هي الفترة الموسمية المنتظرة. مع بلوغ نصف الطريق، أصبحت الصورة أوضح بالنسبة إلى القيّمين على الأندية، تحديداً المدربين الذين حدّدوا نقاط الضعف. عليه، سوف تسعى غالبية الفرق للنشاط ضمن سوق الانتقالات. حتى تلك التي فتحت خزائنها في «الميركاتو» الصيفي، قد تُعيد البذخ خلال الشهر المقبل عندما تُفتح النافذة الشتوية يوم الإثنين 1 يناير/كانون الثاني 2024 على أن تُغلق يوم الخميس 1 فبراير/شباط 2024 في إنكلترا.تُعد الإصابات أبرز عناوين السوق. إرهاق تكدُّس المباريات جعل العديد من الأندية تفقد عناصر أساسيين ضمن منظومتها، منها تشيلسي، الذي لم يدخل أي لقاء منذ بداية الموسم في مختلف الاستحقاقات بتشكيلة كاملة.
مع نهاية مرحلة ذهاب الدوري، بلغ معدل إصابات «البلوز» 8 في كل مباراة. وفي كثير من الفترات، فاق العدد 10 إصابات، أغلبها من التشكيلة الأساسية. ولتقريب الصورة، لم يتمكّن مدرب الفريق ماوريسيو بوكيتينو من إشراك صفقتين مهمتين تمّ استقدامهما في الصيف إلّا قبل أسبوع بداعي الإصابة، هما الفرنسي كريستوفر نكونكو والبلجيكي روميو لافيا (أصيب قبل أيام أمام كريستال بالاس في المباراة الأولى له بعد العودة إلى الملاعب).
(أ ف ب )

هذه الإصابات لعبت دوراً كبيراً في تردّي نتائج الفريق. عليه، من المرجّح أن يفتح تشيلسي خزائنه مرة أخرة خلال سوق الانتقالات الشتوية، في ظل حاجته الماسة إلى تدعيم مراكز مختلفة، أبرزها خط المقدّمة.
سبق أن أنفق تشيلسي تحت قيادة ملّاكه الجدد أكثر من مليار جنيه إسترليني منذ عام 2022. بذخٌ في النفقات جعل النادي عرضة للتشكيك في التلاعب بالدفاتر المحاسبية واختراق قواعد اللعب المالي النظيف. ورغم خضوعه للتدقيق، يبدو تشيلسي قادراً على إجراء تعاقدات جديدة في فترة الانتقالات الشتوية.
يعود الأمر إلى سلسلة من العوامل. بعيداً عن اتّباع مالك تشيلسي، الأميركي تود بولي، وشركائه سياسات «ذكية» في إدارة النادي، متمثلةً في اتّباع نموذج تعددية الأندية كما التخلص من الأجور الضخمة واستقدام لاعبين بعقود طويلة الأجل للحؤول دون الضغط على الدفاتر المحاسبية، كان لسجلّ الربح والاستدامة الخاص بالنادي اللندني دور بارز في إمكانية صرفه المستمر.
وبحسب الخبير المالي لكرة القدم، كيران ماغواير، يُعد تشيلسي أكثر أندية الدوري الإنكليزي نجاحاً في تحقيق الأرباح من مبيعات اللاعبين على مدار السنوات العشر الماضية. وقال ماغواير: «بلغت أرباح بيع لاعبي تشيلسي على مدى العقد الماضي 706 ملايين جنيه إسترليني، أي ما يقرب من ضعف ثاني أكبر نادٍ كبير ناجح»، لافتاً إلى أن هذه المبيعات سوف تتيح لتشيلسي بعض المرونة في ما يتعلق بالتوظيف المحتمل في نافذة الانتقالات الشتوية.
لعب سجلّ تشيلسي المتعلّق بتحقيق الربح من خلال المبيعات دوراً بارزاً في إمكانية صرفه المستمر


تجدر الإشارة إلى ترجيح بيع لاعبين آخرين خلال الشهر المقبل، مثل تريفوه شالوبه وإيان ماستن، فيما يُعد متوسط الميدان كونور غالاغر أبرز اللاعبين عرضة للمغادرة. ورغم أهمية اللاعب في تشكيلة المدرب ماوريسيو بوكيتينو، قد يتجه النادي للبيع باعتبار العائدات المحصّلة منه أرباحاً صافية، نظراً إلى كونه ابن أكاديمية الفريق، حاله كحال شالوبه.
بعيداً عن نتائج الفريق غير المستقرة في الدوري ومركزه الذي لا يرتقي إلى التطلعات، يبقى تشيلسي أحد أفضل الأندية الإنكليزية على صعيد الإدارة. المشروع واضح بالنسبة إلى الملّاك الجدد: فريق شاب ومنافس يضم أفضل المواهب الواعدة في العالم، وهو ما يسعى لتحقيقه المديران الرياضيان بول وينستانلي ولورنس ستيوارت.
من المرتقب تحسّن النتائج والأداء في العام الجديد بعد وضع لمسات حاسمة في سوق الانتقالات. المشروع بحاجة إلى مزيد من الوقت كي ينضج.