ردّ المحرّر
علمت «الأخبار» أن جمعية «لايزر» دخلت ثانوية جورج صراف الرسمية قبل حصولها على الإذن من وزارة التربية، وما حصل أنها قدّمت الدعم الأكاديمي داخل مباني الثانويات التي وافق عليه مديروها، أما المديرون الذين رفضوا التعاون مع الجمعية لضرب الإضراب فنُقل تلامذتهم إلى الثانويات الأخرى، علماً أن الدعم خارج الدوام لم يتعارض مع الإضراب فحسب، بل أيضاً هزّ صورة الأساتذة أمام طلابهم الذين صُدموا كيف يمكن هؤلاء أن يرفضوا تدريسهم في الدوام العادي ويوافقوا على تدريسهم بعد الظهر مقابل 10 دولارات للحصة الواحدة! وليس صحيحاً أن الدعم الأكاديمي قُدّم فقط خارج الدوام، ففي ثانوية جورج صراف الرسمية وثانوية الحدادين الرسمية على الأقل، تلقّى الطلاب دروسهم بعد العاشرة صباحاً، وفي ثانوية سابا زريق الرسمية، كانت الصفوف تبدأ عند الواحدة بعد الدوام الرسمي باعتبار أن المدرسة علّقت الإضراب باكراً. وصحيح أن الدعم كان يطاول المواد الأساسية إلا أنه في بعض الثانويات، وبحكم العلاقة مع الجمعية، تمّت إضافة مواد أخرى كاللغة الفرنسية وغيرها لإفادة الأساتذة، وكان المديرون يختارون الأساتذة القريبين منهم. أما نسبة النجاح فراوحت بين 50 و70% في أكثر من ثانوية.
ويبقى السؤال: من راقب عمل الجمعية ومن قيّم نوعية التعليم التي قُدمت للطلاب، وهل هذه البداية لخصخصة المدرسة الرسمية؟
يقول الله تعالى في سورة الحجرات الآية 6 «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ»، أودّ أن أوضح النقاط التالية في ما يخص المقال في بعض الصحف والمواقع بعنوان «دريان يمنع الصاحب من الترشح»:
أولاً: بفضل الله تعالى أن تربيتنا خلال خمسين سنة تحتّم علينا عدم الخوض نهائياً في أي عداوات خاصة مع شخص مفتي الجمهورية، بل عدم التفكير بذلك. هذه التربية التي يعرف الجميع أنها ترتكز على التزكية والتقوى وذكر الله تعالى.
ثانياً: يشهد الله تعالى أن الرئيس السنيورة لم يتكلم معي في هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد، لا بالتصريح ولا بالتلميح نهائياً. وأساساً لم يحصل أي تواصل بيننا منذ فترة طويلة.
ثالثاً: هذا المقال فيه إساءة إلى سماحة مفتي الجمهورية، حيث إن سماحته لا يمنع أي أحد من الترشح على أي لائحة، حيث يعتبر ذلك تدخلاً وانحيازاً في الانتخابات.
رابعاً: الجميع يعلم دعمنا لمقام وشخص مفتي الجمهورية على مدى خمسين عاماً في العمل الدعوي الإسلامي. فنحن دائماً نعتبر أن دار الفتوى هي مرجعيتنا وعلى رأسها سماحة المفتي.
خامساً: لا يخفى على ذي عقل وفكر أسباب ودوافع هذا المقال.
وختاماً فليعلم الجميع، بإذن الله تعالى سنبقى مع سماحة المفتي ودار الفتوى وجميع إخواننا العلماء متحابّين متآخين متآلفين.
صدق الله جلّ جلاله حيث يقول: (وَمَن يَكْسِبْ خَطِيٓـَٔةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيٓـًٔا فَقَدِ ٱحْتَمَلَ بُهْتَٰنًا وَإِثْمًا مُّبِينًا).
الشيخ الدكتور زياد الصاحب
عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى