برعاية مجلس النواب اللبناني، استضاف حرم كلية العلوم الاجتماعية في جامعة القدّيس يوسف حفل تخريج دفعة من المدرّبين في مجال مناظرات السياسات العامة، في إطار برنامج تديره جمعية محلية اسمها SMART CENTERS وتموّله مؤسسة «كونراد أديناور» الألمانية التي لديها مكتب إقليمي في بيروت وآخر منذ أكثر من أربعين عاماً في القدس المحتلة.وقاطع شبان وشابات من الاتحاد الطلابي العام كلمة ممثلة المؤسسة الألمانية، ورفعوا لافتة «الصهاينة غير مرحّب بهم هنا»، واتهموا المؤسسة بدعم الاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة التي يشنّها ضد الشعب الفلسطيني في غزة، مشيرين إلى أن رئيس المؤسسة اتّخذ موقفاً داعماً لإسرائيل وضد 7 تشرين الأول.
ورغم أنه لم يتم التوجه أثناء الاحتجاج الذي استمر لدقائق، بأيّ من الشعارات للمشاركين أو المنظّمين، وتم التركيز على السياسات الألمانية وشراكة الحكومة الألمانية في الإبادة في غزة، تعرّض المحتجّون الذين أرادوا تسجيل موقف وليس التعطيل، أثناء مغادرتهم الندوة، لاعتداء جسدي من قبل منظّمي الندوة من مركز «سمارت» ومن مكتب منظمة كونراد ومن قبل أمن الجامعة الذي احتجز الشبان لأكثر من نصف ساعة، وصادر أحد هواتفهم ومنعهم من التصوير والتواصل مع طلاب آخرين، رغم أنهم أبلغوا المنظّمين بأنهم أتوا إلى الحفل لينبّهوا المشاركين وممثلي مجلس النواب الذي بدت رعايته للحفل مثيرة للجدل، إلى أهداف المؤسسة. وأُخلي سبيل المحتجّين بعد حضور قوة أمنية تعهدهم بالحضور إلى مخفر الأشرفية للتحقيق، بناءً على دعوى تقدّم بها محامي مركز «سمارت» بحجة أن التعبير السلمي «تسبّب بخسائر فادحة» للجمعية، بحسب ديالا شحادة محامية المعتصمين والمعتصمات.
يُذكر أن منظمة كونراد اتّخذت مواقف مؤيّدة لإسرائيل بعد 7 أكتوبر، وأكّدت وقوفها إلى جانب إسرائيل ودعم «حقها بالدفاع عن النفس» في حين اعتبرت حماس «حركة إرهابية». وأعلنت في بيان بعد عملية 7 أكتوبر أن ألمانيا «تقف بشكل قطعي إلى جانب إسرائيل. أمن إسرائيل هو مصلحة الدولة الألمانية»، ولم تطالب بوقف الحرب بعد مرور شهرين ونصف شهر من المجازر الإسرائيلية اليومية.