يريد «الناتو» من وراء استعجال انضمام السويد قبل قمّة فيلنيوس، أن تكون الرسالة أقوى من حلفٍ يضمّ 32 دولة
وفي هذا الإطار، يرى الكاتب تونجا بنغين، في صحيفة «ميللييات» الموالية، أن مسألة عضوية السويد أبعد من ذلك بكثير، قائلاً إن «الرأس الأعلى لحلف شمال الأطلسي هو الولايات المتحدة، وانتظار الإجماع من الدول الأعضاء في قرار ما، ليس سوى شكليّات. وعلى سبيل المثال، فإن السويد، لتدخل الحلف، لا تنظر إلى ما تقوله أنقرة، بل ما تقوله واشنطن. والناطق باسم البيت الأبيض قال إن السويد قد وفت بما تطلبه تركيا وستكون "شريكاً قويّاً يحمل قيم الحلف"». «لكن هل تحمل الولايات المتحدة قيم الحلف؟»، يتساءل بينغون، ليجيب: «صحيح أن السويد عدّلت قانون مكافحة الإرهاب، لكنه لم يكن كافياً... وإردوغان تحدّث أثناء عودته من باكو متسائلاً عن معايير الحلف في مكافحة الإرهاب. هذه مشكلة على الأطلسي أن يحلّها قبل حلول موعد قمّته المرتقبة». ويقول بينغون إن تركيا «لم تضيّع معيار مكافحة الإرهاب، وحاربته بكل الوسائل الممكنة بما في ذلك الدخول في صدام مع الدول التي تدعمه. وكان على الأطلسي لو أنه صادق، أن يقف إلى جانب تركيا في معركتها، وفقاً للمادة الخامسة من قانون الحلف والتي تنصّ على وقوف جميع الأعضاء إلى جانب أحد الأعضاء حالَ تعرّضه لعدوان إرهابي»، مضيفاً: «لكن هذا البند لا يناسب الولايات المتحدة في سوريا، حيث أسّست "قوات حماية الشعب" الكردية التابعة لـ"حزب العمال الكردستاني"، وسلّحتها ودرّبتها، والآن تخرج بكلّ وقاحة لتقول إن السويد وفت بتعهّدات مكافحة الإرهاب، وتطلب موافقة تركيا على انضمامها للحلف». ويلفت الكاتب إلى «سذاجة» أخرى يتبنّاها بعض أعضاء الكونغرس الأميركي، وهي أن تركيا تساوم في مسألة العضوية هذه للحصول على طائرات «إف-16»، متابعاً أن «وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قال إنه لا رابط بين الموضوعَين، وبيْع هذه الطائرات لتركيا فيه مصلحة الولايات المتحدة. ولكن لو أن بلينكن تحدّث عن وجود رابط، فهذا أمر طبيعي، لأن السفير الأميركي السابق في تركيا، جيمس جيفري، قال قبل أيام إن هناك رابطاً. وإذا لم يفتح باب العضوية للسويد فلا أمل في بيع هذه الطائرات لتركيا». كذلك، ينتقد الكاتب أمين عام الحلف، الذي «يكرّر لازمة تقوية الحلف بضمّ السويد»، متسائلاً: «أين كان الحلف عندما كان يجري مناورات مشتركة مع اليونان التي كانت تسلّح الجزر في بحر إيجه خلافاً لمعاهدة لوزان؟ ولماذا لا يفي بوعده بضمّ قوات الحماية الكردية في شمال سوريا إلى قائمته للمنظّمات الإرهابية».
وفي الاتجاه نفسه، يرى الكاتب قادر أوستون، في صحيفة «يني شفق»، أن تقليل «الأطلسي» من أهمية تحفّظات تركيا على انضمام السويد، «يُظهر أنه فشل في تحديد مقاربة دقيقة وشاملة حول الموقف من الإرهاب». ويلفت إلى أن «أوكرانيا دفعت ثمناً باهظاً لرغبتها في الانضمام إلى الناتو، وبعد اندلاع الحرب مع روسيا أدركت السويد وفنلندا خطورة وضعها في مواجهة روسيا، فطلبتا الانضمام إلى الحلف»، مستدركاً بأن «تركيا كانت تريد أن يكون الإرهاب بنداً مستقلّاً على قائمة الأطلسي، وهو ما رفضته الولايات المتحدة في ما يتعلّق بانضمام فنلندا والسويد. وإذ تجاوبت هلسنكي مع مطالب أنقرة، إلّا أن استوكهولم لا تزال تقاوم هذه الشروط تحت ذريعة حماية القيم الديموقراطية». وفي وقت يحاول فيه «الأطلسي» أن يجدّد نفسه، فإن «محاولة تركيا جعل الإرهاب أحد البنود الرئيسة على جدول أعمال قمّة فيلنيوس مشروعة تماماً ومعقولة. وعلى أولئك الذين يريدون انضمام السويد في أقرب وقت، أن يأخذوا مخاوف أنقرة في شأن تمويل الإرهاب والدعاية له على محمل الجدّ»، كما يقول أوستون.