يتجنّب النائب السابق وليد جنبلاط بعض اللقاءات التي كان يعقدها سابقاً مع شخصيات سياسية أو إعلامية أو ناشطين، ويحيل سائليه عن الوضع العام إلى النائب تيمور جنبلاط. غير أنّ النائب السابق يحرص على عقد جلسات دائمة مع نجله تغوص في التعريف في خلفيات مواقف بعض الشخصيات البارزة على المسرح السياسي وطبائعها. ويُنقل عن جنبلاط الأب أنه لا يريد أن يرث ابنه كل صداقاته، ولا يريد له في الوقت نفسه أن يرث كل عداواته، وأنه يتفهّم أن يعمل الابن تدريجياً على بناء شبكة أصدقاء بين السياسيين من الجيل الجديد.وقال أحد زوار جنبلاط إن الأخير يشدّد أمام نجله على ضرورة حفظ التواصل الدائم مع الرئيس نبيه بري على وجه الخصوص، وعدم السماح بأي توتّر في العلاقة معه، وأن يسمع منه أيضاً. وهو ينصحه بعدم رفض التسويات لمجرد رفضها أو بقصد التمايز، لأن «طبيعة التركيبة في لبنان توجب هذه التسويات طوال الوقت». وفي ما يتعلق برئاسة الجمهورية، نقل الزائر عن جنبلاط الأب أنه لا يحبّذ القيام بأي خطوة تدخله في مشكلة مع السعودية أو مع الثنائي أمل وحزب الله، وأنه، شخصياً، لا يرى في سليمان فرنجية خصماً، بل ربما يجد فيه جزءاً من النسيج السياسي اللبناني الذي يحترم القواعد المتعارف عليها. كما أنه لا يمانع انتخاب فرنجية من ضمن تسوية، لكن لا يمكنه السير بمرشح لا ترضى عنه الغالبية المسيحية، نافياً أن يكون موقفه بـ«عدم الارتياح» إلى انتخاب قائد الجيش قد تغيّر»، مؤكداً أن ذلك ليس موقفاً ضد العماد جوزيف عون تحديداً، بل لأن «موقف آل جنبلاط تاريخياً كان صائباً في معارضة انتخاب قادة الجيش رؤساء للجمهورية».
من جهة أخرى، أكّد جنبلاط الأب أنه لن يتدخّل في أي قرارات يتخذها تيمور تتعلق بالحزب التقدمي الاشتراكي، مبدياً تفهّمه لمحاولة نجله إبراز شخصيات جديدة يمكن أن تكون مرشّحة للانتخابات النيابية المقبلة. ولدى سؤاله عن أشخاص محدّدين، نُقل عن جنبلاط قوله ممازحاً: «يعرف الجميع أن التوريث عندنا محصور بدار المختارة فقط»!