أثبت الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم (بريميرليغ) على مدى عقُود أنّه وبلا شك الدّوري الأفضل، إن كان من ناحية المستوى أو التنافسيّة، وهذا الأمر مردّه إلى وجود أندية تمتلك عناصر مميزين بشكل شبه دائم مثل مانشستر يونايتد وليفربول... ووجود أندية كبيرة أُخرى كانت لها استمراريّة في المراتب المتقدمة كثلاثي العاصمة لندن، آرسنال وتشيلسي وتوتنهام، بالإضافة إلى ما أنجبه المال من مشاريع واستثمارات كانت لها الكلمة العُليا لسنوات كالحاصل عند قطب مانشستر الأزرق في الوقت الرّاهِن.
ليس هذا فقط ما مَيَّز الدوري الإنكليزي، بل كان لأسلوب اللّعب الهُجُومي السّريع، وحدّة الثنائِيّات وخشونتها، دورها أيضا بِإذكاء المنافسة وجعلها مُحتدمة في كُل موسم. وما زاد جمال الدّوري الإنكليزي بُرُوز أندية، تكون لها طفرة لموسم أو اثنان أو ثلاثة، وتنتج هذه الطّفرة مشاكلَ عدّة لأندية "التوب سيكس" خلال هذه المواسم لتصل الأمور أحياناً إلى استبدال هذا المصطلح بِـ"التوب تِن".
يشهد الدوري الإنكليزي الممتاز هذا الموسم منافسة كبيرة جداً


وفي هذا الصّدد نذكر أندية إنكليزيّة عديدة كنوتنغهام فورست وثنائِيّته في دوري الأبطال عامي 1979 و1980 بالإضافة إلى ليدز يونايتد الحاصل على ثلاثة ألقاب دوري في الأبيض والأسود أعوام ( 1969، 1974، 1992)، وكان آخر هذه الأندية، ليستر سيتي الذي فاجأ العالم موسم 2015 ـ 2016 بالظفر باللقب المحلي الأغلى. ولكن كُل هذه الأندية استمرّت في ذروة المستوى من موسم إلى ثلاثة كحدّ أقصى لتعود بعدها وتهبط.

وفي الآوِنة الأخيرة، شهدت إنكلترا ولادة فريق مُقاتل واعد لم يصل إلى المجد بعد وهو برايتون، وعودة آخر من تحت الأنقاض كانت له أمجاد في السابق، قبل أن يختفي لفترة طويلة وهو أستون فيلا. كلا الفريقين أحرجا الأندية الكبيرة أخيراً، وحقّقا نتائج مميزة.

بالنسبة إلى برايتون، "لا يوجد فريق في العالم حالياً أفضل منه في بناء اللعب"... كلمات قالها جوسيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي في الموسم الماضي، معبّراً عن إعجابه بفريق برايتون. ونجح الإيطالي روبرتو دي زيربي في إكمال الانطلاقة المثالية لغراهام بوتر الذي ترك النادي منتصف الموسم الماضي، وكان قد بنى أساسات فريق قوي ومنافس، مُنهياً الموسم في المركز السادس. وفيما يخُص هذا الموسم، ومع وصولنا إلى منتصفه، نجد برايتون في المركز التاسع (حتى يوم أمس الأربعاء) ولكن يبعد فقط 3 نقاط عن المراكز الأوروبيّة، وهذا في حد ذاته إنجاز لفريق يُعتبر من الصّاعدين الجُدُد، إذ صعد النادي إلى "البريميرليغ" موسم 2016 ـ 2017 وعانى في المراكز الأخيرة.


أمَّا أستون فيلّا، فمِن فريق محقّق للقب "تشامبيون ليغ"، وسبعة ألقاب دوري إنكليزي عبر التاريخ، إلى فريق مترنّح النتائج، متذبذب المستويات، هبط وصعد مراراً إلى دوري الأضواء. أمّا الآن فيعود "الفيلّانس" إلى الواجهة من جديد.
يُشار إلى أنه بعد التألُّق اللافت للفريق في الموسم الماضي وإحرازه المركزَ السابع، جاء أوناي إيمري في هذا الموسم وهو مدرّب خبير وصعب المراس، وقاد الفريق للوصول إلى المركز الثالث حالياً مُحَقِّقاً الانتصار على توتنهام، مانشستر سيتي وآرسنال بأداء خياليّ، جعل الجميع يضع اسمه من بين المرشّحين للفوز باللقب. وأخيراً، يجدر السؤال، هل هذه طفرة يعيشُها فريقا أستون فيلا وبرايتون، أمّ أنه يوجد تأسيس ومشروع واضح لتطويرهما من قبل الإدارة؟ وهل سيستطيع كلا المدرّبَيْن تحقيق أهداف الفريق لهذا الموسم وللمواسم المُقبلة، أم أنّهما لم يصبحا في مستوى الأندية البطلة بعد؟