في موازاة السباق بين التصعيد العسكري في جنوب لبنان والمساعي الديبلوماسية لمنع الصِّدام الكبير ، يتحرّك مسار ثالث مُتمثل باللجنة الخماسية المعنية بالملف اللبناني، في محاولة لإيجاد أُطر تؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية. وفيما لا يزال هذا المسار يقتصر على «الشكليات» التي من شأنها أن تعكس موقفاً مشتركاً للعواصم الخمس، من دون أن تتوفر له أي أرضية جدية، يُمكن تسجيل حركة سعودية لافتة للمرة الأولى. إذ تؤكد مصادر معنية أن «الرياض تتصرف هذه المرة بوتيرة أكثر جدية بعدما كانت سابقاً تؤكد لسائليها أنها غير معنية بالملف اللبناني أو الانخراط به». ولذلك، حاول السفير السعودي في بيروت وليد البخاري تصّدر المشهد بحركة أزعجت سفراء اللجنة الآخرين، قبلَ أن يُعقد اجتماع في دارته في اليرزة، قبل أيام، حضره سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وقطر ومصر.وتؤكد مصادر مطّلعة على أجواء اللقاء أن «النقاش تمحور حول ثلاث نقاط: الأولى، العمل على استبعاد كل من قائد الجيش جوزيف عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية للتسويق لخيار ثالث، على أن تتم غربلة الأسماء وفق معيارَين أساسيين: ألا تكون مستفزة لحزب الله وأن تكون موضع إجماع وطني. والثانية تتعلق برئيس الحكومة المقبل والتركيبة التي ستأتي معه». وتضيف المصادر أن هناك «إصراراً سعودياً على أسماء تحوز ثقته ويمكنه التنسيق معها بشكل مستمر، وعلى استبعاد أيّ اسم تدور حوله شبهات فساد. والنقطة الثالثة تتمحور حول برنامج البيان الوزاري، مع التركيز على ضرورة إيراد مواضيع محددة كالترسيم البحري، سلاح حزب الله، الإصلاحات بالاتفاق مع صندوق النقد».
وكان لافتاً أن سفراء الدول الخمس بحثوا في خصخصة المرافق العامة كالمرفأ والكهرباء، بما يوحي كأن مؤسسات الدولة ستكون من ضمن صفقة سياسية شاملة. وعلمت «الأخبار» أن السفراء الخمسة سيبدأون جولة على القوى السياسية خلال الأسبوع المقبل بعدما ألغيت المواعيد السابقة بسبب تضارب في الصلاحيات وخلافات على القيادة بين السفير السعودي والسفيرة الأميركية. وجرى الاتفاق على إعداد تقرير كامل حول النقاط الثلاث قبل 15 شباط، وسط استعجال أميركي للوصول الى حلحلة قبل الانشغال بالمعركة الرئاسية في الولايات المتحدة.
ووفق المصادر، فإن «اجتماع السفراء الخمسة تمهيد لعقد لقاء خماسي على مستوى أعلى في احدى عواصم الدول الخمس. وفيما تسعى قطر الى عقد هذا الاجتماع في الدوحة، يسجّل كل من الفرنسيين والسعوديين اعتراضهم على الأمر مبدين رغبتهم بعقده في عاصمة أخرى، باعتبار أن الدوحة استضافت الاجتماع الأول». وبحسب المعلومات، ستحدد زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان فور انتهاء هذا الاجتماع، ليأتي الى لبنان حاملاً اقتراحات رئاسية وحكومية معاً.