ليل الجمعة – السبت، قرّرت السفارة السعودية، من دون أسبابٍ أمنية موجِبَة، «هزّ» الموسم السياحي بدعوةِ رعاياها إلى مغادرة لبنان والالتزام بقرار منع السفر إليه. حرّك الإجراء «الاحترازي» سفارات الإمارات والكويت والبحرين، فأصدرت بياناتٍ بمضمونٍ شبيه، قبل أن يزعم السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، أمس، أن الدعوة «أتت على خلفية التوتر الأمني في مخيم عين الحلوة»، ووضعها في إطار «حرص المملكة على مواطنيها أينما وجدوا». مع العلم أن الأوضاع في المخيم بقيت مضبوطة في اليومين الماضيين، بعد الالتزام بوقف إطلاق النار عقب أيام من الاشتباكات. علماً أن البخاري كان واضحاً في الإشارة إلى البُعد السياسي في الدعوة، عندما أكّد أن السعودية «كانت وستكون من أهم المشجعين للسياحة في لبنان، والفترة المقبلة ستثبت ذلك إن توصل اللبنانيون إلى حل أزمتهم».التحذيرات الخليجية أثارت قلقاً ومخاوف من أحداث أمنية، إلا أنها، سياحياً، غير «مقرّشة» في ظلّ استمرار مقاطعة الرعايا السعوديين والإماراتيين والبحارنة للبنان التزاماً بقرارات منع السفر الصادرة عن سلطات دولهم. أما «القلة الموجودة من الكويتيين والقطريين، فلا تشكّل ثقلاً حقيقياً على صعيد السياحة الوافدة إلى لبنان راهناً»، بإجماع العاملين في القطاع، الذين يقدّرون نسبة السياح الخليجيين من مجمل السياحة في لبنان اليوم بحوالى 5%. وحتى يوم كانت دول التعاون الخليجي «راضية» على لبنان، «لم يكن السائح البحريني ولا القطري أساسياً في حسابات الربح والخسارة، إذ كان يتصدّر اللائحة السائح السعودي، ومن ثم الكويتي». وفي ظلّ الغياب شبه التام للسعوديين، يزور لبنان عدد متواضع من الكويتيين، لم يغيّر شيئاً في مشهد القرى الجبلية حيث يتملّك هؤلاء مئات الشقق والقصور في بلدتي بحمدون وبرمانا وغيرهما، إذ بقيت هذه مقفلة هذا الموسم على غرار السنوات الماضية. و«فيما يندر وجود الإماراتيين، يتحسّن الوضع نوعاً ما، بالنسبة إلى الرعايا القطريين. وغالباً ما يكون السائح إفرادياً ويقصد لبنان لأسباب اجتماعية أو غيرها»، وفق عاملين في القطاع.
السياح الخليجيون لا يتعدون الـ5% من مجمل عدد السياح في لبنان


وفي جولةٍ على عدد من مكاتب وشركات السياحة والسفر، اتّضح أنّ تأثيرات الدعوات الخليجية بقيت محدودة، إذ إنّ نحو 20 سائحاً قطرياً طلبوا من صاحب أحد المكاتب تقريب موعد مغادرتهم لبنان. وتكرر الأمر مع شركة «كونكورد» للسياحة والسفر، حيث طلب أكثر من ثلاثين وافداً من دولٍ خليجية إلى لبنان إلغاء حجوزاتهم، علماً أن هؤلاء ليسوا بالضرورة من جنسيات خليجية، إذ إن لبنانيين وأردنيين وعراقيين يعملون في الدول التي صدرت عنها بيانات تحذير، كما يؤكّد صاحب الشركة محمد فقيه.
رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان بيار الأشقر أكّد لـ«الأخبار» أنّ «شيئاً لم يتغيّر، لا السيّاح الموجودون على الأراضي اللبنانية غادروا أماكن إقامتهم، ولا الحجوزات المستقبلية شهدت حركة إلغاء»، مشيراً إلى أن «رعايا السعودية والإمارات والبحرين لا يزورون لبنان منذ خمس سنوات». وبالتالي، «الوضع لا يزال على طبيعته». فيما نفى رئيس مطار بيروت الدولي فادي الحسن أن يكون المطار قد شَهِدَ حركة مغادرة كثيفة.