الأزمة لخّصها بيع عشب ملعب الفريق على شكل تذكارات لزيادة المداخيل
الأزمة الخانقة وما اتُخذ من إجراءات استثنائية في عملية «التشحيل»، أبصرت النور رغم كل شيء. بنى لابورتا فريقاً متيناً ذو فاتورة أجور منخفضة مقارنةً بما مضى، عادت على النادي بلقب الدوري الإسباني في الموسم الماضي. لكن، ورغم أهمية اللقب، تبقى الضبابية سائدة حول حاضر ومستقبل الفريق.
لا تزال الديون تُثقل كاهل برشلونة بتجاوزها عتبة المليار يورو تبعاً لما هو معروف في الوسط الرياضي. يزيد الأمر صعوبة، القيود التي يفرضها الاتحاد الإسباني على النادي للامتثال لقواعد اللعب المالي النظيف، مثل وضع سقف للصرف على اللاعبين كحد أقصى لا يتجاوز الـ40% من مداخيل النادي.
طبعاً، يبقى برشلونة أحد فرق النخبة، لكن الحاضر يفرض واقعاً جديداً يجب على إدارة النادي، ومن خلفها الجماهير، التكيّف معه. سبق وأن وقعت أندية نخبوية بأزمات شبيهة لما يحدث مع برشلونة، آخرها فريق إي سي ميلان الإيطالي الذي ضحّى بالمشاركة في الكرة الأوروبية لموسم واعتمد على صفقات مدروسة قبل أن ينهض مجدداً ويوازي دفاتره المحاسبية.
المتانة المالية هي أساس النجاح. يلزم النادي الكاتالوني دراسة طويلة الأمد قوامها التضحية لفترة زمنية محددة، والاعتماد على أكاديميته «لا ماسيا» التي سطّرت أبرز إنجازات الفريق في تاريخه الحديث، عسى أن تتقلّص الديون مستقبلاً وينهض برشلونة مجدداً للمقارعة بين الكبار على الألقاب الممكنة كافة.
خفض سقف النفقات
تلقى برشلونة أمس الخميس ضربة قوية بعدما قرّرت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم خفض الحد الأقصى لسقف إنفاق بطل إسبانيا لهذا الموسم، إلى 270 مليون يورو (290 مليون دولار).
وكان الحد السابق لبرشلونة هو 649 مليون يورو (697 مليون دولار)، وهو رقم تضخّم بسبب بيع دخل حقوق البث التلفزيوني مستقبلاً ضمن سلسلة من الرافعات المالية التي لجأ إليها النادي. ويبلغ المستوى الحالي لنفقات الرواتب لدى النادي الكاتالوني نحو 400 مليون يورو (429 مليون دولار) وفقاً لتقارير إسبانية. ويعني الوضع الحالي أن من غير المرجح أن يجري برشلونة صفقات انتقالات كبيرة في كانون الثاني، مع الحاجة إلى مزيد من التخفيضات إذا أراد النادي أن يكون في وضع يسمح له بتعزيز صفوفه الصيف المقبل. وحول هذا الأمر، قال رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس إنه لا يعلم متى سيعود الوضع المالي لبرشلونة إلى طبيعته. وأضاف تيباس، في مؤتمر صحافي أمس الخميس، إن الأمر يعتمد على برشلونة واستراتيجيته التجارية، معتبراً أنه ربما يبيع النادي لاعباً إضافياً ويخطو خطوة عملاقة إلى الأمام.
على مقلب آخر، يبلغ الحد الأقصى للإنفاق في ريال مدريد 727 مليون يورو (780 مليون دولار). ويحتل أتلتيكو مدريد المركز الثاني خلف "لوس بلانكوس"، بحد أقصى 296 مليون يورو (318 مليون دولار).
وتشمل النفقات التي يغطيها حدّ الإنفاق الخاص في الـ"ليغا"، رواتب اللاعبين والموظفين وتكاليف استهلاك التحويلات ورسوم الوكيل والمكافآت وغيرها.
وتتضمن عملية حساب تحديد سقوف إنفاق الأندية، عبر طرح ديونها ونفقاتها غير الرياضية من إيراداتها.