صحيح أن أسفار التوراة المنسوبة إلى النبي موسى ليست عملاً تاريخياً لكن هذه الأسفار غير التاريخية ترسم لمن يقرؤها بإمعان صورة تاريخية كاملة للذهنية اليهودية. وليس سرّاً أن تاريخ هذه الذهنية الذي يخبط بعضه بعضاً لا يتفق إلا على مسألة واحدة لا خلاف عليها وهي أن العبرانيين ودياناتهم المنسوبة إلى «الآباء» كانت ديانات «رجال مطلوسين بالرمل» يتنقلون في بيئة صحراوية لا يشبهها إلا البيئة الجغرافية والاجتماعية التي ظهر فيها مُدَّعُو النبوة الأعراب، وكان لها الأثر الأكبر في نشوء هذا الدين وتكوينه والتحكم بمسار تاريخه وعنفه الاستثنائي. وهي إذا عجزت – وقد عجزت فعلاً – عن أن تكون تاريخاً فإنها رسمت صورة تاريخية واضحة للذهنية اليهودية، وكشفت بذلك عن روح تلك العشائر البدوية وأسباب عنفها وعبادة ذاتها. والذهنية هنا هي إشارة إلى مجموع الخبرات والتجارب والأوهام والسلوك وأنظمة الحياة التي عاشتها هذه العشائر في صحرائها أيام الآباء ثم شملها التقليد العبراني في توراة العهد القديم وجعلها ديناً وظيفياً تعمل فيه الآلهة عند هذه العشائر بالسخرة.كانت الصحراء تفصح عما يعني لهم الدين. فيها صارت أحلامهم التاريخية بالغزو والنهب عصب الذهنية اليهودية؛ صارت اجتراراً لذلك الهوس المقدس بتدمير واستعباد ونهب حضارات الشرق القديم، وصارت جرأة مخيفة على اتهام ربهم بكل ما يكرهونه لأنفسهم وقذفه بكل ما صنعت أيديهم الملطخة بالدم. أمراض اجتماعية لم تنسب إلى السماء وتسمى ديناً إلا لأن تلك العشائر لم تَعبد إلا ذاتها ولم تر في ربها أكثر من شاهد زور أو كبش فداء. لهذا تجد مع كل مجزرة في هذه الأسفار تعبيراً يفيد ببراءة جزاريها واتهام الرب بما فعلوه فيها. فهو الذي دفع الضحايا لسيوفهم، وهو الذي أسلمها لسكاكينهم، وهو الذي أوصاهم بسرقة المصريين وأعطاهم بلاد الكنعانيين، وهو الذي أمرهم بإبادتهم ونهب بيوتهم وحقولهم، وهو الذي أنزل بالمصريين من الأذى والكوارث والحروب الجرثومية ما تقشعر له الأبدان ويعجز عنه خيال الشياطين (التثنية ٢ : ٣٢ و ٣: ٣ – ٦ والخروج ١٥: ١ – ١٨). وهم حين يرمون جرائمهم في عنق ربهم لا يعني أنهم لا يملكون تبريراً أخلاقياً أو إنسانياً واحداً لها وحسب بل يعني أنهم – في عبادتهم لذاتهم – يدّعون أنهم أنبل من ربهم وأطهر وأكرم أخلاقاً.
لا يمكن فهم هذه الذهنية دون النظر في عناصرها البدوية واقتصاد النهب والعنف الذي قامت عليه عبادة الآباء. هي ذهنية لم تنشأ فجأة، بل نضجت على جمر الصحراء وصيغت عبر مراحل طويلة من الزمن وَرِمَت فيها عبادةُ الذات ووَرِمَت معها الهلوساتُ الأيديولوجية التي تعكس طموحات بدو هذه الصحراء وأحلامهم في وراثة بلاد الآخرين واستباحتها التي لا تتحقق إلا بالعنف المميت؛ استباحة مطلقة لحياة البشر وحرياتهم وأموالهم وغلال حقولهم وجنى عمرهم وثقافاتهم وأديانهم وكل ما يخطر ولا يخطر على بال زبانية القيامات.
