رحلةٌ شمالية ناجحة أخرى كانت لفريق الأنصار عاد منها متصدّراً وحيداً للدوري اللبناني لكرة القدم بعدما فكّ الارتباط مع العهد حامل اللقب بفوزه عليه بهدفٍ وحيد، في سادسة جولات سداسية الأوائل التي تُستكمل اليوم بلقاء الراسينغ مع الصفاء في جونية الساعة 14:15، والنجمة مع البرج الساعة 15:00 في طرابلس.في زغرتا التي عادت إلى ملعبها في المرداشية المباريات الكبيرة، واصل الأنصار سلسلة انتصاراته محقّقاً فوزه الخامس على التوالي، وملحقاً الخسارة الأولى بالعهد في السداسية، وذلك بعد شوطٍ أوّل ساده الحذر في أول نصف ساعة، لكنه ترك انطباعاً بأن "الأخضر" أقرب الى افتتاح التسجيل بفعل سرعة نقله للكرة وأيضاً تحوّلاته إلى الأمام، وتفوّق لاعبيه في خطَّي الوسط والهجوم في المواجهات الثنائية.
وهذه المسألة حدثت بالفعل في الدقيقة 61 بعدما أثمر سريعاً تبديل المدرب يوسف الجوهري بإقحام محمد المصري الذي نجح بعد لعبة جماعية بدأت من نادر مطر واشترك فيها نصار نصار، من لعب كرة عرضية وصل إليها حسن معتوق وأطلقها قوية في شباك الحارس مصطفى مطر.
فكّ الأنصار شراكته مع العهد رغم الغيابات الكثيرة في صفوفه


ورغم رمي العهد كل أوراقه الهجومية وضغطه على مرمى نزيه أسعد الذي تألّق في أكثر من مناسبة، فقد صمد الأنصار لا بل هدّد مرمى خصمه أيضاً من خلال المرتدات والضغط الدائم على حامل الكرة عند الخط الأول، فكاد مثلاً السنغالي الحاج مالك تال يسجّل الهدف الثاني بعدما سرق كرةً من فيليكس ملكي لولا تصدّي مطر لكرته منفرداً.
كل هذا والأنصار كان "مبتوراً" على الجهة اليسرى بسبب إيقاف الظهير حسن قعفراني والفلسطيني محمد حبوس، بينما غاب علي طنيش "سيسي" بسبب الإرهاق، وأصيب المصري – الفرنسي عبدالله ياسين في الشوط الأول تاركاً مكانه ليوسف الحاج.
لكنّ القوة التي استمدّها الأنصاريون من مبارياتهم الأربع الأخيرة انعكست ثقةً واضحة على أرض الملعب، فعزّزوا رصيد انتصاراتهم على العهد، وهم الوحيدون الذين يتفوّقون عليه في المواجهات الثنائية في تاريخ لقاءاتهما في الدوري العام.

يوم ولادة الـ VAR
وبقدر اليوم الكبير الذي عاشه الأنصاريون الذين تصدّروا الآن بفارق 3 نقاطٍ عن العهد، عاشت كرة القدم اللبنانية يوماً تاريخياً مع ولادة تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) في ملاعبها، إذ وفى الاتحاد اللبناني بالوعد الذي قطعه رئيسه هاشم حيدر في وقتٍ سابق باعتمادها في ثانية مراحل السداسيات الثلاث، فحصل لبنان على الضوء الأخضر من الاتحاد الدولي فور وصول التجهيزات الكاملة الخاصة بها، وإكمال الحكام الدورات التحضيرية لاستخدام التقنية وظهورهم بجهوزيةٍ تامة للانغماس فيها.
وهذه المسألة أكّدها المحاضر المنتدب من قبل "الفيفا" المصري تامر الدرّي الذي اعتبر أن الحكام اللبنانيين الذين انخرطوا في البرنامج التدريبي الخاص بالـ VAR "وصلوا إلى المستوى التقني المطلوب للعمل وفق آلياته في المباريات". وأضاف: "أريد أن أهنئ لبنان على هذه الخطوة الجبّارة التي يمكنني التأكيد بأنها تلتقي مع المعايير التي وضعها "الفيفا" من أجل اعتماد هذه التقنية في البلدان كافةً".

عرفت كرة القدم يوماً تاريخياً باعتماد تقنية الـ VAR للمرة الأولى في ملاعبها (طلال سلمان)

هذا وكانت المركبة المجهّزة بالمعدات قد وصلت في وقتٍ مبكر إلى زغرتا، حيث تمّ التأكد من كل الجوانب التقنية التشغيلية وربط الصورة بالتلفزيون الناقل، وأيضاً إجراء الاختبارات مع حكم الساحة الشيخ أحمد علاء الدين ومع حكام الـ VAR الذين تولّوا أول مهمة على هذا الصعيد وهم محمد عيسى، حنين مرعي وعلي المقداد (حكم فيديو مساعد).
واللافت أن علاء الدين لم يضطر للعودة إلى الـ VAR والاقتراب من الشاشة لاتخاذ قرارٍ نهائي في أي حالة خلال المباراة بل توقّف في مناسبتين مستمعاً إلى زملائه المولجين بالفيديو، وذلك في حالتين فقط تابع بعدهما اللعب بشكلٍ طبيعي.
وعند خطوة اعتماد تقنية حكم الفيديو المساعد، توقّف المدربون، إذ أشاد الجوهري بهذه الخطوة، قائلاً: "هي مسألة مهمة بلا شك لأنها ستعطي كل صاحب حق حقه وتخفّف التشنج والاعتراضات والتوتر في المباريات. نهنئ الاتحاد اللبناني، ونأمل أن يكون الـ VAR فاتحة نحو المزيد من التطوّر في لعبتنا".
والتقى مدرب العهد السوري رأفت محمد مع كلام مدرب الأنصار بقوله: "خطوة أكثر من ممتازة لتحقيق العدالة، ونأمل من بعدها أن نرى خطوات تطويرية لاحقة في مجال تحسين وضع الملاعب وغيرها من الجوانب لما فيه مصلحة كرة القدم اللبنانية".