دخلت هدنة إنسانية مؤقتة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة حيّز التنفيذ في تمام الساعة 07:00 (بالتوقيت المحلي) من صباح الجمعة، 24 تشرين الثاني، بعد 49 يوماً من العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين. الهدنة الإنسانية التي استمرّت على مدار 4 أيام، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، مُدِّدت ليومين إضافيين بالشروط نفسها. واعتمدت الهدنة على قرار مجلس الأمن الرقم 2712، في 15 تشرين الثاني 2023، الذي يدعو إلى «إقامة هُدن وممرات إنسانية عاجلة ممتدة في كل أنحاء قطاع غزة والإفراج الفوري ومن دون شروط عن كل الرهائن». نستعرض في هذا المقال خروقات واضحة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق التهدئة شمالي قطاع غزة، في ظل تصاعد العدوان الممنهج الذي تمارسه قوات الاحتلال والمستوطنون على الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية وقراها ومخيماتها. 1- يهيب القرار بجميع الأطراف الامتناع عن حرمان السكان المدنيين في غزة من الخدمات الأساسية والمساعدة الإنسانية اللازمة لبقائهم على قيد الحياة بما يتفق مع القانون الدولي الإنساني.
بعد مرور أقل من ساعة واحدة على بدء سريان الهدنة المؤقتة، أطلق جيش الاحتلال النار في محيط مستشفى الرنتيسي لمنع المواطنين من العودة إلى منازلهم، كما أطلق قنابل الغاز في محيط الدوار الكويتي في مدينة غزة. وأصيب ثلاثة فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال قرب «نتساريم» أثناء عودتهم إلى منازلهم في غزة. كما جرى إطلاق نار شرقي خان يونس ورفح.
في اليوم الثاني للهدنة أطلق الاحتلال النار بشكل كثيف على طول الخط الفاصل شرق خان يونس. كما أطلقت قوات الاحتلال النار على فلسطينيين حاولوا العودة من جنوب القطاع إلى شماله.
في اليوم الثالث للهدنة، استشهد مزارع وأصيب فلسطيني آخر برصاص قوات الاحتلال في مخيم المغازي شرقي المحافظة الوسطى في غزة، كما أصيب نازح لدى محاولته العودة إلى منزله في شمال غزة. وقال رئيس بلدية غزة يحيى السراج إن نحو 700 ألف شخص في مدينة غزة وشمال القطاع يحتاجون إلى الخدمات، وأن بعض المواطنين حاولوا الوصول إلى بيوتهم في تل الهوى ولكنهم تعرّضوا لإطلاق نار. كما أفاد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، بأن ثلث سكان القطاع لم يحصلوا على المستلزمات الأساسية.
في اليوم الرابع للهدنة، أطلقت قوات الاحتلال النار شرقي مخيم المغازي.
في اليوم الخامس للهدنة أطلقت قوات الاحتلال النار شرقي خان يونس وشرقي رفح، وقصفت دبابات الاحتلال أطراف حي الشيخ رضوان ومخيم الشاطئ في شمال غرب مدينة غزة، وشرقي مخيم المغازي.
فجراليوم السادس للهدنة، قصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية بعدد من القذائف ساحل خان يونس جنوبي قطاع غزة، وأطلقت قوات الاحتلال النار على المزارعين في المنطقة الشرقية لخان يونس جنوب قطاع غزة، كما أصيب فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال شرقي بيت حانون. وأطلقت الآليات الإسرائيلية نيران أسلحتها على مناطق متفرقة شمال غرب مدينة غزة.
2- يشدد القرار على أهمية آليات التنسيق والإخطار الإنساني وتفادي التضارب، لحماية جميع العاملين الطبيين والإنسانيين والمركبات والمواقع الإنسانية والبنية التحتية الحيوية، بما فيها مرافق الأمم المتحدة، والمساعدة في تسهيل تنقّل قوافل المساعدة والمرضى، بخاصة الأطفال المرضى والجرحى ومقدمي الرعاية لهم.
أشار المدير العام لوزارة الصحة في غزة، في اليوم الثاني للهدنة، إلى أن كميات الوقود والمساعدات الطبية التي دخلت القطاع محدودة خصوصاً في شمال غزة. كما أفاد أن «الأونروا» أخبرت وزارة الصحة بأن الاحتلال يمنعها من تسليم الوقود للمستشفيات في شمال غزة. وفي اليوم الثاني للهدنة أيضاً استهدف جيش الاحتلال سيارةً لقوات اليونيفل بنيران قرب بلدة عيترون جنوب لبنان.