كان هذا العنف المميت يحمل رائحة الأرض التي خرج منها فقد طغى عليه فقه الغزو والنهب والاستعباد وحياة صعاليك الصحراء لا فقه الدين ولا فقه الأخلاق. أنت لا تجد في كل التاريخ الذهني الذي صاغته المرحلة الآبائية (في التكوين والخروج والتثنية بخاصة) كلمة إنسانية لا عنصرية واحدة عن الأخلاق، أو القيم، أو الفضائل، أو الهداية، أو المحبة، أو العطف، أو الاحسان، أو الإصلاح، أو الروحانيات، أو حتى التوحيد، باستثناء مذابح هستيرية وحرق جثث احتفالية كانت تقام باسم طقس التحريم [الذبح والحرق والتدمير HRM] فالمعركة بين الخير والشر لم تكن في ديانات هؤلاء الآباء مسألة أخلاقية بل عنصرية مسكونة بتأليه الذات وعبادتها؛ معركة وجودية مقدسة بين إسرائيلي أو لا إسرائيلي goyim.
أي محلل نفسي مبتدئ يلاحظ أن رواة نصوص هذه الذهنية كانوا يتلذذون بشاعرية «معصرة غضب الرب» ووحشية عصرها «دم شعوب الأرض» (إشعيا ٦٣: ٢ – ٦). أي قارىء عادي يدرك أنهم كانوا يتقدسون بمشاهد التطهير العرقي والجرائم التي ارتكبت في أرض مصر بحق كل بيت وطفل مصري؛ يروونها بروح مختنقة بالشماتة تتواضع أمامها ألف أوشفيتز. أي لاهوتي حصيف يعرف أنهم كانوا يتعبدون بالتحريم [الذبح والحرق والتدمير HRM] ويزعمون أن ربهم الذي خلقوه على صورتهم ومن ضلع بداوتهم يُسَر برائحة الجثث المشوية.
وقد تجلت هذه الذهنية بعنفها المميت أكثر ما تجلت في قصة «الخروج» أي في «فكرة إسرائيل» وحروبها الإبادية التي امتهنت بها سمو الدين وجردته من أي معنى أخلاقي أو إنساني، فهي حروب:
(أ) ليست في أرضهم وبلادهم وبين أقوامهم
(ب) وليست دفاعاً عن النفس
(ج) وليست ضد أقوام حاربوا دينهم وأنبياءهم
(د) وهي أخيراً لا تشير من قريب أو بعيد إلى نشر الدين أو الدعوة إليه، أو إلى هداية البشر وتهذيب أخلاقهم.
الذهنية التي أسسها الآباء «الأنبياء» من مادة حياتهم الصحراوية وما زالت فاعلة في سلوك مستعمري فلسطين وأخلاقهم هي الثابت الوحيد والفاعل في هذا التاريخ (وكل مقاربة في هذا الكتاب لتفاصيلها الملتبسة بالدين هي مقاربة تاريخية لما اعتبروه بأنفسهم تاريخاً لا يعرفون لمرحلة الآباء رواية تاريخية غيره). إنها - إضافة إلى بصماتها القوية على تاريخ المسيحية والإسلام- لم ترسم صورة لذهنية الماضي البعيد وحسب بل إنها تحكمت بمسارِ المستقبل؛ مسارِ حركات الاستعمار والاستيطان والتمييز العنصري والإبادات الجماعية. كل ما عداها من أشخاص وأحداث وآلهة ظهرت في هذه الأسفار ما زال بالنسبة للتاريخ عالماً من الأشباح، ما يزيد القناعة بأن هذه الأسفار الخمسة المسماة بالتوراة مجرد هلوسة أيديولوجية مسعورة نسبت إلى الآباء بعد أن كتبت في وقت متأخر على قياس حاجات ذلك المجتمع البدوي في بيئته الصحراوية القاسية. كل حفريات مقابر الوهم – كما يبين إسرائيل فنكلستين Israel Finkelstein ونيل سيلبرمن Neil A Silberma لم تأت بدليل واحد على صحة تهويمات «تاريخية» أطلقت من خارج التاريخ. ومع تراكم الأدلة على أن هذا التاريخ الهجين ليس تاريخاً موثوقاً لم يعد بالإمكان وصف الرواية الإسرائيلية على لسان من يرددها يومياً إلا بأنها مضاجعة مع الوهم لا يشبهها إلا استمناء العاجز اليائس الشاذ.
