تستعيد كرة السلة اللبنانية نشاطها المحلي ابتداءً من منتصف الأسبوع المقبل حيث يترقب جمهور اللعبة الصورة الجديدة للفرق الـ11 المتنافسة، وذلك بعد العمل الذي فعلته في سوق الانتقالات الذي انطلق على نحو لافت واستثنائي فور نهاية الموسم الماضي.هذه النقطة عكست رغبة واضحة عند عددٍ كبير من الأندية للظهور بأفضل حلّة، منها للبقاء ضمن دائرة المنافسة على المراكز الأولى، ومنها لتعويض ما فاتها في الموسم الماضي، والبعض الآخر لعدم التفريط بحضوره في الدرجة الأولى.
من هنا، انطلقت أندية الباسكت سريعاً إلى السوق سعياً وراء أبرز الأسماء، وقد بدا جليّاً أن القدرات المادية لهذا النادي أو ذاك لعبت أدوارها الحاسمة في كثير من الصفقات، أولاً عبر الاستقطابات المهمة على غرار ما فعله بيروت، وثانياً لناحية الاحتفاظ بأسماءٍ كبيرة على صورة ما فعله الرياضي.

الرياضي هدف الجميع
عملياً، سيكون الأخير هدفاً لخصومه جميعهم الذين يدركون بأن إنزاله عن عرش البطولة لن يكون أمراً سهلاً، لا لأنه يملك التشكيلة المحلية الأفضل ربما، بل بسبب العمل التطويري الدؤوب الذي يفعله، والذي لا يتوقف عند التوقيع مع لاعبٍ ما، فهناك دائماً سعي إلى تحسين الفريق، والدليل ما فعله في الموسم الماضي عندما اتّخذ خطوةً مفاجئة ومهمة تمثّلت في ضمّه النجم الأوسترالي ديوب ريث، وهو الذي انتقل من بيروت مباشرةً إلى الولايات المتحدة حيث سيدافع في الدوري الأميركي للمحترفين عن ألوان بورتلاند ترايل بلايزرز بعدما برز مع فريقه هناك في الدوري الصيفي.
وضع الرياضي يبدو مطمئناً، تماماً كما هو وضع بيروت، ما يعطيهم أفضليةً على غيرهم من فرق المقدّمة، وخصوصاً أن بعضها يمرّ بمدةٍ مضطربة منها بالعلن ومنها بالسرّ، لكن هذه المسألة لا يفترض أن تؤثر في الروح التنافسية أو على الصورة الجماهيرية، ففريق مثل الحكمة اعتاد على حشد المشجعين بغض النظر عن وضعه الفني.
موسم 2023-2024 ينطلق الأسبوع المقبل بمشاركة 11 فريقاً


وفي هذا الإطار، يُنتظر أن تكون انطلاقة البطولة جيّدة فنياً، إذ إن الفرق بدأت استعداداتها على نحو مبكر، وذهب بعضها للعب في الخارج إن كان وديّاً أو رسمياً، إضافةً إلى الاحتكاك الذي أمّنته للبعض الآخر دورة نادي أنترانيك، ما يعني أن غالبية الفرق يمكن أن تكون قد وصلت إلى جهوزية مقبولة لتقدّم بالتالي مباريات على مستوى عالٍ.
هو ما أراده الرياضي على سبيل المثال، إذ كان قد اعتذر عن عدم المشاركة في بطولة الأندية العربية لعدم جهوزية فريقه الذي تفرّغ للاستعداد للبطولة، بينما ذهب بيروت والحكمة للعب في دورة الدوحة الدولية، وبقي الأول في العاصمة القطرية لخوض البطولة العربية إلى جانب دينامو لبنان.

النظام الجديد
هذا يعني أن هذه الفرق كلها عرفت مكامن القوة والضعف لديها، وباتت على دراية باحتياجاتها، وهي التي تنتظرها تحديات مختلفة على ما يبدو في الموسم الجديد للبطولة، إذ حُكي عن نظامٍ فني سيرفع عدد الأجانب في الفرق التي لا تملك العدد الوفير من لاعبي النخبة، وهو الأمر الذي سيتضح مع إصدار الاتحاد اللبناني للنظام الفني في منتصف الأسبوع الحالي وفقاً لما أفاده الأمين العام المحامي شربل رزق في اتصالٍ مع «الأخبار».
طبعاً سيلحظ الاتحاد في النظام الجديد الذي يعمل عليه منذ مدةٍ ليست بسيطة ويدرسه بدقّة، كيفية رفع المستوى الفني للمباريات لتقليص الهوة التي ظهرت بين بعض الفرق وأفضت إلى نتائج بفوارق كبيرة في الموسم العادي، وهذا ما يمكن أن يؤمّنه رفع عدد الأجانب في «الفرق الصغرى»، وذلك في موازاة الحرص على دور اللاعب اللبناني لكي لا تؤثر أي خطوة مرتقبة في مشاركته لأكبر عددٍ من الدقائق في المباريات، وذلك بهدف عدم تأثير هذا الأمر لاحقاً على المنتخب الوطني أو على الأندية في مشاركاتها الخارجية المقبلة.
إذاً أسبوعٌ على انطلاق بطولة لبنان لكرة السلة، ومرحلةٌ جديدة قادمة يفترض أن تكون أفضل بعدما عرفت نصف الفرق كيفية الحفاظ على نفسها رغم الظروف الصعبة التي مرّت بها، واجتهدت أخرى لاستعادة مكانها بين المنافسين الأقوياء، وهي مسائل تبقى منوطة بمعرفتها كيفية سدّ أي ثغرة عبر استقدام عناصر أجنبية مثالية يمكن أن ترفع من مستوى البطولة عامةً، تماماً كما حدث في الموسم الماضي، إذ حضر أجانب كثر بمستوى عالٍ ليصنعوا الاستعراض في ملاعبنا.