مع استمرار السخونة على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، وتزايد الحديث عن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، واصل المسؤولون الإسرائيليون تهديداتهم بتدفيع لبنان «ثمناً باهظاً» وفق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي صرّح أمس بأن «حزب الله مستعدّ كما يبدو لدفع الثمن الباهظ نفسه من عدد القتلى الذي دفعته حماس»، في ظل تصاعد ضغط التهجير الذي فرضته المقاومة في لبنان على سكان المستعمرات في شمال فلسطين، والذي بات يشكّل «مشكلة استراتيجية» على ما وصف خبراء إسرائيليون.ورأت وسائل إعلام عبرية أن إجلاء مستوطني الشمال هو «استمرار مباشر للفشل في تركهم من دون حماية ويتعارض مع الروح الصهيونية». وفي نظرة تشاؤمية حيال المستقبل، قالت: «من الواضح أن أولئك الذين نزحوا عن المطلة سينزحون أيضاً عن العفولة»، خصوصاً مع تراجع الحديث عن نتائج مرجوّة من المفاوضات والوساطات التي قادها موفدون أميركيون وغربيون في بيروت، والتي وإن كانت كلها تحمل عنوان تطبيق القرار 1701، إلا أنها في صلبها تستهدف تحقيق «مسافة أمان» لمستوطني الشمال داخل الأراضي اللبنانية. ورأى الباحث في جامعة «بار إيلان» يهودا بلنغا، الخبير في شؤون مصر وسوريا، أنه لا يمكن الوصول إلى تطبيق القرار 1701 «لسبب بسيط، هو أن عناصر حزب الله موجودون داخل الجيش اللبناني، وحتى لو انتشر الجيش اللبناني على الحدود فسيكون عناصر من حزب الله هناك، ولا نكون قد فعلنا شيئاً».
وبرزت في الأيام الأخيرة معضلة إضافية في الشمال، إذ تطالب مستوطنات جديدة تبعد أكثر من 5 كلم عن الحدود اللبنانية، بالسماح لها بالإخلاء، لكنّ حكومة الاحتلال ترفض ذلك، وتمتنع عن دفع التعويضات التي يطالب بها المستوطنون. ونقلت «معاريف» عن أولغا يفراح، رئيسة مستوطنة عفدون، قولها إن «عدم إدراج عفدون في خطة الإخلاء للحدود الشمالية يبدو وكأنه خطأ كبير. أريد حقاً أن أصدّق أن هذا خطأ وليس لاعتبارات اقتصادية أو سياسية. أريد أن أصدّق أن حياتنا تساوي أكثر من أي شيء آخر، وأن صحتنا وصحة أطفالنا النفسية مهمتان لصناع القرار، أريد أن أصدّق أن المساهمة الاقتصادية لأعمالنا الصغيرة والمتوسطة الحجم يتم أخذها في الاعتبار في الاقتصاد الإسرائيلي. أريد أن أصدّق أن هذا خطأ وليس قراراً متعمّداً بعدم تضمين خطة الإخلاء مستوطنة تقع على بعد أقل من 4 كيلومترات من الحدود، مستوطنة يصنّفها الجيش الإسرائيلي على أنها أرض معادية مكشوفة للنيران المضادة للدروع، وتمّ تعريفها على أنها مستوطنة خط مواجهة».
العدو يهدّد حزب الله بـ«ثمن باهظ» يعادل ما تكبّدته حماس في غزة


ميدانياً، استهدف حزب الله أمس التجهيزات التجسسية في موقع الرادار بصاروخ موجّه، وثكنتَي برانيت وزرعيت بصواريخ «فلق 1»، وموقع ‏زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وانتشاراً ‏لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع بركة ريشا بصواريخ «بركان». ورداً على ‌‏الاعتداءات الإسرائيلية على القرى والمنازل المدنية، استهدف حزب الله مبنى في مستعمرة يرؤون، وآخر في مستعمرة أفيفيم يتموضع فيهما جنود العدو.
وأعلن الحزب استشهاد اثنين من مقاوميه هما محمد باقر حسان بسام وعلي أحمد مهنّا من بلدتَي عيناثا ومارون الرأس في الجنوب. ‏