تبقى «الأيديولوجية الإبادية» أصدق تعريف للصهيونية ولكل فكرة إسرائيل قديماً وحديثاً


هذه الذهنية – انطلاقاً من أخلاق الآباء «الأنبياء» وبيئتهم وحياتهم الرعوية البدائية ودياناتهم القبلية وقصصهم البدوية وسحقهم للمرأة وخرافاتهم عن الخلق والطبيعة والتاريخ وفهمهم الوحلي للألوهة – هي التي وضعت الأسطورة المؤسسة للتاريخ اليهودي، وهي التي بذرت المعنى الجنيني للدين كما فهمه وعمل به أبناء الصحراء على مر العصور. إنها هي التي أملت عليهم سلوكهم وحددت لهم أسلوب الحياة الذي يضمن لهم البقاء فأضفت على الغزو والنهب والقتل والعنصرية والحقد على الحضارات التي وضعت قواعد إنسانيتنا طابع القداسة. لقد لفقت لهم تفويضاً مطلقاً من السماء التزمت فيه آلهة الآباء «الأنبياء» طوعاً ومن طرف واحد بأن تهيم بهم وتفضلهم على كل ما على الأرض من جماعات بشرية وتتنازل لهم عن كثير من صفاتها وتعاليها.
عدد كبير من أقدم المؤرخين المصريين واليونان الذين عاينوهم وخبروهم قبل تلك الفترة المبكرة من التاريخ [كما سنرى] أجمعوا على:
(أ) بداوتهم،
(ب) صحراوية بيئتهم،
(ج) توحشهم
(د) فقرهم إلى أبسط المواهب الطبيعية وعدم مساهمتهم في أي علم أو فن أو اختراع مفيد للحضارة الإنسانية.
نظرة سريعة على هذا التاريخ الذهني المبكر لعشائر الآباء «الأنبياء» كافية للكشف عن سلسلة دموية من الحملات والغارات التي اعتدوا فيها بتفويض من أربابهم على الحضارات التي صنعت إنسانيتنا ووضعت لها أسس علومها وفنونها وتقنياتها. كانت حملات غزو ونهب عاش عليها بدو الصحراء منذ الألف السابع قبل الميلاد لخصت حياتهم وأخلاقهم ونظرتهم إلى أنفسهم والعالم من حولهم. كان محراث الحضارة دائماً هو الفريسة المفضلة لسيف الصحراء، إذ لطالما كانت الهمجية والصحراء وما زالتا من أخطر أعداء الحضارات المحيطة بها. كانوا لا يزرعون ولا يصنعون؛ يعيشون على اقتصاد طفيلي يعتمد على «براعتهم» الفطرية في غارات النهب. فمنذ ظهور الزراعة كانت حياة بداة الصحراء بمختلف تسمياتهم وأديانهم وما زالت خنجراً مسموماً في خاصرة حضاراتنا المشرقية.
أخلاق هؤلاء الآباء وأفعالهم وتصوراتهم التي أسقطوها على الدين وطبعوه بتوحشها كانت بنت صحرائهم واقتصادهم الطفيلي وحياتهم القبلية التي عاشوا عليها أجيالاً طويلة، وكانت مغارة مكتظة برغباتهم وحاجاتهم ونهمهم. لهذا كان من المستحيل على أي فلسفة أو دين تهذيب هذه الأخلاق أو تزكيتها ما لم تتغير بيئتها واقتصادها وحياتها الاجتماعية.
