قد يكون من المهم في ظل وجود أي عتمة، أن تأتي بقعة ضوء لتكسر الظلمة وتفتح طاقة أمل بمستقبل أفضل. هذه هي حال بيروت بشكل خاص ولبنان بشكل عام الذي يمرّ في أصعب الظروف وهو بأمسّ الحاجة إلى من يضيء شمعة في العتمة التي يعيشها اللبنانيون. يأتي حدث بيروت عاصمة الشباب برعاية وزارة الشباب والرياضة اللبنانية ليلعب هذا الدور حيث ستكون بيروت مركز اهتمام العرب حتى نهاية العام الحالي مع إقامة فاعليات هذا الحدث. بدءاً من يوم الخميس المقبل ومع افتتاح هذا الحدث من فندق الحبتور عند الساعة 17.00، ستتوالى النشاطات العربية حيث ستكون البداية مع الملتقى العربي للتمكين الاقتصادي والاجتماعي.أربعون شابّة وشاباً من 14 دولة عربية هي: سوريا، فلسطين، الأردن، العراق، الصومال، جيبوتي، قطر، الجزائر، المغرب، تونس، الكويت، اليمن والسودان. قد لا يتوقف العدد عند 14 حيث من الممكن أن تنضم اليوم عُمان إلى الدول المشاركة في هذا الحدث العربي الكبير.
بالنسبة إلى لبنان، قد يكون الحدث الأكبر الذي يستضيفه البلد منذ كأس آسيا 2000. يتحدث أمين سرّ اللجنة المنظّمة حسين عمر لـ«الأخبار» عن أهمية هذا الحدث وانعكاساته على لبنان.
الأهم هو عودة الشباب العربي بعد قطيعة دامت سنوات لأسباب عديدة، بعضها يتعلّق بكورونا وبعضها اجتماعي سياسي. وهذه العودة وبهذا الحجم يتثبت أن بيروت هي حاضنة للعرب وخصوصاً مع مشاركة 14 دولة عربية حتى الآن وهو الرقم الأعلى للمشاركات العربية في النسخ الست الماضية حين انطلقت الفكرة عام 2015» يقول عمر.

يُمثل شعار الحدث صورة انعكاسية للشباب لجهة الاندفاع والحركة والطاقة (الأخبار)

لا تتوقف انعكاسات إقامة مثل هذا الحدث في بيروت على الجانب السياسي والاجتماعي. للحدث فوائد اقتصادية تتعلّق بالفنادق والحجوزات المطلوبة للمشاركين العرب على مدى ستة أشهر، إضافة إلى وسائل النقل والسائقين والمرافقين، إلى جانب العملة الصعبة التي ستدخل إلى لبنان من خلال الوافدين العرب.
وعلى الصعيد السياحي أيضاً، هناك فوائد تتعلّق بتعريف الشباب العرب على المرافق السياحية في لبنان، فالبداية ستكون من بعلبك وجبيل في أول نشاط سيقام من 19 حتى 23 تموز الجاري مع إقامة الملتقى العربي للتمكين الاقتصادي والاجتماعي.
لا يختلف مدير اللجنة المنظّمة للحدث الزميل حسن شرارة مع أمين سر اللجنة حسين عمر حول فوائد إقامة هذا الحدث في بيروت. وهو يفصّل الفعاليات التي ستقام في أهم حدث عربي في مجال الشباب، حيث سيكون برنامج «اكتشف لبنان» (تنظيم الاتحاد اللبناني لبيوت الشباب) الحدث الثاني من 15 حتى 20 آب المقبل، يليه ملتقى حركة المرشدات والعالم الافتراضي «معاً لتمكين القائدة العربية» (تنظيم الاتحاد اللبناني للمرشدات والدليلات) من 14 حتى 18 أيلول 2023. الحدث الرابع سيكون ملتقى الشباب الكشفي العربي «العروبة تجمعنا»(تنظيم اتحاد كشاف لبنان) من 6 إلى 8 تشرين الأول، ومن ثم المُلتقى العربي السادس للسياحة الشبابية: حوار - تفاعل - اكتشاف (تنظيم الاتحاد اللبناني لبيوت الشباب) 26-30 تشرين الأول، يليه برلمان الشباب العربي (تنظيم وزارة الشباب والرياضة) 15-19 تشرين الثاني، ليكون الختام مع جائزة بيروت للتطوع (تنظيم الاتحاد العربي للتطوع) 13-17 كانون الأول 2023..
يتكوّن الحدث من سبعة نشاطات تمتد حتى نهاية العام الحالي


ويتحدث شرارة عن شعار «بيروت 2023»، «وهو يُمثل صورة انعكاسية للشباب لجهة الاندفاع والحركة والطاقة، دون تعقيد، مع مدى ما تظهره الأحرف المفتوحة لبيروت التي تحتضن العرب بكل جوارحها، وهو تصميم يُجسّد جوهر الشباب بطريقة بسيطة، جنباً إلى جنب مع لونَي العلم اللبناني (الأخضر والأحمر)، فيما اللون الأصفر يمثل روح الشباب» يقول شرارة خلال المؤتمر الصحافي الذي عٌقد للإعلان عن الحدث.