مجموعة بيانات حافلة بالاجواء الايجابية خرجت من الاوساط الحكماوية، وعكست حالة تفاؤل لدى الجمهور الذي كان حتى الأمس القريب يقول في قرارة نفسه بأنه سيعيش موسماً للنسيان على صعيد كرة السلة، وموسماً مجهول النتائج والمصير على صعيد كرة القدم.هي مسألة وردت على لسان اكثر من مشجعٍ حكماوي أصيل قطع المسافة من بيروت الى العاصمة القطرية الدوحة لمتابعة «الأخضر» في الدورة الدولية الوديّة، فبدا وكأن الجمهور يعمل على اقناع نفسه بأن اقصى طموحاته سيكون وصول الفريق الى مرحلة «الفاينال 4» في بطولة كرة السلة، والحفاظ على مكانه في دوري الدرجة الأولى الكروي.
فريق كرة السلة خاصةً اثار القلق، اذ بعكس نظيره في كرة القدم الذي عزّز صفوفه بمجموعةٍ كبيرة من اللاعبين، كان قد فرغ من العناصر المميّزة، ولم يتمكن من تعويضها بفعل الخضة التي عاشها النادي على الصعيدين الاداري والمالي.
الأمر نفسه شعر به المشجعون رغم الاتفاقات التي حصلت مع نجومٍ بارزين في موازاة تقديم التراشيح لانتخابات هيئةٍ ادارية جديدة، لكن بما أن الايجابية طاغية وهدف الجميع نصرة الحكمة، تمّت الامور بسلاسة في الساعات الماضية، فكان الرئيس المستقيل ايلي يحشوشي حاضراً لوضع توقيعه على عقود اللاعبين الجدد، فتمّ الاعلان رسمياً عن عودة مارك خويري «بوبو» من دينامو لبنان الذي خرج منه الى الأشرفية ايضاً الثنائي كريم عز الدين وعمر جمال الدين، اضافةً الى المدرب جاد الحاج. كما ضمّ الحكمة النجم التونسي رضوان بن سليمان، ووصل بعد ظهر اليوم الى مطار بيروت الدولي اللاعب الاميركي جورج ويليامس.
كل هذا التطوّر الفني، ترافق مع تطورات مهمة على الصعيد الانتخابي، وخصوصاً بعدما أُقفل الباب على 16 مرشحاً اي بزيادة 5 مرشحين عن لائحة الـ 11 مرشحاً التي اختارها النائب جهاد بقرادوني، مشترطاً وصولها الى سدّة الادارة لكي يستمر بدعم النادي. ورأى البعض ان معركةً انتخابية على الابواب بحُكم وجود اسمين قويين من ابناء الحكمة في مواجهة لائحة بقرادوني وهما أمين السر المستقيل ايلي نصار، والمهندس بول معراوي الذي توقّع كثيرون ان يكون ضمن الهيئة الادارية الجديدة، وخصوصاً انه من المنتمين الى حزب القوات اللبنانية (منسّق القوات في بيروت سابقاً)، الذي حضر بشكلٍ مباشر في العملية العامة بغية ايجاد الحلول لاستمرار النادي في نشاطه من دون اي تعقيدات.
لكن معراوي ما لبث ان سحب ترشيحه، وحذا حذوه نصار، وهو القادر على تحريك شريحة لا يستهان بها من الجمعية العمومية، فأوضح بإيجابية «لم يكن ترشحي الى انتخابات نادي الحكمة المقررة في 21 الشهر الحالي من باب العرقلة او «الحرتقة» كما ظن البعض او أشاعوا، انما كان كما دائماً للاطمئنان على مستقبل النادي على المدى القصير».
وأسهب قائلاً: «بعد حصولي على الضمانات الخطية من أن امور النادي ستبقى على الطريق الصحيح الذي ارساه النهج المؤسساتي للجنة الإدارية برئاسة الرئيس ايلي يحشوشي وفريق عمله، وبعدما وعد (الرئيس المقبل) المحامي راغب حداد بدفع رواتب لاعبي فريق كرة القدم في غضون 48 ساعة كحدٍّ اقصى وعدم التفريق في معاملة فرق النادي مادياً ومعنوياً، اودعت كتاب سحب ترشحي لدى الرئيس يحشوشي».
كلام نصار هذا جاء انطلاقاً مما تردد بأن شرطاً حضر من الجهة الداعمة لالغاء فريق كرة القدم، وهو امرٌ رُفض بالاجماع على اعتبار ان هذا الفريق هو الاساس في ولادة النادي وعمره من عمر استقلال لبنان.
كما ان التدخل القواتي المباشر ثبُت من خلال ما ذكره نصار ايضاً عندما توجّه بالشكر الى النائب جورج عدوان «على الجهود الكبيرة التي قام بها في الاسابيع الماضية من اجل ديمومة نادي الحكمة واستمراريته».
اذاً لا معركة في الحكمة ولا مزيد من الخسائر بعدما فقد الفريق الاخضر ابرز نجومه لمصلحة نادي بيروت، وتفاؤل بمرحلةٍ افضل، وخصوصاً ان جلّ اعضاء الهيئة الادارية المقبلة من ابناء المدرسة والنادي الذي عاش غالباً في دوامة العواصف لكنه خرج منها بالمحبة المشتركة التي حضرت في نفوس ادارييه ولاعبيه وطبعاً جمهوره الكبير المنتشر في كافة مناطق الوطن.