عاد الدوري الأردني لكرة السلّة بعد توقّف استمر لعامين
خلال المرحلة الأولى من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، حقق الأردنيون نتائج جيّدة. خسروا مباراة واحدة فقط أمام لبنان في بيروت، لكن خسارتهم جاءت بطعم الفوز. كان ينبغي على رجال الأرز الخروج من المباراة فائزين بفارق ٥ نقاط، ليضمنوا صدارة المجموعة وليتجنبوا الدخول في عملية الحسابات الضيقة في المراحل الأخيرة من التصفيات. انتهت المباراة بفوز لبنان بنقطة واحدة. نقطة كانت كافية لتدفع الاتحاد اللبناني للعبة إلى إجراء تغييرات جذريّة في الجهاز الفني للمنتخب، نتج عنها التعاقد مع المدرب السلوفيني - اليوناني سلوبودان سوبوتيتش والتحاق نجم نادي الشانفيل أحمد ابراهيم بصفوف المنتخب. الأردنيون غادروا مطار بيروت مرفوعي الرأس. كانت معنوياتهم مرتفعة في ذلك الوقت، وفرضوا أنفسهم رقم صعباً في التصفيات، إلى حين واجهوا على أرضهم الشمشوم الكوري، قبل أن يحلّوا ضيفاً على حساب المنتخب الصيني. هناك تلقت كرة السلّة الأردنيّة صفعة قويّة في مشوار التصفيات، نتيجة خسارة المباراتين. التأهل إلى كأس العالم للمرة الثانية على التوالي بات حلماً بالنسبة إلى الأردنيين، ونتائج الفئات العمرية لا تشجع على تحقيق الحلم مجدداً. الأردن قدّم هديّة ثمينة للبنان، لكي يكون الأخير حاضراً في الصين، ويكون بذلك البلد العربي الوحيد الذي سيمثل القارة الآسيوية في كأس العالم 2019.
وعقب خسارة الأردن مباراته التي استضافها على أرضه في قاعة الأمير حمزة أمام كوريا الجنوبية والتي انتهت لصالح المنتخب الضيف بنتيجة (86- 75)، وخسارته الثانية أمام المنتخب الصيني في بكين بنتيجة (88- 79)، التي أطاحت بآماله ببلوغ نهائيات كأس العالم، قرر الاتحاد الأردني للعبة إقالة المدرب واللاعب السابق الوطني الأردني سام دغلاس من مهامه على رأس الجهاز الفني لمنتخب النشامى، وعيّنت بدلاً منه المدرب الأميركي جوزيف ستيبينغ، المطالب بتحقيق نتائج إيجابية لعلها تحيي آمال المنتخب الأردني للمنافسة على الورقة الثالثة المؤهلة إلى نهائيات الصين 2019. حمل دغلس الاتحاد الأردني للسلة مسؤولية النتائج الأخيرة التي خرج بها منتخب بلاده، نتيجة موجة الاستقالات التي شهدها الاتحاد الأردني لكرة السلّة مؤخراً، وعدم توفير الدعم المادّي المطلوب للمشاركة في معسكر إعدادي قيّم من شأنه أن يرفع عامل التجانس بين لاعبي المنتخب، خاصة مع التحاق تاكر ودويري في الوقت الضائع في صفوف المنتخب الأردني. وكان المدرب دغلس قد تولى مسؤولية تدريب منتخبه الوطني في الشهر الرابع من عام 2016 من دون مقابل مادي، لكن النتائج السيئة للنشامى وضعت المدرب خارج المنتخب، علماً أن فريقه كان بحاجة إلى فوز واحد لضمان تأهّله إلى كأس العالم. ومن جهته حمّل الاتحاد الأردني دغلاس مسؤولية النتائج السيئة، وقال رئيس اللجنة المؤقته لاتحاد السلة محمد عليان بُعيد إقالة دغلاس إنه كان يفضل أن يستقيل المدرّب ولا تتم إقالته. وحمل عليان المدرب والجهاز الفني مسؤولية تراجع الأداء، مذكراً أن دغلاس هو من طلب من زيد عباس إضاعة الرميتين الحرّتين خلال مباراة لبنان في الثواني الأخيرة من اللقاء لرغبته باللعب على ورقة أفضلية النقاط، وهو الأمر الذي لم يُسعف الأردنيين في التصفيات. واعتبر عليان حينها أن دغلاس لم يكن على اضطلاع كبير بقوانين التصفيات. هذا كله صار من الماضي، الآن يحتل المنتخب الأردني المركز الرابع في المجموعة الخامسة في الدور الثاني الحاسم من التصفيات برصيد 13 نقطة، فيما يتصدر منتخب نيوزيلندا المجموعة برصيد 15نقطة، وخلفه في المركز الثاني يوجد المنتخبان اللبناني والكوري برصيد 14 نقطة، فيما يملك المنتخب الصيني 12 نقطة في المركز الخامس، ولا يزال المنتخب السوري متذيّل ترتيب المجموعة برصيد 10نقاط. والآتي أصعب: يواجه المنتخب الأردني نيوزلندا على أرض الأخيرة في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، وكوريا الجنوبية في 2 كانون الأول/ديسمبر خارج أرضه أيضاً، على أن يستقبل الصين ونيوزلندا على أرضه في شباط/فبراير 2019 في المرحلة الأخيرة من التصفيات. المباريات الأربع صعبة جدّاً على الأردنيين.
يتأهل إلى المونديال السلوي 7 منتخبات من القارة الآسيوية، وتتنافس حالياً المنتخبات الـ 12 التي قسمت على مجموعتين، حيث تتأهل المنتخبات الثلاثة الأولى من كل مجموعة، بالاضافة إلى صاحب أفضل مركز رابع من المجموعتين، عدا عن المنتخب الصيني الذي ضمن تأهله سلفاً كونه مستضيف المونديال. بعد كل هذه الأحداث، سيكون الأردن أمام فرصة صغيرة للتأهل، في حال كان أفضل رابع في المجموعتين، شرط أن يفوز في جميع مبارياته المتبقية.