إلى هذه المرحلة الصحراوية تعود (أ) خرافة العهد، (ب) ودعوى الاختيار، (ج) والأرض الموعودة، (د) وتقديس حياة الغزو والعنف المميت، وغير ذلك من التركة البدوية التي ورثتها ديانة يهوه وتمحورت حولها مع كل ما ورثته من شظايا آلهة الآباء. فهي كما في أساطير بعض الثقافات البدائية ألّهت أجدادها وعاملتها – قبل أن يبتلعها يهوه هي ودياناتها – معاملة الآلهة. هذه الأحلام والطموحات التي عاش عليها سيف البداوة منذ ظهور المحراث في مصر وكنعان وبابل وغيرها من حضاراتنا القديمة هي التي صارت لهذه العشائر ديناً وظيفياً أبرز عباداته العنف المميت، وله:
(أ‌) مركزية مقدسة اسمها «العهد» [الصفقة بين إبراهام وربه]
(ب‌) وهدف يقدس الغزو والنهب والإبادة اسمه «الأرض الموعودة»
(ج) وفريضة مقدسة اسمها «عبادة الذات»
(د) وخرافة وراثية (جينية) استثنائية اسمها «الاختيار الإلهي»
(هـ) وبراءة مطلقة من السماء بـ «حق التضحية بالآخر» واستحلال وجوده اسمها «لعنة كنعان»،
(و) وصار لها رب محارب مهووس بالإبادات «يدفع» أمامها ما شاءت من أمم الأرض للذبح.
لتحقيق هذه الأحلام والطموحات باسم السماء؛ كان لا بد من العنف المميت، ولا بد من خلق جديد للسماء وآلهتها وأخلاقها خلقاً يؤسس لكل ما يقدس هذه الأحلام والطموحات وينسبها إلى إرادة السماء وربها المحارب. وأبرزها اغتصاب «الأرض الموعودة» ومحو أهلها وذكرها من الوجود existential genocide. موجات متلاحقة من الغزو والنهب والسلب ارتقت بها عبادةُ الذات من معاش وطريقة حياة صحراوية إلى دين وسِكّين اعتادوا أن ينتحروا بها. بذلك رمت بجرائمها في وجه السماء بكل ما يعني ذلك من تأكيد على عبادة ذاتها وغسل يديها من كل ما تلطخت به من دم الأبرياء. وهذا ما واكبه تقديس قدري لفكرة إسرائيل (الأرض الموعودة) وما تعنيه من اغتصاب بلاد الآخرين و«تحريم HRM [ذبح وحرق وتدمير]» وجودي لأهلها بديارهم وأديانهم وثقافاتهم وتاريخهم وثرواتهم الوطنية.
النصوص «النبوية» التي نسجت منها الذهنية اليهودية وتمحورت حول فكرة إسرائيل «الأرض الموعودة» تضعنا أمام أيديولوجية إبادة جماعية genocidal ideology لا تتحقق إلا بالعنف المميت. وهي تتجسد اليوم بالحركة الصهيونية اليهودية وغير اليهودية. وبالتالي تصبح عنصرية الصهيونية مجرد مظهر واحد فقط من مظاهر أيديولوجيتها الإبادية وسلاح واحد فقط من أسلحتها. تعريف الكل (الصهيونية) بالجزء (العنصرية) تشويه وتضليل إن لم يكن مساومة مع الشيطان. الصهيونية لا تبلغ أهدافها بالفصل العنصري، ولا بالأبارتايد، وأيديولوجيتها لا تتحقق إلا باستكمال كل عناصر الإبادة: احتلال أرض الغير، واستبدال شعب بشعب، وثقافة وتاريخ بثقافة وتاريخ. أما الزعم بأن الصهيونية حركة تحرر وطني فلا يختلف عن الزعم بأن النازية ثورة أخلاقية أو مذهب في فلسفة الأخلاق ethics. لهذا تبقى الأيديولوجية الإبادية genocidal ideology أصدق تعريف للصهيونية ولكل فكرة إسرائيل قديماً وحديثاً.
