تجدّدت المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين بعد أيامٍ من سفر فريق مكابي رعنانا الصهيوني للمشاركة في تحضيرات دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، وهو ما استغلّه اللاعبون الصهاينة لـ«تسوّل» التعاطف العالمي.
استغلّ مكابي رعنانا منصة كرة السلة بكل الطرق الممكنة، بدءاً من دخول مدرّب الفريق أحد اللقاءات مرتدياً قميصاً تكريمياً لصديقه «الموسادي» المقرّب الذي مات أخيراً، وصولاً إلى رفع بعض المشجّعين للعلم «الإسرائيلي» ولافتات تعاطف على أنغام النشيد الوطني للكيان المغتصب.

سيناريوهات مبتذلة نالت استعطاف الوسط الرياضي الأميركي، كما جهات غربية متفرّقة، حيث أصدر اتحاد كرة السلة الأميركي (NBA) والرابطة الوطنية للاعبين بياناً أعلنا خلاله دعم العدو الغاصب بقولهما: «إننا نقف مع شعب إسرائيل»، فيما وقف فريقا نيويورك نتس وكليفلاند كافالييرز دقيقة صمت قبل استضافتهما فريق مكابي رعنانا. كان لافتاً أيضاً دعم أفراد وهيئات رياضية أخرى للإسرائيليين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مثل لاعب لوس أنجليس لايكرز الأميركي ليبرون جيمس، الذي خسر جزءاً لافتاً من قاعدته الجماهيرية على خلفية موقفه اللاإنساني.

هو تلميع رياضي «وضيع» تستخدمه «إسرائيل» لحصد التعاطف وفرض المظلومية، محاولةً محو تاريخها الوحشي ككيان مغتصب بُني على حساب دماء شعب مضطهد. ورغم دناءة ووقاحة التوقيت، إلا أن الغسيل الرياضي، كأداة للقمع والتعزيز الإيجابي، ليس بالشيء الجديد على الكيان المحتل.
تحاول «إسرائيل» مراراً وتكراراً استخدام منصات الرياضة لتلميع صورتها


تحاول «إسرائيل» مراراً وتكراراً استخدام منصات الرياضة لتلميع صورتها، إن كان عبر الترويج للألعاب الأولمبية اليهودية (ألعاب مكابيه)، أو الاستثمار في الأندية والشركات الرياضية العالمية، كما السعي الدائم لاستضافة البطولات والأحداث الكبرى. وفي كثيرٍ من الأحيان، حاولت «إسرائيل» فرض وجودها من خلال توطين لاعبين شبّان فلسطينيين وإدراجهم في الأندية الصهيونية.

بالنسبة إلى الصهاينة، كل الأساليب «مبرّرة» في سبيل سلب فلسطين، والرياضة ليست استثناءً. يريدون تحوير الحقائق وأخذ الضوء الأخضر من الرأي العام لتبرير جرائمهم. يريدون من الدبلوماسية الرياضية تلطيف الصورة، بحيث إنه عند سماع اسم «إسرائيل»، لن يفكر المستمع بالجرائم الموثّقة في سجلّات حقوق الإنسان، ولا بصور الدمار في غزة، ولا بالوحشية ضد الشعب الفلسطيني على مدى ثمانية عقود وما نتج عنها من تنكيل بحق الأبرياء العُزّل أطفالاً ونساءً وشيوخاً. يريدون من الوسط الرياضي إدانة عملية حماس البطولية الأخيرة التي دافعت من خلالها عن شعبها وأرضها، كي يبرروا أفعالهم، كما زرع أفكار واهية بكون المستوطنين هم أصحاب حق، وأن «دولتهم» هي دولة العدالة والسلام والإنسانية.

تجدر الإشارة إلى أن التعاطف الرياضي الغربي مع الصهاينة يُقابَل بموجات عالمية داعمة لفلسطين. هذه الموجات فَرضَت على بعض الجهات الرياضية الحاكمة منع انحيازها على أقل تقدير إلى الطرف المُغتصِب، كما الحال مع الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم الذي أراد في بادئ الأمر إضاءة ملعب ويمبلي بألوان علم «إسرائيل» قبل أن يرضخ للضغوطات ويعلن الحداد الحيادي، حتى ولو أنه غير كافٍ.