بين ليلة وضحاها تغيّر المشهد الحكماوي الذي بدا مضطرباً في الفترة الأخيرة، فما إن أُعلن عن انسحاب دينامو لبنان من بطولة كرة السلة لموسم 2023-2024 حتى صارت الأوضاع أفضل في الحكمة.المدرّب جاد الحاج، «ابن النادي» مارك خويري (بوبو)، الموهوب عمر جمال الدين، والدولي كريم عز الدين. كل هذه الأسماء قيل إن «الأخضر» تعاقد معها، ما يعيد الفريق إلى دائرة المنافسين على اللقب الغائب عن خزائنه منذ 20 عاماً.
وفي وقتٍ لم يصدر فيه أي شيءٍ رسمي عن النادي البيروتي (حتى عصر أمس)، فإن المخاض أصبح في مرحلته الأخيرة، وبات الاستقرار على الأبواب، لكن بانتظار إتمام خطواتٍ أخيرة وأساسية للانتقال نحو مرحلةٍ جديدة.
هذه المسألة تُختصر بإجراء انتخابات لجنة إدارية حيث يُقفل باب التراشيح إليها مساء اليوم الأربعاء بعد استقبال أمانة السرّ للمرشحين بين الخامسة بعد الظهر والسابعة مساءً، وذلك في موازاة الحديث عن تركيبة أصبحت شبه حاضرة يرعاها داعم النادي جهاد بقرادوني، وستحمل وجوهاً معروفة في الوسط الحكماوي لعل أبرزها نائب الرئيس الحالي المحامي راغب حداد الذي قيل إنه سيتولى الرئاسة، وسمير صالح الذي قد يتولى رئاسة لجنة كرة السلة بعدما عمل بشكلٍ حثيث في ملف التعاقدات.
والتعاقدات هي ما يشغل الجمهور، وخصوصاً بعدما خسر الحكمة أهم أعمدته وهو لاعب الارتكاز الأميركي كليف ألكسندر الذي تألّق معه في الموسم الماضي، إذ علمت «الأخبار» أن اجتماعاً جمع الإداريين الذين لا يزالون في الهيئة الإدارية فوقّع الكل على قبول رحيله لكي لا يتحمّل أي أحد المسؤولية لاحقاً. وبالفعل تمّ إرسال كتاب الاستغناء عنه إلى الاتحاد اللبناني، إضافةً إلى نسخة وصلت إلى نادي بيروت بطل العرب الذي كان قد اتّخذ الخطوات لضم اللاعب عبر تواصله مع الطرف الذي حمل إليه صفقات حكماوية مهمة في مرحلةٍ سابقة.
تتوقّف الصفقات الحكماوية حالياً عند الآلية القانونية الخاصة بالتوقيع على العقود


مهمة خارجية في الانتظار
من هنا بات لزاماً على الحكمة تعزيز صفوفه، وخصوصاً أن انسحاب دينامو من اللعبة سيعطيه بطاقة المشاركة في الدوري السوبر لمنطقة غرب آسيا «وصل» بحُكم فوز الرياضي باللقب في الموسم الماضي. لذا كان التحرّك سريعاً لتأمين الأسماء البارزة التي أفرزها خروج وصيف بطل لبنان من اللعبة، وذلك وفق سلّة متكاملة، فجاء التفاهم مع المدرب غسان سركيس لفكّ الارتباط معه وفق آلية تحفظ جزءاً من حقوقه المالية كونه كان قد وقّع على عقدٍ لمدة 3 سنوات مقابل 90 ألف دولار في الموسم الواحد بحسب مصدرٍ مطّلع.
وفي خضمّ هذه الأجواء والحديث عن انطلاق التمارين في غزير بقيادة جاد الحاج، فإن إتمام ملف توقيع العقود يحتاج إلى توقيع رئيس النادي، وفي هذه الحالة تصرّف الإدارة الأعمال حالياً بعد استقالة رئيسها إيلي يحشوشي وأمين السرّ إيلي نصار المكلّف طبعاً بحكم منصبه بتحويل العقود إلى الاتحاد من أجل تسجيل اللاعبين. لكن حتى كتابة هذه السطور أكدت مصادر حكماوية أن أحداً لم يتصل بيحشوشي الذي لن يمانع بحسب قولها التوقيع من أجل تسهيل الأمور وفتح الطريق لخلق فريقٍ منافس، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أن توقيع الرئيس هو الخطوة القانونية الوحيدة الكفيلة بإتمام الموضوع قبل إقفال باب تسجيل اللاعبين.
المهم أن الأمور سائرة نحو الاستقرار بحسب المصادر، مع عودة الدعم المالي من بقرادوني، لكن هناك خطوات أخرى على ما يبدو لترتيب وضع التشكيلة عبر الاستغناء عن بعض اللاعبين، حيث تردّدت في هذا الإطار أسماء يوسف غنطوس، بشارة سابا، وجان لوك مخلوف، وهو ما يحتاج أيضاً إلى إيجاد تسوياتٍ معهم لفسخ عقودهم. أما بالنسبة إلى ملف الأجانب فيمكن التريث للبتّ به، خصوصاً مع تأجيل انطلاق البطولة لمدة أسبوعٍ كامل وبالتالي تأجيل تسجيل اللاعبين، إذ يُغلق الباب قبل 48 ساعة على انطلاق البطولة، إضافةً إلى أنه يمكن استبدال أي أجنبي قبل أي مباراة، وهو ما يُعمل به حتى مرحلة «الفاينال 4».
هذا وفي سياقٍ متصل، عُلم أنه لن يتم حسم أي جزء من رواتب لاعبي فريق كرة القدم، وسيحصلون عليها كاملةً، وهو ما يحتاج إليه الفريق بشكلٍ كبير هذه الأيام بعدما سادت السلبية في محيطه إثرَ الكلام عن إمكانية اقتطاع جزء من الرواتب تماشياً مع الشحّ النقدي، وأي خطوة إيجابية من هذا النوع ستساعد كثيراً قبل استئناف الدوري اللبناني حيث سجّل الفريق بدايةً مهزوزة، لكنّ الثقة به لا تزال حاضرة لتقديم موسمٍ جيّد استناداً إلى الأسماء التي يملكها في تشكيلته.