عبد القادر سعد
شكّلت مباراة النجمة والمحرّق البحريني في نصف نهائي كأس الاتحاد الآسيوي حالة نادرة بأحداث دراماتيكية وظلامة تحكيمية أدت الى طرد أربعة لاعبين واحتساب ثلاث ركلات جزاء. لكن هناك خبايا ومشكلات واجهت البعثة اللبنانية مهّدت لخسائر النجمة

ظهرت بوادر الألاعيب منذ الوصول الى الفندق، حيث فوجئت بعثة النجمة بأعمال الصيانة المزعجة، التي تبدأ مبكراً وروائح الدهان، إضافة الى وجبات الطعام غير السليمة، وانقطاع التيار الكهربائي. ملاحظات لا تنطبق مع متطلبات الضيافة الرياضية. واستمرت المشكلة في المباراة منذ وصول الفريق الى الملعب وعدم جهوزية غرفة تبديل الملابس، وانتظار اللاعبين طويلاً قبل أن يتم فتح الغرفة.
في العامل التحكيمي، بدأ مع كشف الحكم الرابع على اللاعبين والطلب منهم خلع الرباط القطني الذي يضعه عباس عطوي وخالد حمية، في حين لم يطبق ذلك على لاعبين بحرينيين يحملون ما هو أخطر رغم اعتراض إداريي النجمة. واللافت أن مراقب الحكام لم يكن حاضراً في المباراة كما ذكر مدير الفريق المرافق أحمد قبرصلي. ووصلت الأمور الى ذروتها خلال المباراة مع الحكم السعودي خليل الغامدي الذي منح المحرق ركلة الجزاء الأولى ولم يعرف المتابعون ولاعبو النجمة حتى الآن طبيعة المخالفة المرتكبة.
وبين شوطي المباراة، ولدى دخول لاعبي النجمة الى غرف الملابس وجدوها مكيّفة بدرجة برودة عالية، فيما اللاعبون يتصببون عرقاً. وطالب رئيس البعثة بلال عرقجي بإطفاء المكيّف لكن المسؤول عن الملعب رفض لعدم إمكان ذلك نظراً لمركزيته، هذا رغم إطفائه فعلاً قبل بداية المباراة وهو ما اضطر المدير الفني قندوز إلى الاجتماع بلاعبيه في الممر خارج الغرفة.
وفي الشوط الثاني، ازداد الأداء التحكيمي سوءاً، فلم يكن الحكم حازماً مع أخطاء لاعبي المحرّق، مقابل التشدد مع لاعبي النجمة، وطرد الحكم لعلي واصف وزكريا شرارة وأحمد النعماني وأحمد الصقر، ليصبح عدد لاعبي النجمة 7. وكان من الممكن أن يطرد عباس عطوي في نهاية المباراة لعدم وقوفه على خط المرمى لدى تنفيذ ركلة الجزاء الأخيرة بعد طرد الحارس الصقر، لكنه تراجع حفاظاً على العدد القانوني.
وبعد المباراة اعترض مدير الفريق أحمد قبرصلي لدى مراقب الحكام الذي أيّد مطالب النجمة شفهياً، وهوعضو لجنة الحكام في الاتحاد السنغافوري، وطلب منه عرض الشريط على لجنة العقوبات في الاتحاد الآسيوي، لمشاهدة الظلامات التحكيمية قبل تحديد العقوبات.
وفي المؤتمر الصحفي بعد المباراة، هاجم بعض الصحفيين البحرينيين مدرب المحرق، البرتغالي كارلوس إلينيو، وطلبوا منه التوجه الى غرفة ملابس الحكام وشكرهم على هداياهم.
المدير الفني محمود قندوز قال إن ما حصل يشاهده للمرة الأولى، وإن النجمة كان قادراً على التأهل، وخصوصاً أن لاعبي المحرّق كانوا سيتقدمون للهجوم، في حين أنه أشرك لاعبين سريعين هجوماً لاستغلال تقدم الخصم. وقال قائد الفريق عباس عطوي إن الظلم الذي لحق باللاعبين أفقدهم أعصابهم منذ البداية، وهو حاول تهدئة اللاعبين حرصاً على عدم تعرّضهم للعقوبات.
أما الحارس أحمد الصقر فقد وصف ما حصل بالجريمة بحق نادي النجمة، وقال إن الحكم قاد المباراة من طرف واحد وطبّق القوانين على فريق النجمة فقط. وأكد أنه لم يتقصّد إصابة الحكم بالكرة، وهو كان قريباً منه ولو أراد إصابته لفعل، لكنه عبّر فقط عن استيائه وغضبه.
أمام هذا المشهد النادر والنافر تحوم التساؤلات حول مضمون تقرير الحكم والمراقب الآسيوي، لتحديد المسؤوليات التي تتوزع حتما بين كل أطراف هذه المباراة الآسيوية التي لم تخرج عن أطر التخلف بدءاً من أشكال الاستقبال والضيافة حتى آخر صفرة للحكم المشبوه! فهل سيقدم النجمة اعتراضاً رسمياً أم يكتفي بالشكاوى الكلامية؟