شهد ختام المرحلة المنتظمة (تبقى مباراة مؤجلة بين النجمة والأهلي النبطية)من الدوري اللبناني لكرة القدم إثارة ما بعدها إثارة، كان مسرحها ملعب جونية وتحديداً في لقاء الصفاء والراسينغ ضمن الأسبوع الحادي عشر والتي انتهت بالتعادل 2-2. مباراة مصيرية للراسينغ وإثبات وجود للصفاء. مباراة التواجد في سداسية الأوائل للراسينغ ولقاء المحافظة على المركز الخامس للصفاء. وهذا ما حصل. لكن سبب ذلك الوحيد لم يكن نتيجة التعادل، بل كان هناك سبب آخر: خيبة شباب الساحل أمام الأهلي النبطية. فالساحل تعادل سلباً مع ضيفه الجنوبي على ملعب الصفاء، في وقت كان يتوجب عليه الفوز على أقل تقدير وتسجيل عدد كبير من الأهداف كي لا يجلس وينتظر نتيجة لقاء الصفاء والراسينغ. لكن سفير الضاحية الجنوبية لم ينجح في تسجيل أيّ هدف، في ظل غياب الروح عند لاعبيه، فجلس جمهوره ولاعبوه وإداريّوه يصلّون كي يخسر الراسينغ.
لكن كرة القدم لا تُدار بالدعوات والصلوات، بل بالكفاح والروح القتالية والسعي لتحقيق النتيجة المرجوّة. هذا الأمر قام به لاعبو الراسينغ في وقت لم يحرّك فيه لاعبو شباب الساحل ساكناً في هذا الإطار. سيناريو «هيتشكوكي» شهده ملعب جونية حين تقدّم الصفاء بهدف عدنان سلوم في الدقيقة 22، ومن ثم عادل علي الموسوي للراسينغ في الدقيقة 33.
في الشوط الثاني، قدّم الراسينغ مباراة كبيرة وأداءً رجولياً عالياً أثمر هدف التقدم في الدقيقة 49 عبر حسين صالح، فقاتل هو وزملاؤه للحفاظ على هذا التقدم. سارت الرياح كما تشتهي سفن الراسينغ، وخصوصاً مع وجود حارس من نوعية علي الحاج حسن الذي تعملق في أكثر من كرة صفاوية وحافظ على شباكه خالية من هدف صفاوي ثانٍ. لكن الألماني ماركو راينهارت هزمه في الدقيقة 111 من اللقاء حين أرسل كرة رأسية تصدّى لها الحارس الحاج حسن، لكن الحكم المساعد ربيع عميرات أعلن تجاوز الكرة بالكامل لخط المرمى ليحتسب الحكم الرئيسي محمد عيسى هدف التعادل للصفاء، وهو قرار أثبتت الإعادة التلفزيونية صوابيّته.
فرحة جنونية للصفاء وصدمة للراسينغ، لم تمنع الأخير من الاحتفال بدخول سداسية الأوائل بعدما رفع رصيده إلى 15 نقطة في المركز السادس، متقدماً بنقطة عن شباب الساحل، أما الصفاء فقد حافظ على مركزه الخامس برصيد 17 نقطة.
شمالاً، كان طرابلس يحقق فوزاً عزيزاً على الحكمة بهدف وحيد سجله لوبيز في الدقيقة 84، رافعاً رصيد فريقه إلى 12 نقطة في المركز الثامن، فيما بقي الحكمة تاسعاً برصيد سبع نقاط.