فكّ نادي بيروت فيرست كلوب عقدة المباراة النهائية في بطولة الأندية العربية، وبات رابع فريقٍ لبناني يحرز لقبها بعدما تغلب في نهائي النسخة الـ35 على جمعية سلا المغربي بنتيجة (86 ـ 75)، في قاعة نادي الغرافة بالعاصمة القطرية الدوحة.لقبٌ هو الأغلى لبيروت بلا شك ولو أنه سبق ان تذوّق طعم لقب بطولة لبنان مرةً واحدة، اضافةً الى هيمنة فريقه للسيدات على اللقب الإقليمي، لكن هذا اللقب جاء ليكمل سلسلة النجاحات لنادٍ فتيّ سار مرتين الى المباراة النهائية، أولهما على ارضه عام 2018 وبعدها بسنة في النسخة التي أقيمت في المغرب، وقد عجز في المناسبتين عن تخطي الاتحاد السكندري صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج.
هو لقبٌ يعني الكثير للبنان ايضاً كونه الأول منذ احراز هومنتمن له عام 2017، وللمفارقة كان الانتصار عامذاك على حساب المضيف جمعية سلا وبفارق نقطة واحدة فقط.
لكن هذه المرة كان الفارق اكبر منذ البداية وحتى النهاية بعدما فرض فريق العاصمة اللبنانية شخصيته على خصمه الذي كان قد اخرج منافساً قوياً على اللقب في الدور نصف النهائي وهو الأهلي المصري وصيف بطل الموسم الماضي.

بيروت استحق اللقب لانه لعب بواقعية في كل مراحل هذه البطولة من دون ان يخسر أي مباراة. واللافت ان الفريق ليس جاهزاً بنسبة مئة بالمئة كون الموسم في لبنان لم يبدأ بعد، وهو ما عكسه اداؤه الى حدٍّ ما في مباراته الافتتاحية في دورة الدوحة الدولية، والتي خسرها امام الحكمة حيث لم ينجح بتسجيل اكثر من 65 نقطة طوال 40 دقيقة!
سقطةٌ دفعت الكثيرين الى القول بأن البيروتيين لن يتمكنوا ربما من الارتقاء الى مستوى التحدي في البطولة العربية، لكن هذا الفريق المدجّج بالنجوم المحليين والأجانب المميزين، تمكن بقيادة مدربه جو غطاس من احراز لقب دورة العاصمة القطرية، ومن ثم السير باتجاه منصة التتويج في البطولة العربية.
كل هذا وسط تطوّرٍ سريع أصاب الأداء العام للفريق، وقد خدمه في هذه المسألة عوامل عدة، أوّلها الأفكار الجديدة التي ادخلها الجهاز الفني، وثانيها بأن التوليفة كانت متناسقة فجمعت بين المهارة وقدرة التسجيل والحجم تحت السلة، وتالياً الاختيار المناسب للأجانب من الأميركيين جوليان غامبل وطوني ميتشل ووصولاً الى التونسي فارس العوشي.

لكن الأكيد ان استثمار إدارة بيروت كان في مكانه إن كان من خلال الاحتفاظ بلاعبين مهمين لديه مثل قائد منتخب لبنان علي حيدر، او من خلال إعادة الثنائي سيرجيو الدرويش (اختير افضل لاعب في البطولة) وعلي مزهر ومعهما من الحكمة جان مارك جرّوج (حصل على جائزة افضل مسدّد عن خط الثلاث نقاط)، الذي حلّ جزءاً كبيراً من المشكلة التي خلّفها غياب ايلي شمعون المصاب، فكانت ثلاثياته مهمة في محطات مهمة في هذه البطولة.
وبالتأكيد يفترض التوقف عند أداء الدرويش الذي جاء استكمالاً للمستوى المميّز الذي قدّمه مع منتخب لبنان في كأس العالم، ومثله مزهر الذي امتلك روحاً قيادية استثنائية، فتحوّل الى هدافٍ مهم للفريق الى جانب لعبه لمصلحة المجموعة تماماً كما هو حال حيدر الذي تبدّل أسلوبه كثيراً بحكم وجود ميتشل وغامبل، فبدا ان التسجيل ليس الأولوية بالنسبة اليه بل كيفية خدمة المجموعة في الحالتين الدفاعية والهجومية.
ومما لا شك فيه انه يحسب لغطاس ايجاده التوازن في مجموعة لم تكن تتمتع بالإنسجام بعدما اجتمعت حديثاً، حتى ان لاعباً مثل حسن دندش ابتعد عن المشهد السلوي منذ تركه الدوري اللبناني وانتقاله للعيش في الامارات، ولكنه عاد وقدم مستوى جيد في البطولة مع زملاءه.
لقبٌ كبير أوّل لغطاس في مسيرته التدريبية القصيرة هو الاغلى بلا شك بالنسبة اليه، لكن ليس اغلى من تلك الكأس التي ستدخل خزائن بيروت بعدما كانت هدفاً له منذ تاريخ تأسيس النادي الذي صرف الغالي والنفيس من اجل القبض عليها، وقد نجح بذلك عن جدارة واستحقاق.