هذه الأيديولوجيا الصحراوية الجلف لا يحتمل جوهرها الدموي المنسوب إلى الآباء «الأنبياء» ذرة من لبس أو تأويل في أنها دين. كل ما في الأسفار الخمسة المسماة بالتوراة يشحن هذه الحروب بالمعنى [التحريمي] الإبادي genocidal المطلق. أما الزعم بأن هذه الفكرة دين وأن ما اقتضته من تحريم واستعباد ونهب وجرائم لا إنسانية ليس من عمل البشر بل من عمل الإله فيتطلب من هؤلاء المؤمنين بها درجة مخيفة من الإلحاد والغرور.
في ثلاث فقرات مكثفة من كتابه «الدين في حدود العقل المحض»؛ Religion within the Boundaries of Mere Reasons يرسم الفيلسوف إمانويل كانط الصورة الحقيقية لذهنية هذه الديانة الصحراوية وربها، فيقول:
أولاً، اليهودية ليست ديناً على الاطلاق، وليس بينها وبين المسيحية رابطة جوهرية مشتركة.
ثانياً، الإيمان باليهودية في أصوله الأولى لم يكن سوى مجموعة أحكام تنظيمية لكيان سياسي، وليس دينياً.
ثالثاً، الوصايا العشر التي توصف بأنها «أخلاقية» لا تتضمن أية نية أخلاقية، وإن ثوابها وعقابها دنيوي يتم في هذا العالم، ولا يراعي أي مفهوم أخلاقي أو ضمير أو وجدان. إنه [لا يقتصر على المحسن أو المسيء بل] يشمل الذرية البعيدة التي لا علاقة لها بفعل تلك الحسنات أو السيئات.
رابعاً، حيث لا يمكن تصور دين لا يؤمن بالآخرة فإن اليهودية [التي لا تؤمن بالآخرة] لا تتضمن أي إيمان ديني على الإطلاق، فيهوه مشرّع هذا الشعب لم يولِ الحياة الآخرة أي اعتبار، لأن الهدف هو تأسيس جماعة سياسية، لا أخلاقية ولا دينية.
خامساً، اليهودية باعتبارها [ديانةَ] شعب خاص اختاره يهوه لنفسه، أقصت كل الجنس البشري، وعادت كل الشعوب الأخرى، واستجرت على نفسها بذلك عداوة كل الشعوب.
سادساً، لم يكن يهوه يريد سوى طاعة أوامره التي لا تكترث بالنية الأخلاقية أو بالتربية الأخلاقية، وبالتالي فإن إله اليهودية ليس كائناً ذا أخلاق - إنه ليس بذلك الكائن الأخلاقي الذي لا يمكن أن يظهر دين بدونه.
ثلاث سنوات فقط بين نشر كتاب كانط (١٧٩٣) وبين ظهور كلمة الأيديولوجيا idéologie في فرنسا (١٧٩٦)، أيام الثورة، عندما أطلقها فيلسوف التنوير الفرنسي أنطوان دو تراسي Antoine Destutt de Tracy، وقال إنه تبناها من روح فلسفة جون لوك John Locke وإتيان دو كوندياك Etienne Bonnet de Condillac اللذين كانا يَعتبران المعرفةَ الإنسانية كلها معرفةً للأفكار knowledge of ideas.
وفي اعتقادي أن كلمة «أيديولوجيا» لو ظهرت قبل أن ينشر فيلسوف «العقل الأخلاقي» إمانويل كانط كتابه لما وجد في النصوص «النبوية» التي نسجت منها الذهنية اليهودية وتمحورت حول فكرة إسرائيل «الأرض الموعودة» ما يعبر عنها تعبيراً أدق وأوفى من أنها أيديولوجيا إبادية genocidal ideology.

*مقتطفات من مقدمة كتاب اليهود والعنف الذي سيصدر الشهر المقبل عن المؤسسة العربية للدراسات

** أكاديمي عربي