10 أيام من العمل المتواصل عرفها لاعبو منتخب لبنان الذين اختارهم المدير الفني المونتينغري ميودراغ رادولوفيتش للانخراط في المعسكر الأول تحت قيادته في مدينة طرابلس.معسكرٌ هو الأخير للمنتخب اللبناني أيضاً قبل السفر إلى قطر في اليوم الأول من السنة الجديدة، إيذاناً ببدء مرحلة التحضير الأهم لبدء غمار نهائيات كأس آسيا. لذا إنّ بحث «رادو» وفريق عمله كان متركّزاً على جمع أكبر كمّ من النقاط الإيجابية التي في الإمكان البناء عليها للمرحلة المقبلة.
هذه المرحلة تتطلّب الكثير من الواقعية في التعامل مع التحديات التي تنتظر منتخبنا، وأفضل ما يمكن أن يكون حاضراً لمواجهتها هو رادولوفيتش كونه يعرف بشكلٍ جيّد ما يختزنه المنتخب من إمكانات يمكن الاستفادة منها بحسب هوية الخصم وقدراته.
وهذه النقطة بالتحديد انطلق منها المدرّب لتعويض الوقت الضيّق الذي واجهه من أجل تحضير منتخبه للاستحقاق القاري، وهو بدا في سباقٍ مع الوقت من أجل إيصال المنتخب إلى جهوزيةٍ مقبولة، مستفيداً من خلقه منافسة على المراكز بين لاعبيه العائدين وأولئك الدائمين، وأيضاً الجدد الذين حضروا آملين حجز مكانٍ في الطائرة التي ستغادر إلى قطر لخوض البطولة الآسيوية.
من هنا، كانت الإيجابية حاضرة في المعسكر الشمالي لناحية الوصول إلى التوليفة التي يمكن أن تخدم المنتخب حالياً، وذلك في موازاة التعرّف إلى ما يمكن أن تقدّمه الوجوه الجديدة من إضافة في المستقبل. وما المباراة أمام الأردن إلّا جزءاً لا يتجزّأ من هذا العرض، إذ إنّها ستلعب دوراً في تحديد رادولوفيتش لتشكيلته النهائية التي ستتألف من 26 لاعباً سيشدّون الرحال إلى الدوحة.
وبدا أنّ رادولوفيتش لا يفوّت أي تفصيل لكي يحرص على سير الأمور بالطريقة التي يريدها في الحصص التدريبية، وكذا في مكان إقامة المنتخب حيث يطلب الاطلاع على أنواع الطعام والفيتامينات التي يتناولها لاعبوه، وذلك من باب حرصه على حمايتهم وتعزيز وضعهم البدني، آملاً تفادي الإصابات لأنّ المدّة قصيرة حتى بداية البطولة، ولا مجال للتعافي بشكلٍ مثالي. علماً أنّ لاعب الوسط جهاد أيوب هو الوحيد الذي يعاني من إصابةٍ حالياً، وهي تمزّقٌ عضليّ من الدرجة الثانية في العضلة الخلفية للفخذ، ولكنّ وضعه يتحسّن تدريجياً، إذ يواظب على الجري منفرداً، من دون خوض أي تدريبات مع المجموعة.
يخوض لبنان مباراةً وديّةً اليوم أمام الأردن خلف أبوابٍ مغلقة


اختبار أردني مهم
وشهدت الأيام الثلاثة الأخيرة التي سبقت مباراة اليوم عملاً مركّزاً من الجهاز الفني على محاكاة طريقة لعب الأردنيّين التي ترتكز على البحث الدائم عن المساحات الفارغة للانطلاق منها نحو منطقة الجزاء، ولعب الكرات الطويلة في ظهر المدافعين، وهو ما سيخلق تحديات جمّة لمنتخبنا لاختبار قدراته في الارتداد الدفاعي السريع والقيام بالتغطية المناسبة، إضافةً إلى الرقابة اللصيقة المفترض أن تكون حاضرةً لكي تعطّل مفاتيح اللعب لدى الخصم.
وكان رادولوفيتش قد ركّز في آخر الحصص التدريبية قبيل المباراة الودية على التحركات الجماعية الهجومية وكيفية خلق الحالات التي تسمح بصناعة الفرص والخطورة وإنهاء الهجمات في الشباك، وهو شدّد في حديثه إلى وسائل الإعلام التي حضرت بشكلٍ لافت لمواكبة التمارين في يومٍ خُصّص للقاءات الصحافية: «المباراة أمام الأردن لها أهمية كبرى لأنها ستعطينا فكرةً حول ما نحن عليه في المدّة الحالية. الوقت قصير بالنسبة إلينا للارتقاء بالمستوى إلى الدرجة التي نأملها، لذا إنّ هكذا نوع من المباريات يساعدنا على تحديد مكامن الخلل والعمل على تصحيح الأخطاء». وأضاف: «الأهم أنّ التقرير الطبي جيّد في هذه المدّة الحساسة، إذ باستثناء جهاد أيوب الذي يتعافى من تمزّقٍ عضلي، لا يوجد إصابات في صفوف المنتخب، وهو أمرٌ يبعث الراحة في نفوسنا».
وختم: «أنا متفائل بهذه المجموعة، وواثق بأنها مع الوقت ستتمكّن من تقديم ما يصبو إليه الجمهور اللبناني المتعطّش لرؤية الانتصارات».
وسيستغلّ رادولوفيتش هذه المباراة وتلك التي سيخوضها المنتخب أمام السعودية في الرابع من الشهر المقبل في الدوحة لوضع الأسس لتشكيلته النهائية التي سيخوض بها المباراة الافتتاحية لكأس آسيا في مواجهة منتخب قطر المضيف وحامل اللقب في 12 كانون الثاني المقبل.