قرأت في «الأخبار» مقالاً يطال عمق بيتي وعائلتي، ويصوّب على نشاط يقوم به ابني البكر جوزيف على أنه انشقاق ضمن البيت الواحد.وأسجّل أولاً أنني لم أدلِ بأي حديث صحافي لا إلى جريدة «الأخبار» ولا إلى غيرها حول كل الأمور التي أعتبرها شأناً خاصاً يُداوى ضمن دائرة ضيقة لا يتعدّى مدارها: أم وابنها وبقية أفراد عائلتها اللصيقة.
وطالما أنه شأن عائلي خاص، فإن كل المقالات غير المستندة إلى رأي أصحابها ستبقى عرضة للطعن بصدقيتها، وستعرّض كاتبها وناشرها للمساءلة القانونية، وأحتفظ لنفسي بهذا الحق، ولا سيما أن العبارات المنسوبة إليّ حرفياً لم يسبق أنّي نطقت بها لأيّ من زملائكم الكرام، ولم يسألني أحد السماح بنشر أي جملة تتعلق بهذا الموضوع.
أما في مضمون ما ورد من معلومات عن انشقاق وحروب ومعارك، فكل ذلك له مشغّلون امتهنوا صنعة هدم البيوت السياسية منها والعائلية ذات المردود النفعي لهم.
إنني أعتبر نفسي حارسة هذا البيت منذ رحيل إيلي سكاف، وسأظل محتفظة بهذا الدور كأمانة في عنقي كلّفني بها زوجي وأبو أبنائي الراحل، ومهما تغرّب أحدهما عن هذه الرعاية فيقيني أن قلب أمّه هو المرجع والسند والحضانة الدائمة التي لن يوفّرها متسلّقون بثمن، يستثمرون في حبال مدّوها منذ زمن إلى القضاء.
وإلى هذه الطينة المهترئة أوجّه كلمة واحدة فقط سبقني إليها مجلس القضاء الأعلى: «طفح الكيل منك».
وكأمّ لجوزيف وجبران، أطلب إلى كل الحريصين على بيوت الناس إما أن يقدّموا الكلمة الطيبة التي تعوّد عليها آل سكاف وزحلة على وجه الخصوص، أو أن يتخلوا عن دور السمسار الذي يفاوض على نسبة من فعل الخير المزعوم.
وإذ لن أعطي اللئيم الذي تمرّدَ فرصة التفاوض، أؤكد أن بيتي مسؤول مني شخصياً، وأن جوزيف هو أحد أركان هذا المنزل الذي له مكانته ودوره. والأهم أن «جو» هو ابني الذي لا يضاهيه في قلبي سوى أخيه، ولهما فقط أقدّم حياتي وأحفظ مستقبلهما بعيداً عن كل زارعي السوء والشقاق.
فلكل متبرّع بمقال أو معلومة أو سبق صحافي أو لكل لاعب على الفتنة العائلية أوجّه سؤالاً واحداً: هل جرّبتم معنى أن يحاربوكم بفلذات أكبادكم؟
إذا كان الجواب نعم، فالتمني الوحيد من أمّ قلبها على ولدها أن لا تكون قلوبكم على الحجر.
ودامت بيوتكم عامرة بأحبّائها.

ميريام سكاف
أمّ جوزيف