تتكدّس مشاكل نادي برشلونة مع مرور الوقت. الفريق الإسباني الذي يتخبّط في الأداء والنتائج، يعاني الأمرّين على الصعيد المالي أيضاً، ما ينبئ بمستقبلٍ حرج.بعيداً عن انهيار المشروع الحالي بقيادة المدرب تشافي هيرنانديز الذي أعلن رحيله عن أسوار ملعب ‫«كامب نو‫» نهاية الموسم، لا يزال النادي الكاتالوني عاجزاً عن النهوض من أزمته المالية.

الإنفاق الضخم في السنوات الأخيرة بالإضافة إلى فواتير الأجور الباهظة، كل ذلك جعل برشلونة عرضةً للإفلاس، خاصةً مع اختلاس الإدارة السابقة أموال النادي والغياب ‫«الطويل‫» عن منصات الألقاب الكبرى.

جاءَ فيروس كورونا بعدها وزاد حدّة الأزمة على الفريق ‫«الكاتالوني‫»، الذي ‫«كافح‫» لتحقيق التوازن في الدفاتر المحاسبية بشتى الطرق. قام بتقليص فاتورة الأجور، وتخلّصَ من بعض اللاعبين، أهمهم الأرجنتيني ليونيل ميسي. لكنّ الإجراءات الأهم نُفّذَت عند تسلّم خوان لابورتا رئاسة برشلونة عام 2021، حيث فعّلَ الرافعات الاقتصادية للنادي وباع جزءاً من أصوله بهدف ضخّ السيولة، دون إغفال التركيز على الصفقات المجانية.

سياسات ‫«عكّزَ‫» عليها النادي لفترة، غير أن تداعياتها على المدى البعيد قد تكون وخيمة.

لا يزال ‫«البلو غرانا‫» يعاني الأمرّين مالياً. التقرير الأخير الصادر عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) أظهر أن نادي برشلونة لديه أعلى فاتورة أجور في أوروبا.

واللافت أن فاتورة أجور برشلونة في عام 2023 بلغت 639 مليون يورو، أكثر من باريس سان جيرمان (617 مليون يورو) الذي كان لديه الثلاثي كيليان مبابي وليونيل ميسي ونيمار في دفاتره.

مستقبل ضبابي

سبقَ للاتحاد الإسباني لكرة القدم أن وضع قيوداً على نفقات برشلونة للحؤول دون دخوله في مرحلة الخطر. ومع استمرار تلك القيود، قد يضطر الفريق لبيع بعض لاعبيه.

بحسب الوسط الإسباني، يفكر برشلونة في التخلي عن الهولندي فرينكي دي يونغ والأورغوياني أراوخو خلال الصيف. لكن ‫«راديو كتالونيا‫» أفاد بأنه في حال تم بيع أراوخو بـ 100 مليون يورو، لن يكون ذلك كفيلاً لحل مشاكل برشلونة المالية. عليه، سوف يحتاج النادي إلى تفعيل رافعة جديدة.
نادي برشلونة لديه أعلى فاتورة أجور في أوروبا


على خطٍّ موازٍ، اعترف رئيس الدوري الإسباني، خافيير تيباس، قبل أيام بمخاوفه بشأن المشكلات المالية المستمرة في برشلونة.

وفي حواره أثناء مقابلة، ناقشَ تيباس المشاكل المالية التي يواجهها برشلونة، والتي سبقت جائحة فيروس كورونا ولكنها تفاقمت منذ ذلك الحين.

أشار تيباس إلى أنه ‫«لا تزال هناك مشاكل مالية خطيرة يتعيّن على برشلونة التعامل معها في ضوء لوائح الدوري الإسباني الصارمة‫». واعترف قائلاً: ‫«الأمر يقلقني‫». مضيفاً: ‫«لكن ليس كثيراً، فأنا أعلم أن النادي لديه آليات لإخراج نفسه من هذا الوضع‫».

ثم أعرب عن ثقته في قدرة برشلونة على تصحيح الأمور، لكنه شدّد على أن ‫«هناك قرارات صعبة تنتظرنا‫»، مع احتمال الحاجة إلى ‫«إجراءات عدوانية لحماية مستقبل النادي‫».

سيكون الصيف حافلاً بالنسبة إلى النادي الكتالوني. من المتوقّع أن يسعى برشلونة جاهداً لتقليص نفقاته إلى أقصى الحدود، كما تحصيل أكبر قدر ممكن من العائدات. لتحقيق وفرة مالية، يتوجّب على النادي الكتالوني أيضاً بلوغ أبعد مراحل متقدّمة ممكنة في شتى المسابقات التي يشارك فيها هذا الموسم، أبرزها دوري أبطال أوروبا. في سعيه لذلك، يحل برشلونة ضيفاً على نابولي اليوم، (22:00 بتوقيت بيروت) ضمن ذهاب الدور الـ16. تجاوُز ‫«الكتالونيين‫» المحتمل لأبناء الجنوب لن يحل الأزمة من جذورها طبعاً، لكنه سيوفّر عائدات إضافية من شأنها إخماد النيران لفترةٍ أطول.