منذ أن وُضعت قوانين كرة القدم الأولى عام 1863، وصولاً إلى مؤسستها الحديثة، واللعبة في تطوّر دائم. واللافت أن جميع الأجيال التي عاصرت اللعبة واستمتعت بمشاهدتها، تندهش عندما تعلم بالقوانين التي كانت تسبق جيلها. لكن في الموسم المقبل، القوانين والتعديلات المطروحة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (fifa)، ستحدث «ثورة» في عالم اللعبة. وفيما يلي أبرز التعديلات المطروحة:

التسلّل
قانون التسلل الجديد يختلف كليّاً عن الحالي، إذ يطرح المدرب الفرنسي آرسين فينغر السماح للاعب المهاجم (لحظة تمرير الكرة من زميله) بالتقدم بجزء من جسده عن آخر ثاني مدافع أو آخر ثاني مدافعين. أي يحق للاعب بأن يتقدم بأكبر قدر ممكن من جسده عن لاعب الخصم، بشرط أن يبقى جزء بسيط من جسده متوازياً مع جسد المدافع، من دون أن يعتبر متسللاً كما يحدث الآن ويتسبب في إلغاء الكثير من الأهداف. وتحرص الفيفا من خلال هذا القانون، زيادة القوة الهجومية وتسجيل المزيد من الأهداف، الأمر الذي سيزيد من متعة اللعبة وإثارتها، وتالياً سترتفع الإيرادات المالية.

ساعة إيقاف
تكون إدارة وقت المباريات من خلال ساعة إيقاف، أي مثل رياضة كرة السلة. يتم إيقاف الوقت فور توقف اللعب الفعلي داخل الملعب (خروج الكرة، إصابة لاعب، احتفال بهدف...). وبحسب صحيفة «ماركا» الإسبانية، فإن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، هو من قدم هذا المقترح. ويأتي هذا القانون لضمان لعب 90 دقيقة كاملة من دون احتساب وقت بدل عن ضائع بعد نهاية الوقت الأصلي، وللحد من التحايل الذي يلجأ له بعض اللاعبين لإضاعة الوقت.

تشتيت الانتباه
من المقرر أن يتم منع الحراس من تشتيت اللاعبين أثناء تنفيذ ركلات الجزاء. فهذه الإستراتيجيات التي يستخدمها الحراس، كلمس العارضة، الضرب على القائمين، والقفز على خط المرمى، للتأثير على انتباه المسدد، أصبحت الفيفا تدرجه ضمن «سوء السلوك».
ولعل الحارس الأرجنتيني إميليانو مارتينيز، الذي خاض كأس العالم قطر 2022، وحاز على القفاز الذهبي كأفضل حارس في البطولة، المثال الأكبر للإرباك الذي يسببه الحراس لمسددي ركلات الجزاء.

وقت محدد للاحتفال
ما ينتظره المشجع طوال المباراة، هي لحظة تسجيل فريقه الهدف والتفاعل معه. لكن القانون الجديد المطروح، لا يسمح للاعبين أن يحتفلوا أكثر من 90 ثانية بعد تسجيل الهدف، علماً أنه أثناء الاحتفال سيتم إيقاف وقت المباراة. هذا التعديل سيحد من إطالة وقت المباراة، خاصة في المباريات التي تنتهي بنتائج كبيرة. وهذه التعديلات التي تتعلق باختصار الوقت، في الحقيقة ليست لأغراض كروية بحتة، بل تصب في مصلحة الفيفا والقنوات الناقلة للمباريات التي تسعى إلى زيادة أرباحها من خلال توفير أكبر مساحة ممكنة للإعلانات.

الدخول لأرضية الملعب
في حالة تواجد لاعب من دكة البدلاء، غير مصرح له التواجد على أرض الملعب قبل تسجيل فريقه للهدف، سواء أثر على إحراز الهدف أم لا، لن يتم احتساب الهدف. هذا التعديل جاء بعد الجدل الكبير، الذي حصل فور انتهاء المباراة النهائية في كأس العالم قطر 2022، بين المنتخبين الأرجنتيني والفرنسي، حيث دخل بعض لاعبي دكة بدلاء الأرجنتين أرضية الملعب، قبل أن يسجل قائد «التانغو» ليونيل ميسي الهدف الثالث لبلاده بلحظات.
هذه القوانين وغيرها، من المقرر أن يتم تطبيق معظمها الموسم المقبل، فيما سيتم تجربة بعضها في دوريات ذات مستويات متواضعة، وفي بطولات ودية، على أن يتم قياس مدى نجاحها، قبل إقرارها وتطبيقها رسمياً في البطولات الكبرى.