كان المنتخب الألماني يشتهر بفرض نفسه على رأس المرشحين للفوز بالألقاب القارية قبل أن تبدأ حتى، وذلك على خلفية ثباته في الأداء والنتائج. «عُرفٌ» تغيّر تدريجياً بعد التتويج بمونديال 2014، وسط معاناة حقيقية للعودة إلى الواجهة من جديد. بدأ الأمر بخروجٍ مدوٍّ من دور المجموعات في مونديال روسيا 2018، ثم تكرّر السقوط على الأراضي القطرية قبل بضعة أشهر (مونديال 2022). فشلٌ انسحب إلى ما بعد كأس العالم 2022، حيث فازت ألمانيا مرة واحدة من آخر خمس مباريات لها وخسرت في ثلاث.ضياع كامل من حيث العناصر المختارون وأسلوب لعب غير واضح قد يهددان مستقبل المدرب هانسي فليك، الذي فاز في 70 من أصل 86 مباراة له مع بايرن ميونيخ في الفترة من نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 إلى يونيو/ حزيران 2021. وجّهت انتقادات واسعة النطاق للمدرب وتكتيكاته، وخاصةً في إعداد الثلاثي الخلفي. وعلى الرغم من أن الخسارات الثلاث الماضية كانت ودية فقط، يبدو أن فترة التوقف الدولية هزت ثقة الاتحاد الألماني لكرة القدم في مدرب المنتخب. ووفقاً لتقرير صادر عن «Sport Bild»، قد تخطط ألمانيا لإقالة فليك إذا لم تسر جولة المباريات الدولية على ما يرام (يلعب المانشافت أمام منتخب اليابان اليوم (21:45 بتوقيت بيروت) ثم فرنسا الثلاثاء المقبل (22:00 بتوقيت بيروت)، مع اعتبار مدرب بايرن ميونيخ السابق جوليان ناغيلسمان بديلاً محتملاً.
يشارك المنتخب الألماني تلقائياً في يورو 2024 كونه الدولة المنظمة


سوء المنتخب هزّ الوسط الرياضي من لاعبين وجماهير ونقّاد مختلفين، مع الإشارة إلى أن الاتهامات تطال الاتحاد الكروي ككل وليس فقط المدرب، نظراً إلى عدم تركيز القيّمين على تنمية مراكز يفتقدها المنتخب منذ سنوات مثل رأس حربة حاسم أو أظهرة جيدين. وفي تدوينة صوتية لصحيفة «بيلد» الألمانية قبل أيام، قال لاعب المنتخب السابق ماتياس زامر: «كرة القدم الألمانية تعيش أكبر أزمة يمكنني أن أتذكرها. نحن أبطال العالم وأوروبا فقط في إيجاد الأعذار وفي إيجاد تبريرات لعدم النجاح». تصريح حاد تفهّمه مدير المنتخب الألماني لكرة القدم، رودي فولر، مشيراً إلى أن الانتقادات ليست موجهة للمنتخب فقط وإنما للرياضة الألمانية بشكل عام، بحيث تواجه ألمانيا «أزمة على صعيد الرياضة ككل». ويشارك المنتخب الألماني تلقائياً في نهائيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024) كونه الدولة المنظمة، ما يجعله غير مضطر للعب التصفيات. المنتخب بحاجة إلى الثبات الفني على تشكيلة محددة وعناصر ملائمة لخطط المدرب، الذي قال بدوره عندما أعلن عن تشكيلته لمباراتَي اليابان وفرنسا إن الأخيرتين تمثلان «نقطة تحول»، ثم أضاف «من الآن فصاعداً، سنلعب بالعمود الفقري لمنتخبنا». ويأمل فليك أن يساعد الضغط الملقى على عاتقه قبل هاتين المباراتين في قيادة المنتخب إلى الفوز، خاتماً بأن «الاستعداد لكأس أوروبا يبدأ الآن».