حضرت كرة القدم الآسيوية أمس في ملعب صيدا سعياً وراء استضافة مباريات ناديَي العهد والنجمة في كأس الاتحاد الآسيوي، حيث كان هناك جولة «آسيوية» - لبنانية للاطلاع على مرافق الملعب وما يحتاج إليه من أعمال لاستضافة المباريات.الجولة الصباحية ضمت ممثلين عن شركة FMA الشريك التجاري للاتحاد الآسيوي، هما شادي مارون ووسام فرّان، إلى جانب مديرَي ناديَي العهد والنجمة محمد شري وناجي حمود، والمسؤولين الإعلاميين في النادي هاجر طبارة عن النجمة ويوسف يونس عن العهد، بالإضافة إلى ممثلين عن إدارة الملعب.
جولة الوفد كانت إيجابية على صعيد مرافق الملعب، فغرف ملابس اللاعبين والحكام وغيرها من الغرف بحالة جيدة، وكل ما تحتاج إليه هو بعض التنظيفات وأعمال صيانة بسيطة.
الأمر عينه ينسحب على قاعة المؤتمر الصحافي وأروقة الملعب، والمنصّة الرئيسية والمنطقة المخصصة للإعلاميين، حيث إن معظم المرافق لا تزال كما كانت خلال تصفيات كأس العالم التي أقيمت في لبنان.
الجولة في هذه الأقسام بدت مريحة، كما يشير أكثر من مصدر حضرها في صيدا، بعكس الجولة داخل الملعب، حيث تبدو حال الأرضية مزرية وتحتاج إلى عملية تغيير شاملة. فأرضية الملعب ذات العشب الطبيعي غير صالحة، ولا تنفع معها أي أعمال صيانة، وبالتالي تحتاج إلى تغيير كلي بدءاً من التراب أسفل العشب وانتهاءً بالأرضية الخضراء.
يحبّذ الاتحاد الآسيوي خوض الأندية للمباريات على أرضها لتخفيف الضغط عن الدول الأخرى


هي ليست بمفاجأة. فأي شخص يزور الملعب يمكن أن يرى بوضوح سوء أرضيته، وإدارتا الناديين تعلمان ذلك، ومستعدتان لتأهيل الملعب على نفقتهما الخاصة مع دعم بسيط من الاتحاد اللبناني. كون ذلك يوفّر على خزينتَي الناديين أموالاً طائلة في حال أجبرا على اللعب خارج لبنان، وخصوصاً إذا ما ذهبا بعيداً في البطولة وتأهّلا إلى أدوار متقدمة.
مشكلة أخرى تواجه الناديين وهي إضاءة الملعب التي تعدّ من الأساسيات التي يطلبها الاتحاد الآسيوي، لكن هذه المشكلة قد تجد طريقها إلى الحل بالحصول على استثناء من الاتحاد الآسيوي أو تساهل في هذا الموضوع انطلاقاً من أن المباريات ستكون في النهار. فالمعطيات تشير إلى أن الاتحاد الآسيوي يحبّذ خوض الأندية للمباريات على أرضها لتخفيف الضغط عن الدول القادرة على استضافة المباريات، وخصوصاً دول الخليج. فحتى الآن هناك الأندية السورية والفلسطينية مجبرة على خوض المباريات خارج أرضها، أضف إليهما الأندية العراقية التي حتى الآن لم تحصل على موافقة الاتحاد الآسيوي لعودة المباريات إلى العراق. صحيح أن هناك زيارة آسيوية للعراق في هذا الإطار، لكن حتى الآن الأندية العراقية يجب أن تلعب خارج العراق.

قاعة المؤتمر الصحافي بحالة جيدة (حسن بحسون)

هذا الأمر يدفع بالاتحاد الآسيوي إلى التساهل بعض الشيء، لكن تحت سقف عدم التأثير على المباريات، وهو ما يجعل مشكلة الأرضية هي الأساسية نظراً إلى عدم إمكانية التساهل معها.
لكن ما هي كلفة تغيير أرضية الملعب؟
بعض المعلومات تشير إلى أن الكلفة قد تصل إلى 350 ألف دولار، في حين أن مصدراً آخر أفاد «الأخبار» بأن الكلفة قد لا تتخطى الـ 200 ألف دولار بين أرضية ملعب ومرافق داخلية. فبالنسبة إلى المصدر، تبلغ مساحة الملعب سبعة آلاف متر. وفي حال كانت كلفة المتر الواحد 10 دولارات بين أرضية (رول) ورمال تصبح الكلفة 70 ألف دولار. أضف إليها حوالي 80 ألف دولار كصيانة لفترة التصفيات، فحينها يكون المبلغ الإجمالي 150 ألف دولار، يُضاف إليه كلفة صيانة المرافق الأخرى والتي لا تتجاوز الخمسين ألف دولار، فحينها تكون الكلفة 200 ألف دولار كحدٍ أقصى، مع معلومات أن فترة التغيير لا تتخطى الشهر الواحد في حال اعتماد العشب «الرول». هي كلفة مقبولة للناديين مقارنة بما سيتكبدانه من أعباء مالية في حال لعبا خارج لبنان، لكن يبقى الأهم وهو المباشرة سريعاً بالتأهيل كسباً للوقت وتعزيزاً لحظوظ خوض الناديين لمباريات كأس الاتحاد الآسيوي على أرضهما وأمام جمهورهما.