أعلن «الحزب السوري القومي الاجتماعي»، أمس، عن استشهاد الرفيق المقاوم في صفوف «نسور الزّوبعة» - الجناح العسكري للحزب، وسام محمد سليم، «أثناء قيامه بواجبه القوميّ في جنوب لبنان، على مسافة صفر ثائراً على طريق فلسطين». وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن الشهيد سليم، ابن بلدة الصرفند، وأول شهداء «القومي»، قضى باستهداف صهيوني مباشر لمجموعة مقاومين كانت تنفّذ عمليات ضدّ مواقع العدو عند الحدود الجنوبية. لكنّ اللافت، أن الشهيد سليم، كان إلى جانب مقاومين من «المقاومة الإسلامية»، حيث امتزج دمه بدم ابن ميس الجبل، الشهيد حسين عيسى، الذي نعاه «حزب الله» أمس. وفيما يُشيّع الشهيدان اليوم في ثرى بلدتيهما، أعادت شهادة «حيدر» (الاسم الحركي لسليم)، الضوء إلى أحزاب «المقاومة الوطنية»، التي كانت سبّاقة في مقارعة العدو في البلدات الحدودية منذ زمن الثورة الفلسطينية، قبل وبعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982.وإلى حارة آل سليم عند شاطئ الصرفند، تنادى أهالي بلدات الزهراني، والرفقاء الحزبيون، بعد شيوع خبر استشهاد وسام. أما شقيقته الوحيدة، بتول سليم، فقد انشغلت بتصبير والدتها على مصابها، «الله يحبّه، فهو الأفضل بيننا، والله يحبّك لأنك صرت أم الشهيد»، تقول. شهادة ابن السابعة والعشرين، استحضرت سير المقاومين القدامى في الصرفند والزرارية وأنصارية، الذين جمعوا شهادات العلم والأرض معاً. فـ«ضابط المدفعية»، انتمى إلى «نسور الزوبعة» قبل عامين، وبعدها بعام واحد، تخرّج بدرجة «امتياز» في إحدى جامعات روسيا، متخصّصاً في الهندسة المدنية، وهو القادم من حيّ الصيادين الذين لم يمنعهم فقرهم من الالتزام بالعقيدة القومية. وفي حديث لـ«الأخبار»، عبّر والد الشهيد، محمد سليم، عن فخره بابنه «الذي سار على درب قريبه الشهيد محمد سليم، حتى وصل إلى طريق القدس بدمه». أما رئيس «الحزب السوري القومي الاجتماعي»، ربيع بنات، فقال في تصريح لـ«الأخبار»، إن حزبه «عاد إلى ميدان المقاومة قبل انطلاق عملية طوفان الأقصى، وهو منخرط بشكل طبيعي في أي عمل مقاوم بالتنسيق الكامل مع المقاومة في حزب الله». ولفت إلى أن «مشروع العودة إلى ساحة الجهاد مستمرّ، وقيادة نسور الزوبعة ستعمل جاهدة لرفع مستوى جهوزيّتها بما يتناسب مع متطلّبات المعركة».
وأدخلت شهادة سليم، «القومي»، إلى نادي القوى التي تتصدّى للعدو في زمن «طوفان الأقصى»، إلى جانب «حزب الله» و«حماس» و«الجهاد الإسلامي»، وحركة «أمل» التي نعت شهيداً لها في وقت سابق، في جنوب لبنان. وفي هذا الإطار، أكّد بنات، أن «ساحة العمل في الجنوب مفتوحة ضمن ضوابط عملياتية محددة لكل إرادة مقاومة وليست مغلقة على القوى الوطنية والقومية وخير دليل مشاركة نسور الزوبعة».
ميدانياً، استكمل «حزب الله» تنفيذ عملياته ضدّ مواقع العدو الإسرائيلي على الحدود الجنوبية. وأعلن في بيانات متلاحقة عن استهداف موقع جرداح مقابل الضهيرة بصواريخ بركان، وإصابة قوة إسرائيلية في مقرّ قيادة كتيبة الاستخبارات في ثكنة ميتات، وثكنة هونين، ومواقع الراهب وبياض بليدا وشتولا وحانيتا. كما أعلن عن استشهاد كل من حسين عيسى بغارة من مُسيّرة في يارين، وحمد يوسف بغارة جوية استهدفت منزلاً في مجدل زون. في المقابل، واصل العدو عدوانه على البلدات الجنوبية، مستهدفاً المنازل في مجدل زون وميس الجبل وحولا ويارين وبليدا ويارون ومحيبيب. كما أغار على أحراج عيترون وكفر حمام والخيام وياطر وطيرحرفا.