تواصلت الحركة الدبلوماسية المكثّفة في بيروت أمس بالتزامن مع بلوغ التوتر على الحدود مع فلسطين المحتلة المنسوب الأعلى منذ السابع من الشهر الجاري، مع استمرار استهداف حزب الله لمواقع عسكرية، وإعلانه سقوط خمسة شهداء أثناء قيامهم بواجبهم الجهادي.وبعد زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أول من أمس، وصل إلى بيروت أمس وزير الخارجية التركي حقان فيدان، وأعلن بعد لقائه وزير الخارجية عبدالله بو حبيب أن بلاده «تواصل جهودها على مسارين، هما منع توسع الاشتباكات وضرورة إيصال المساعدات إلى غزة بسرعة»، مشدّداً على «أننا نعمل لعدم تمدد الحرب إلى لبنان والبلدان الأخرى»، مؤكّداً «تضامننا التام مع الموقف المصري بشأن ما يجري في غزة». وفي وقت لاحق، زار حقان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي الحكومي.
جنوباً، استهدف حزب الله مواقع العدو الإسرائيلي على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، وأعلن في سلسلة بيانات استهداف آلية لجيش العدو في ‏موقع المطلة حقّق فيها إصابات مباشرة، ودبابة في ثكنة راميم أوقع فيها إصابات مباشرة، ومواقع زرعيت، الصدح، جل الدير، المالكية وبركة ريشا ‏بالأسلحة المباشرة. وعصراً استهدف مقاتلو الحزب بالصواريخ الموجّهة نقطة عسكرية لجنود الاحتلال مقابل بلدة راميا وأوقعوا فيها عدداً من الإصابات، ونقطة أخرى في موقع ‏بياض بليدا. واستهدفت المقاومة مساء ‏تجمّعاً لجنود الاحتلال في ثكنة برانيت بالصواريخ الموجّهة وأوقعت عدداً ‏من الإصابات بين قتيلٍ وجريح.‏
وأقرّت وسائل الإعلام العبرية بالعمليات، وأشارت القناة 14 إلى «سقوط إصابتين إحداهما خطيرة» جرّاء «صاروخ موجّه أُطلق من لبنان» على مستوطنة المطلة، فيما أعلن مركز «زيف» الطبي في صفد استقبال 3 إصابات. فيما أعلن حزب الله استشهاد خمسة من عناصره، هم محمود أحمد بيز (مشغرة)، حسين عباس فصاعي ومهدي محمد عطوي وإبراهيم حبيب الدبق (كونين)، وحسين هاني الطويل (خربة سلم).
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قصف أهدافاً عديدة في جنوب لبنان بعد قصف بلدة المطلة، فيما دعت السلطات المحلية في المطلة «كل من بقي في المستوطنة إلى مغادرتها فوراً». واستهدف القصف الإسرائيلي الطريق بين بلدتَي كفركلا والعديسة في القطاع الشرقي.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن المستوطنين في الخط الأمامي عند الحدود مع لبنان يعيشون خوفاً دائماً من إطلاق النار وعمليات التسلل، إذ «لا توجد خطة واضحة للإخلاء، والكثير من المستوطنين غادروا المنطقة قبل أن تصدر الجبهة الداخلية تعليماتها».
إلى ذلك، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، عبر حسابه على منصة «إكس»، إن «المقاومة في الميدان لا بُدَّ أن تنتصر وتنهزم إسرائيل»، مضيفاً أنهم «يطالبون حزب الله بعدم توسيع المعركة، ونطالبهم بإيقاف السبب وهو العدوان والاحتلال». وسأل: «هل قتلُ الأطفال والنساء والمدنيين وتهديم البيوت دفاعٌ أم جريمة؟».


حزب الله: سيكون للمجزرة ما بعدها
طالب حزب الله، في بيان، الشعوب العربية والإسلامية ‏بـ«التحرك ‌‏الفوري إلى الشوارع والساحات للتعبير عن الغضب الشديد والضغط على الحكومات ‏والدول أينما ‌‏كان». ودعا ليكون اليوم «يوم غضبٍ لا سابق له ضدّ العدو وجرائمه»، مؤكّداً أن «هذا يوم له ما بعده على ‌‌‏طريق المقاومة والانتصار والاقتصاص للمظلوم من الظالم».‏ وإذ حمّل الولايات المتحدة «المسؤولية المباشرة والكاملة» عن المجزرة، وعن كل الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي، دعا المنظمات الدولية والإقليمية إلى «التحرك الفوري ضدّ المجازر والإبادة ‏الجماعية للشعب ‌‏الفلسطيني المظلوم وتنفيذ التهجير القسري تحت وطأة المجازر والإرهاب ‏والقتل».