strong>عبد القادر سعد
تفاوت الأداء التحكيمي في مرحلة الذهاب من بطولة لبنان لكرة القدم بين الجيد والمتوسط، مع حصول أخطاء مؤثرة أحيانا، لكن هذا لا ينتقص من قدرة حكّامنا اللبنانيين، فكيف بدت الصور في مرحلة الذهاب؟

تعرّض الحكام اللبنانيون لإشادات وإنتقادات خلال أسابيع مرحلة الذهاب. ويلاحظ أن الحالات التحكيمية في المباريات كانت في بعض الأحيان محل جدل وإختلاف في الرأي بين البرامج الرياضية التلفزيونية مايثير نوعا من البلبة، فكان لا بد من اللجوء الى الجلسات التقييمية الأسبوعية، باشراف الدولي السابق نبيل عياد، لتقييم أداء الحكام، علماً أن بعض الحالات شهدت إختلافا في وجهات النظر بين أعضاء لجنة الحكّام الرئيسية.
وتسعى لجنة الحكّام الرئيسية برئاسة محمود الربعة لتطوير الجهاز التحكيمي وإدخال دمٍ جديد عليه والمزج بين عنصري الخبرة والشباب. ورغم الجهود المبذولة والتحسّن الذي طرأ على أداء الحكّام هذا الموسم، تُلاحظ بعض الأمور في أداء اللجنة منها: توزيع المباريات وجلسات التقييم، والعقوبات بحق الحكّام.
التخصص ...!
على صعيد توزيع المباريات على الحكام، يلاحظ تخصيص بعضهم في مباريات فرق معينة، وعدم دوران تكليف الحكّام على جميع الفرق، فاذا كان لامانع من اعتماد هذه السياسة في التوزيع الا أنها قد تولّد ضغطاً غير مبرّر على الحكام، ومثال ذلك قيادة الحكم طلعت نجم لـ 12 مباراة في الذهاب، أربع منها للأنصار وخمس لفريق طرابلس، في حين أن بسام عياد قاد مباراة واحدة للأنصار ومثله رضوان غندور. ولوحظ أيضاً أن الحكم محمد المولى قاد أربع مباريات للحكمة من أصل 11 مباراة في الذهاب وكلّف بالخامسة هذا الاسبوع، في حين أن علي صبّاغ غاب كلياً عن مباريات النجمة كحكم رئيسي. ويلاحظ أيضاً أن أندريه حداد قاد 10 مباريات في الذهاب خمس منهم للصفاء، وكلّف بالسادسة هذا الاسبوع. والتوزيع مسألة هامة، إذ يلاحظ بناءً على جلسات التحكيم أن طلعت نجم، الذي كانت مبارياته محصورة بفرقٍ معيّنة، وقع في أخطاء عديدة وحاسمة، علماً أنه من أفضل حكّام آسيا والعرب، وسيقود، مباراة نصف نهائي دوري أبطال العرب بين الفيصلي والزمالك في 3 نيسان.
لقطات منقوصة
هناك حالات يطلب مراقبو الحكّام لقطات منها لتُعرض خلال جلسة التقييم، إذ يلاحظ أن بعض الحالات غائبة عن شريط الفيديو، بل وتغيب تماما بعض المباريات أحيانا، وهذا يعود الى تقصير من المراقب أو المسؤول عن تصوير المباريات.
ويلاحظ هذا الموسم، تراجع عقوبة توقيف الحكام، ما عدا البعض الذين تعرضوا للايقاف بين أسبوع وثلاثة أسابيع، وهذا قد يكون عنصر مساعد للحكّام ويعزز ثقتهم بأنفسهم.
التقييم الفني العام
على الصعيد الفني يمكن إعتبار أداء الحكّام جيداً، مع تفاوت بين حكم وآخر. ووفق جلسات التقييم الأسبوعية في مرحلة الذهاب وتحليل الحالات المعروضة، يستنتج أن الحكم محمد المولى كان أفضل الحكّام الرئيسيين وزياد بيراق أفضل المساعدين. ومعلومٌ أن أداء الحكام لا يعتمد فقط على الأخطاء، بل ينظر الى طريقة قيادة المباراة والتحرّك في الملعب وإستعمال اللياقة البدنية وتوظيفها لصالح اللعبة. لكن بالنسبة للأخطاء فقد جاء إختيار المولى نظراً لقيادته 11 مباراة في الذهاب من دون أخطاء رئيسية، وسجّل له خطأ واحد في مباراة الحكمة والساحل بعدم طرد طومي والاكتفاء بالبطاقة الصفراء.
أما بالنسبة لبيراق فهو أيضاً لم يغب عن أي مباراة في الذهاب، ولم يسجّل عليه أي خطأ حاسم في مبارياته.
وإضافة الى تميّز المولى وبيراق برز أيضا مساعدون منهم: حيدر قليط وزياد مهاجر وعزام اسماعيل ومصطفى طالب ومصطفى بوّاب وأحمد قوّاص. وعموما كان الحكام الرئيسيون جيدين رغم أن البعض كرّر أخطاءه. ولا بد من التنويه بالحكمين رضوان حداد وأندريه حداد الذي حلّ ثانيا بالأخطاء بعد المولى.