في اليوم الرابع للهدنة، أعلن المدير العام للمستشفيات في قطاع غزة أن الوقود لم يصل إلى مستشفيات الشمال حتى الآن، وعدد الجرحى الذين يُنقلون إلى معبر رفح قليل جداً لا يتجاوز الـ20 يومياً. وكان قد ورد عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الاحتلال مدّد اعتقال مدير مستشفى الشفاء الدكتور محمد أبو سلمية 45 يوماً على ذمة التحقيق.
في اليوم الخامس للهدنة، أشار مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة أنه منذ 50 يوما لم يدخل مدينة غزة وشمالي القطاع قطرة وقود واحدة. وأكّد الهلال الأحمر الفلسطيني أن قوات الاحتلال تمنع إدخال شاحنة الوقود التي كانت من المفترض أن تعبر إلى شمال قطاع غزة.
وفي اليوم السادس للهدنة، أشار الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة إلى أن المساعدات التي دخلت إلى جنوب غزة لم تصل أي كميات منها لمناطق الشمال وأنه لم تدخل قطرة سولار واحدة إلى مناطق شمال غزة خاصة المستشفيات.
3- أشار القرار إلى أن تلك الهدن الإنسانية ستُمكّن من «إجراء الإصلاحات العاجلة في البنية التحتية الأساسية وجهود الإنقاذ والإنعاش العاجلة بما في ذلك للأطفال المفقودين» في المباني المتضررة والمدمَّرة بما يشمل الإجلاء الطبي للأطفال المرضى أو الجرحى ومقدمي الرعاية:
في اليوم الأول للهدنة، فجّرت قوات الاحتلال قبل انسحابها مرافق مستشفى الشفاء من بينها مولدات الكهرباء ومضخات الأوكسجين وأجهزة الأشعة. في اليوم الثاني، أعلن مدير الدفاع المدني في غزة أن مدة الهدنة غير كافية لانتشال الشهداء من تحت الأنقاض في ظل الإمكانات المحدودة.
بعد أقل من ساعة على بدء سريان الهدنة المؤقتة، أطلق الاحتلال النار في محيط مستشفى الرنتيسي لمنع المواطنين من العودة إلى منازلهم


في اليوم الثالث، أفاد المدير العام لوزارة الصحة في غزة بأن 80 مصاباً في مستشفى كمال عدوان يجب نقلهم عبر سيارات الإسعاف إلى الجنوب بسبب سوء حالتهم الصحية، ولا سيما أن الاحتلال يصرّ على عدم تشغيل مشافي الشمال وقطع الوقود عنها، وأشار إلى أن الاحتلال أقام نقطة أمنية في شارع صلاح الدين لمنع الأهالي من العودة إلى منازلهم في الشمال.
في اليوم الرابع للهدنة، ورد عن الناطق باسم الدفاع المدني في غزة الحاجة إلى طواقم دفاع مدني عربية تأتي بمعداتها للمساعدة، ولا سيما أن مئات الجثامين لا تزال موجودة في محيط مستشفيَي القدس والرنتيسي، وأشار إلى أنهم لم يتلقّوا أي مساعدة حتى الآن ولم تصلهم أي كميات من الوقود.
في اليوم الخامس للهدنة، أشارت منظمة الصحة العالمية أنه "سنشهد وفاة عدد أكبر في غزة جراء الأمراض مقارنة بالقصف إذا لم نتمكن من إصلاح النظام الصحي".
وفي اليوم السادس للهدنة أشارت منظمة الصحة العالمية إلى خطر كبير للإصابة بأمراض وبائية في غزة، وقالت أن الكشف عن الأمراض معدية معقد بسبب صعوبة إرسال عينات إلى "إسرائيل" أو الضفة الغربية لفحصها. وأشار المدير العام للمستشفيات في غزة إلى أن الاحتلال يرفض السماح باستخدام جهاز للعلاج الكيميائي لمرضى السرطان، وأضاف أن في غزة 600 شخص بحاجة إلى غسل الكلى 3 مرات أسبوعيا ولا يجدون العلاج.