في نسخة عن المجازر في غزة، نفّذ العدو مجزرتين في مدينة النبطية وبلدة الصوانة ذهب ضحيتهما مدنيون بينهم أطفال. وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، كانت فرق الدفاع المدني لا تزال ترفع الركام من الطبقات السفلية للمبنى الذي استُهدف بغارة إسرائيلية في النبطبة ليل الأربعاء. وحتى فجر أمس، تم انتشال جثامين كل من حسين برجاوي وزوجته أمل عودة وابنتيهما أماني وزينب ونجل زينب محمود عامر. وكان لا يزال تحت الركام جثمانا فاطمة برجاوي (شقيقة حسين) وابنتها تغريد ترحيني. فيما نجا العسكري في الجيش اللبناني علي عامر، زوج زينب، مع ابنه حسين. وبسبب الحال السيئة لجثامين الشهداء من آل برجاوي، تأجّل تشييعهم إلى حين صدور نتائج فحص الحمض النووي.وفيما لم تُحسم الحصيلة النهائية لمجزرة آل البرجاوي في النبطية، أفاد مصدر أمني «الأخبار» بأن استهداف المبنى «تمّ عبر مُسيّرة أطلقت ستة صواريخ فراغية، أربعة منها اخترقت السطح نزولاً نحو شقة برجاوي الواقعة في الطبقة الأرضية من المبنى ثم نحو الشقق الواقعة في الطبقتين السفليتين. كما أطلقت مُسيّرة أخرى صاروخاً اخترق الواجهة الخلفية لشقة تقع فوق شقة آل برجاوي وانفجر داخلها. وساعد الواقع الهندسي المتداعي للمبنى بانهيار سقوف الطبقات الأربع الأرضية، بعضها فوق بعض، ما أدى إلى تراكم كمية كبيرة من الأنقاض، طمرت الجثامين وشوّهتها». وأعلن العدو الاسرائيلي انه استهدف بالضربة اغتيال «القيادي» في حزب الله علي الدبس الذي نعته المقاومة، ومعه ثلاثةٌ آخرون هم عباس مهدي وحسين عقيل وحسن عيسى. ودعا حزب الله إلى المشاركة في تشييعه في مدينة النبطية ظهر اليوم
رئيس مركز الدفاع المدني الإقليمي في النبطية حسين فقيه قال لـ«الأخبار» إن حال المبنى «أجبرنا على الحفر باستخدام الأيدي فقط، من دون القدرة على استخدام المعدات لكيلا ينهار المزيد من الجدران والسقوف».
العدوان أحدث صدمة في النبطية التي لم تتقبّل التهديد الإسرائيلي بتدميرها لأنها «تشكل بنية تحتية لحزب الله». أهالي المبنى سرعان ما رفعوا لافتة أمام الركام والأثاث والثياب التي تناثرت في الحقل المحاذي كتبوا عليها: «أميركا أمّ الإرهاب والقتل والمجازر». وتجمهرت الحشود في محيط المبنى لمتابعة عمليات انتشال الجثامين.
وبالتزامن، كانت بلدة القنطرة تشيّع شهداء مجزرة الصوانة الذين قضوا في قصف على منزل جلال محسن أول من أمس: زوجة محسن الشهيدة السورية روعة المحمد وطفلها أمير محسن ونجل زوجها حسين. تحت زخّات المطر، حملت الجموع جثمانَي الطفلين على الأكف وسط مشاركة حاشدة لم تأبه للغارات العنيفة التي استهدفت وادي السلوقي القريب قبل ساعة من التشييع. وشارك النائب ملحم خلف في التشييع وتفقد مبنى النبطية وقدم العزاء لآل برجاوي في دير الزهراني. وانتقد على حسابه على منصة «إكس» بعد انتهاء جولته الجنوبية غياب الدولة، قائلاً: «ما شاهدته اليوم في ‎القنطرة و‎النبطية من غياب تام للدولة عن شعبها هو محزنٌ ومستهجن. وكأنّ ‎الجنوب بات خارج ‎لبنان».