أثارت المواقف الأخيرة لمفتي جبل لبنان الشيخ محمّد علي الجوزو، في مقابلة مع «صوت بيروت إنترناشيونال» الأحد الماضي، استغراباً في أوساط المشايخ السنّة، وخصوصاً قوله عن سمير جعجع إن «تاريخه غير نظيف وهو الذي قتل الرئيس الشهيد رشيد كرامي»، رغم العلاقة الجيّدة التي تربطه برئيس حزب القوات اللبنانية. ووصف الجوزو الرئيس السابق فؤاد السنيورة بأنّه «ثعلب يخادع ويستخدم أساليب دنيئة»، فيما الرئيس سعد الحريري هو «ابن أعظم رجل في تاريخ لبنان». ورغم أنّه سبق للجوزو أن اختلف مع السنيورة في عهد مفتي الجمهوريّة السابق الشيخ محمّد رشيد قباني، إلا أن الخلاف لم يصل يوماً إلى الانتقاد العلني.

وفيما عزت مصادر قريبة من الجوزو مواقفه إلى معطيات لمسها شخصياً عن وضع الحريري، أكّد مطلعون إنّه يحاول استرضاء رئيس تيار المستقبل لتمهيد الطريق أمام انتخاب نجله، الشيخ محمد هاني الجوزو، مفتياً لجبل لبنان خليفة له. ويحظى الأخير بثقلٍ شعبي في منطقته يخوّله خلافة والده. إذ يملك حيثيّة كبيرة ضمن الهيئة الناخبة المؤلفة من قضاة شرعيين وأعضاء المجلس الإداري للأوقاف الذين عيّنهم المفتي الحالي. كما تمكّن أخيراً من اختراق ساحة القضاة المدنيين ورؤساء بلديات إقليم الخروب عبر مساعدات يقدّمها إلى هؤلاء لتوزيعها في قراهم.
وتؤكد أوساط متابعة أنّ الجوزو الابن بات الأقوى في معركة الإفتاء متقدّماً على «خصمه» الشيخ رئيف عبدالله الذي يتمتّع بعلاقات جيّدة مع معظم الأطراف في منطقته. وتشير إلى أن الأخير لن يُقدّم ترشيحه إلى عضوية المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، كما جرت العادة، من أجل الترشّح لخلافة الجوزو الأب، بعدما تقدّمت حظوظ الجوزو الابن بأشواط.