لم تكد سوريا وتركيا تلتقطان أنفاسهما مِن بَعد الزلزال الكارثة الذي ضربهما في السادس من شباط، موقِعاً مئات الآلاف من الضحايا، ومخلِّفاً خسائر مادّية جسيمة، حتى جاء زلزالان جديدان ليوقعاهما - ومعهما دول عديدة أخرى من بينها لبنان - مرّة أخرى في دوّامة الهلع، الذي تسبّب بذاته بوفيّات وإصابات في هاتاي وحلب على وجه الخصوص. وإذ بدأت تركيا، بالفعل، التحضير لورشة إعادة الإعمار التي أعلن الرئيس رجب طيّب إردوغان أنها ستنطلق في الأوّل من آذار، وسط غموض في شأن مصير الانتخابات الرئاسية التي لا يُستبعد إقرار خُطط خاصّة لإجرائها في المناطق المنكوبة، فقد واصلت سوريا محاولة لململة آثار الفاجعة، متفائلةً بإمكانية أنْ تفتح عملية الإغاثة المتتابعة بوّابة حلّ سياسي طال انتظاره، لأزمة مستعصية منذ ما يزيد على عشرة أعوام