الانتصار الأكبر بالنسبة إلى الصين يتمثّل بكسبها شريكاً تجارياً مثالياً
بعيداً عن المنشآت الرياضية، ساهمت بكين في بناء البنية التحتية للطاقة المتجددة لبطولتَي كأس العالم وكأس آسيا. وشاركت أيضاً في بناء «قرية المشجعين» التي تضم منازل حاويات مصمّمة خصيصاً لإيواء جماهير كرة القدم الزائرة. هؤلاء المشجعون يتنقلون داخلياً في أغلب الأوقات عبر الميترو أو عبر حافلات كهربائية، تمّ تصنيع أكثر من نصف تلك الحافلات في الصين أيضاً.
استثمارات ضخمة وغيرها الكثير، تدلّ على مدى تطور العلاقات بين طرفَي لقاء اليوم خارج المستطيل الأخضر، وتؤكد على بلوغ أعلى نقطة لها منذ بدء العلاقات الدبلوماسية عام 1988.
ومع إطلاق قطر أخيراً لأربع شركات دولية مقرها هونغ كونغ والصين ضمن مجموعة الحزام والطريق، يتضح جلياً أن الاستثمارات بين الطرفين مستمرة بنسق تصاعدي. أمرٌ أكّده رئيس مجموعة الحزام والطريق، بيغاسوس وونغ، لصحيفة «غولف تايمز» قبل أيام، قائلاً: «بعد كأس العالم لكرة القدم 2022، رأينا أن قطر مركز ممتاز وأنها قريبة من السعودية، وبالتالي أدركنا أنه من المثالي أن نبدأ أعمالنا هنا الآن». ثم تابع: «التوقيت مناسب. لقد جئنا إلى قطر لدعم المؤسسات والمشاريع والمبادرات الحكومية في البلاد، وكذلك لنكون بمثابة حلقة وصل بين آسيا وهونغ كونغ والصين وقطر».
ترتبط قطر ارتباطاً وثيقاً بالصين في عالم المال والأعمال، لكنّ العلاقات المتينة بينهما ستكون خارج المستطيل الأخضر خلال اللقاء المنتظر غداً (اليوم)، (17:00 بتوقيت بيروت).
سبق أن تأهّل «العنابي» إلى الدور الـ 16 في أعقاب الفوز على طاجيكستان خلال الجولة الماضية، والذي تلا الفوز على لبنان، ولا تزال الفرصة سانحة «للتنين» الصيني بالتأهل رفقة قطر، حيث تعادلت الصين في أول مواجهتين مع لبنان وطاجيكستان، ما يعني أن الفوز اليوم سيضمن لها التأهل إلى ثمن النهائي بعيداً عن نتيجة المباراة الأخرى في المجموعة الأولى.
وبغضّ النظر عما سيسفر عنه اللقاء المرتقب على استاد خليفة من تأهّل محتمل أو خروج مبكر، فإن الانتصار الأكبر بالنسبة إلى الصين في كأس آسيا، وقبلها في كأس العالم، يتمثّل بكسبها شريكاً تجارياً مثالياً يخدم المصالح الاقتصادية حاضراً ومستقبلاً.