إذا ما أراد أحدٌ إجراء تقييم سريع لتركة الولايات المتحدة في أفغانستان، ستتبيَّن صحّة ما قاله أمير الحرب الشهير قلب الدين حكمتيار، من أن السوفيات - مثلاً - خلّفوا وراءهم جيشاً أقوى من ذاك الذي ربّته القوات الأطلسية، طوال عقدين، وأغدقت عليه عشرات مليارات الدولارات لتأمين موطئ قدمٍ ثابت لها في جنوب آسيا ووسطها. جيشٌ تشظّى بسرعةٍ تفوق الوصف، فيما هرب قائده الأعلى، الرئيس أشرف غني، مسرعاً للاحتماء في ملاذات الهاربين، لمّا أحسّ أن شيئاً لا يستحق المجازفة من أجله. مع هذا، لا تخجل أميركا من إلقاء اللوم على كل شيء، ما عدا سياساتها، هرباً من الإقرار بهزيمة ستلقي بثقلها دائماً على طموحات الإمبراطورية