تتّجه أنظار جماهير كرة القدم نحو كأس آسيا، حيث يصطدم منتخب الأردن بكوريا الجنوبية اليوم الثلاثاء، (17:00 بتوقيت بيروت)، فيما يواجه المنتخب القطري نظيره الإيراني غداً الأربعاء في التوقيت نفسه. الجاهزية الفنية والإدارية وكذلك خبرة اللاعبين تصبّان منطقياً في صالح إيران وكوريا، اللتين تسعيان إلى إحياء نسخة كأس آسيا 1972 عندما التقتا في النهائي. مع ذلك، يبقى الحافز قوياً بالنسبة إلى ممثلَي العرب، أملاً بتكرار سيناريو نهائي عامي 1996 و2007، عندما كان اللقاء الفاصل عربياً خالصاً بين السعودية والإمارات والسعودية والعراق تباعاً.بلوغ المنتخبات الأربعة هذا الدور كفيل بمقاربة الحظوظ بينها للوصول إلى المحطة الأخيرة. وبعيداً عن لغة التصنيفات التي تصبّ في صالح رفاق مهدي طارمي وسون هيونغ مين، هناك فرصة كبيرة لأن «تبتسم» البطولة لمنتخب عربي.
النسخة الحالية ما هي إلا امتداد للمشاركات العربية المشرّفة في كأس آسيا. بدأت النسخة الأولى في هونغ كونغ عام 1956 بمشاركة 4 منتخبات، واستمر العدد على حاله حتى النسخة الرابعة، التي شهدت مشاركة 5 منتخبات للمرة الأولى.
في النسخة الخامسة في تايلند 1972، شاركت 6 منتخبات كحدث غير مسبوق، لكنّ العدد لم يكن العلامة الفارقة حينها، إذ تمثّل العنوان العريض بتدوين العرب أول ظهور لهم في البطولة عبر منتخبَي العراق والكويت.
وصلَ منتخب عربي واحد على أقل تقدير 12 مرة إلى نصف نهائي البطولة (كحد أدنى) من أصل 13 مرة منذ عام 1976


نسخة واحدة كانت كفيلة بمشاركة المنتخبات العربية بشكل دائم بعدها، كما فرض وجودها بين كبار كأس آسيا تباعاً. فمن النسخة السادسة التي لُعبت في إيران عام 1976 حتى النسخة الثامنة عشرة حالياً في قطر، وصلَ منتخب عربي واحد على أقل تقدير 12 مرة إلى نصف نهائي البطولة (كحد أدنى) من أصل 13 مرة، وكانت نسخة 2011 هي الاستثنائية.
أرقام لافتة قد تتعزّز اليوم وغداً، تبعاً لمسار «العنّابي» و«النشامى».

(أ ف ب )

اتصف مشوار الأردن بمفاجآتٍ متتالية، حيث دشّنَ البطولة بالفوز على منتخب ماليزيا (4-0)، ثم تعادلَ مع كوريا الجنوبية بهدفين لمثلهما في ثاني مبارياته، قبل خسارته من البحرين بهدفٍ نظيف في ثالث مبارياته من دور المجموعات. نتائج «تنازلية» لم تمنع «النشامى» من بلوغ الدور الـ16 إثر تصنيفه أحد أفضل المراكز الثالثة برصيد 4 نقاط، ليتجاوز تباعاً منتخب العراق بثلاثة أهداف مقابل هدفين ثم منتخب طاجيكستان بهدفٍ نظيف في دور ربع النهائي قبل ملاقاة منتخب كوريا الجنوبية اليوم.

من جهته، قدّم المنتخب القطري نسخة شبه مثالية على أرضه وبين جماهيره. فاز في دور المجموعات على منتخبات لبنان وطاجيكستان والصين، ثم فلسطين في الدور الـ16، قبل أن يتجاوز أوزباكستان في دور ربع النهائي عبر ركلات الترجيح 3-2 (انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1). ورغم الأداء المقنع وكذلك النتائج، يمثّل خصم الغد الامتحان الأصعب بالنسبة إلى قطر، نظراً إلى قيمة المنتخب الإيراني الكبيرة فنياً وإدارياً على الساحة العالمية، والتي جعلته أحدَ أبرز المرشحين لحصد البطولة قبل انطلاقها.
المهمة تبدو صعبة، لكنّ «حلم» النهائي العربي الخالص يبقى وارداً. بالحد الأدنى، يمكن لممثل واحد عن العرب الوصول إلى المباراة الفاصلة، وربما حصد اللقب في النهاية.