حسم نادي النجمة أمره بعد أيامٍ من المناقشات والمفاوضات، فوقع اختياره على الصربي دراغان يوفانوفيتش الذي سيكمل الموسم معه على رأس الجهاز الفني. اختيار المدرب السابق لفريق شباب الساحل كان وفق اعتباراتٍ عدة بحثت عنها الإدارة النجماوية، وعلى رأسها الرئيس مازن الزعني الذي يمكن القول إنه كان أكثر المقتنعين بالتعاقد مع يوفانوفيتش.لكن الأخير لم يكن الاسم الوحيد المطروح على الطاولة حيث وُضعت أسماء أخرى لمدربين معروفين سبق أن اختبروا كرة القدم اللبنانية، وبينهم من مرّ في النجمة، أمثال الصربي بوريس بونياك (2018)، والمصري محمد عبد العظيم «عظيمة» (2019)، إضافةً إلى مدربين سبق أن أشرفوا على الغريم التقليدي الأنصار وهم الأردني عبدالله أبو زمع، الألماني روبرت جاسبرت، والعراقي عبد الوهاب أبو الهيل.
التواصل تمّ بالفعل مع كل هؤلاء فكانت إجاباتهم مختلفة، إذ إن بونياك اعتذر بسبب التزاماته مع نادي الكويت الكويتي، وأبو زمع عاد بجوابٍ بعد خمسة أيام معتذراً أيضاً، إذ يفضّل البقاء في مهامه مع المنتخب الأدني، وخصوصاً بعد النتائج اللافتة التي حقّقها أخيراً ببلوغه المباراة النهائية لكأس آسيا. أما جاسبرت وعظيمة فقد طلبا عقداً لا ينتهي مع نهاية الموسم الحالي، وهو طلب لم يلقَ تجاوباً من الإدارة.
(طلال سلمان)

الخيار الأنسب والأقرب
كل هذه الأمور تقاطعت مع مفاوضات ناجحة مع يوفانوفيتش الذي كان طلبه الرئيسي اختيار مساعديه بنفسه، وهي مسألة ستُعرف تفاصيلها عند وصوله إلى بيروت لتسلّم مهامه، حيث يُنتظر أن يختار جهازاً فنياً محلياً، وهو العارف بخبايا اللعبة كلّها بحكم الفترة غير البسيطة التي أشرف فيها على شباب الساحل.
وفي هذا الإطار يقول الزعني في حديثٍ إلى «الأخبار»: «الوقت ضيّق جداً أمامنا، لذا بحثنا عن مدربٍ يعرف الأرضية جيداً لناحية أوضاع الفرق المنافسة ومستوياتها، إضافةً إلى إمكانات لاعبينا وما تحمله الكرة اللبنانية من تحديات». وتابع: «هذا لا يعني أن الأسماء الأخرى التي كانت مطروحة لم تكن لدينا رغبة بتولي أحدها تدريب الفريق بل على العكس لكلٍّ منها تاريخ مميّز، وبلا شك ستبقى حاضرة في كلامنا في أي وقتٍ مستقبلاً».
قبل تعيين يوفانوفيتش تواصل النجمة مع 5 مدربين معروفين آخرين


لكن المفارقة التي توقّف عندها الكثير من المراقبين كانت تعاقد النجمة مع مدربٍ سبق أن استقال من تدريب شباب الساحل مع نهاية عمر المرحلة الأولى من الدوري بسبب عدم تأهل الفريق إلى سداسية الأوائل بعدما كان فريقاً عنيداً وصعباً على الجميع، وهي نقطة توقّف عندها الزعني في حديثه قائلاً: «عانى فريق دراغان كثيراً مع الإصابات، ولم يكن لديه كل الأدوات الضرورية لتحقيق النتائج، إضافةً إلى أن وضع الفريق فنيّاً تغيّر عن الموسم الماضي، إذ دخل الموسم الجديد باستراتيجية مختلفة وميزانية أقل، فكان من الطبيعي ألا يظهر بالصورة نفسها». وأضاف: «لكن الكل يعرف أن شباب الساحل بدا مميّزاً مع دراغان، وهو ما نتطلع إليه في النجمة كونه يعرف فريقنا، وأفكاره الهجومية وطريقة لعبه تناسب ما يملكه النجمة من عناصر مميّزين يهوون الهجوم لا الدفاع المبالغ فيه. باختصار نريد كرة قدم جريئة ومن دون تحفّظ لا تشبهنا».

(طلال سلمان)

أسباب إقالة مينيزيس
إذاً الأمور واضحة وترمي إلى أحد الأسباب الأساسية لإقالة المدرب البرتغالي باولو مينيزيس بعدما حقّق الفريق بقيادته نجاحاً لافتاً في الموسم الماضي، وبدا متطوّراً مرحلةً بعد أخرى حتى تمكن من الفوز بكأس لبنان.
لكن بحسب معلوماتٍ خاصة لـ«الأخبار» تراكمت الملاحظات على مينيزيس انطلاقاً من عدم ظهور أي تطورٍ إضافي على الفريق، إضافةً الى فقدانه دعم اللاعبين، وبالتالي السيطرة على غرف الملابس، حيث وقع الفراق بينه وبين عناصر أساسيين بسبب خلافاتٍ كثيرة ومتراكمة. كما أنه اصطدم بالإدارة لإصراره على استقدام مساعدٍ أجنبي، علماً أن النادي كان قد وافق على طلبه سابقاً عندما تعاقد مع الإسباني بيار زفن، لكن التجربة انتهت برحيل الأخير فجأةً بعد بداية الأحداث في غزة، فأراد تفادي تكرار هذا الأمر.
وفي السياق عينه، بدت علاقة مينيزيس مع مساعديه مهزوزة، وانتقل الأمر إلى المدرجات خلال اللقاء أمام الصفاء الأسبوع الماضي حيث انفجر الجمهور غضباً ضد المدرب بسبب عدم رضاه عن النتيجة مطالباً علناً بإقالته، بينما توقفت الآراء الفنيّة عند تبديلاتٍ غير موفّقة قام بها، إضافةً إلى خياراته منذ بداية السداسية حيث بدا خائفاً من الخسارة ومتحفظاً أكثر من اللزوم، فجاءت كل هذه الأمور لتتراكم فوق الملاحظات التي سُجّلت عليه بعد تلك الخسارة الثقيلة أمام الأنصار حيث اتُّهم بأن الأمور أفلتت من بين يديه.
رحل باولو بعد إقالته، وحلّ يوفانوفيتش ليتلقّف كرة النار الملتهبة في مهمةٍ غير سهلة أبداً لترميم «القلعة النبيذية» التي لم تبتعد كأس الدوري عنها منطقياً، إذ لا تزال هناك 13 جولة و39 نقطة متاحة في الملعب، والفارق مع المتصدر حالياً لا يتعدّى النقاط الثلاث.