط وبناء الجسور مع الجامعات الخاصة وأن تنقل صوت طلاب الجامعة اللبنانية وأساتذتها إليها».
الأحزاب تملك المال السياسي والموارد البشرية لقطع الطريق على وصول المستقلين


من جهتها، رأت نون أن لغة العمل الطلابي في الجامعة اللبنانية مختلفة عن الجامعات الخاصة، لاختلاف هموم الطلاب ومشاكلهم، مشيرة إلى أن «أي خطوة باتجاه إعادة إحياء الحركة الطلابية لا يجب أن تنطلق من الصفر، بل أن تبني رؤيتها على كل التجارب السابقة التي خاضها الطلاب والأساتذة على مدى السنوات الماضية. فما يفعله النادي العلماني اليوم ليس المحاولة الأولى لاستعادة الحيوية الطلابية المصادرة من النظام السياسي. هناك ثلاث محاولات سابقة منذ عام 2008، لإحياء الانتخابات الطلابية، لذا يجب قراءة أسباب فشل هذه المحاولات، لإنتاج مجالس وهيئات لا تقوم بتقديم الخدمات فحسب، بل تستعيد دورها في المشاركة في القرارات الأكاديمية والإدارية».