وبالفعل لم يشهد الشوط الأول أي فرصة حقيقية على المرمييْن بل كان عبارة عن عددٍ كبير من الكرات المقطوعة أو التائهة في وسط الملعب، وعن محاولات فردية لا تُغني ولا تسمن بعيداً من الجماعية ووسط حذرٍ مبالغ فيه وبطء في بناء الهجمات ليغيب بالتالي عنصر المفاجأة وتغيب معه الفرص، ولتكون الحالة التحكيمية التي تلقّى إثرها المالياني إيشاكا ديارا بطاقةً صفراء بعد عرقلته نجم العهد محمد حيدر المنطلق وحيداً باتجاه المنطقة، أكثر أمر يمكن التوقّف عنده بعدما طالب بطل الموسم الماضي برفع البطاقة الحمراء في وجه مدافع الأنصار.
وتحت أنظار المدير الفني للمنتخب اللبناني المونتينغري ميودراغ رادلوفيتش، كانت قصة الشوط الثاني مختلفة تماماً، فمنذ دقائقه الأولى بدا جليّاً أن الفريقين أبقيا ما في حوزتهما حتى النصف الثاني من اللقاء، فشرع مدرب الأنصار يوسف الجوهري في إجراء تبديلاتٍ لتنشيط الناحية الهجومية، وكان أحدها قبل صافرة البداية بإشراكه لاعبه الأجنبي الجديد المصري – الفرنسي عبدالله ياسين الذي كان وراء التمريرة الحاسمة التي سجّل منها الجناح الفلسطيني محمد حبوس هدف التقدّم بكرة أرسلها بدقّة إلى يسار الحارس مصطفى مطر في الدقيقة 64، وذلك إثر لعبة جماعية مميّزة، إذ احتاج الأنصار إلى ثلاث لمسات لهزّ الشباك، فهي بدأت عند نادر مطر ومرّت إلى ياسين ومنه إلى مسجّل الهدف.
سجّل كريم درويش أوّل أهدافه في مرمى فريقه السابق (طلال سلمان)
لكن ما يمكن اعتباره نقطة تحوّل في المباراة كان طرد الهدّاف السنغالي الحاج مالك في الدقيقة 91 إثر حصوله على إنذارٍ ثانٍ بسبب احتكاكٍ بينه وبين المدافع العهداوي خليل خميس، ليضاعف فريق الأخير ضغطه محاولاً الاستفادة من النقص العددي ويشرع في الاستحواذ بعدما ساد "الأخضر" هذه الناحية في غالبية أوقات هذا الشوط وسط تركيز الجوهري على الدفع بأوراقٍ خبيرة في خط الوسط، فكانت الإطلالة الأولى للدولي محمد الدهيني بقميص فريقه الجديد وفي الدوري اللبناني بعد انضمامه حديثاً إلى الفريق البيروتي قادماً من تريليبورغ السويدي.
وبين تألّق الحارس الأنصاري نزيه أسعد على كرةٍ قوية سدّدها كريم درويش من خارج المنطقة، وأخرى من ركلةٍ حرّة لعبها السوري محمد المرمور، وأيضاً إبعاده رأسية خميس الذي عاد وأصاب القائم الأيمن، كان درويش حاضراً برأسيةٍ أخرى قاتلة حوّلها إلى يمين أسعد إثر ركلة ركنية نفّذها محمود زبيب في الدقيقة 97، لتعقب احتفالات مهاجم العهد بتسجيله في مرمى فريقه السابق صافرة النهاية.
وبهذه النتيجة للمباراة الرقم 80 في تاريخ مواجهات الفريقين في كل المسابقات، انفرد العهد بالصدارة برصيد 15 نقطة، متقدّماً على النجمة وله 14، بينما تساوى الأنصار مع البرج بـ 11 نقطة لكلٍّ منهما. علماً أن هذه الجولة تُختتم غداً الأحد بلقاء الصفاء والراسينغ الساعة 14:15 على ملعب جونية، بينما تُفتتح اليوم السبت سداسية الأندية الأواخر بثلاث مباريات تقام كلّها الساعة 14:15، إذ يلتقي الحكمة مع طرابلس على ملعب الصفاء، والأهلي النبطية مع التضامن صور على ملعب كفرجوز، وشباب الساحل مع الشباب الغازية على ملعب العهد.