المستفيد الأكبر من نقل طائرات «إف-16» إلى أوكرانيا هم الأميركيون
وكان زيلينسكي بدأ، السبت، جولة أوروبية من السويد، حيث يحاول الحصول على أسلحة لدعم هجوم مضادّ يشنّه الجيش الأوكراني منذ أسابيع، من دون أن يحقّق شيئاً يُذكر. واستقبل رئيس وزراء السويد، أولف كريسترسون، زيلينسكي، في منتجعه الريفي في هاربسوند، قائلاً إنه «لا توجد مهمّة أكثر أهميّة من دعم أوكرانيا في كفاحها من أجل الحرية وسلامة أراضيها. هذه أوكرانيا تقاتل من أجلنا. من أجل جميع الديمقراطيات الأوروبية»، مشيراً إلى أن بلاده قدّمت، حتى الآن، 2.2 مليار يورو ( 2.4 مليار دولار) كمساعدات عسكرية لكييف، بما في ذلك المركبات المدرّعة ودبابات «ليوبارد» (الألمانية الصنع)، وأنظمة مدفعية «آرتشر» ومعدات إزالة الألغام.
وتسعى أوكرانيا إلى الحصول على طائرات حربية من طراز «غريبن» التي تصنعها شركة «ساب» السويدية، لكن استوكهولم تمتنع إلى الآن، بحجّة أنها بحاجة إلى الطائرات للدفاع عن حدودها في ظلّ تصاعد التوتّرات مع روسيا. ومع ذلك، لم يغادر زيلينسكي دون مكاسب، إذ أعلن البلدان عن التوصل إلى اتفاق مبدئي يغطّي إنتاج وإصلاح وتدريب مركبة المشاة القتالية السويدية من طراز «سي في 90» على الأراضي الأوكرانية.
وتتمتّع طائرات «إف-16» التي تصنعها «لوكهيد مارتن» الأميركية بقدرات تدميرية، وإمكانات عالية على المناورة في الهجوم والدفاع على حدّ سواء، وتحمل نظام رادار متقدّماً يمكّنها من تحديد الأهداف من على بعد 370 كيلومتراً. ومع أن الأميركيين انتقلوا إلى جيل طائرات الـ«إف-35»، إلّا أن «إف-16» لا تزال في الخدمة على نطاق واسع لدى سلاح الجو الأميركي، وتشكّل درّة أسراب الدفاع الجوي لـ25 دولة، ولا سيما الكيان العبري، وتركيا، وبلجيكا. لكنّ تشغيل الـ«إف-16» يتطلّب تدريبات مطوّلة لا تقلّ عن 6 أشهر في أفضل الأحوال، إضافة إلى حاجتها إلى شبكة منسّقة من العمليات الأرضيّة وأنظمة التوجيه والرادار قد يستغرق تجهيزها عدة سنوات. وأقرّ مسؤولون أوكرانيون، الأسبوع الماضي، بأن أول الطائرات لن تصلهم قبل العام المقبل، وأن الأميركيين أصرّوا على أن تُستخدم عندئذ حصراً داخل المجال الجوي الأوكراني، وألّا تستهدف مواقع داخل روسيا.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اعتبر، في أيار الماضي، أن دول الغرب «تلعب بالنار» من خلال الموافقة على تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز «إف-16»، متّهماً الغرب بـ«تصعيد غير مقبول» للحرب بسبب دعمه العسكري المستمر لأوكرانيا. وحذّر نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر جروشكو، من أن الدول الغربية ستواجه «مخاطر هائلة» إذا زُوّدت أوكرانيا بطائرات «إف-16»، بحسب ما نقلت وكالة «تاس» للأنباء. لكنّ ديمتري ميدفيديف، الرئيس السابق لروسيا، كان أكثر وضوحاً عندما قال: «أوكرانيا ستُدمَّر بالكامل ولن يتبقّى منها سوى الرماد، حتى لو استغرق الأمر سنوات أو حتى عقوداً، فَلْيكن، فليس أمامنا من خيار: إمّا أن ندمّر نظامهم السياسي المعادي، أو أن الغرب سيمزّق روسيا في نهاية المطاف».
ويقول محلّلون إن المستفيد الأكبر من نقل طائرات «إف-16» إلى أوكرانيا هم الأميركيون، إذ يبلغون روسيا رسالة مفادها بأن المراهنة على الحرب الطويلة في أوكرانيا لن تجدي نفعاً، بينما يقومون بتسليح حليفهم في كييف على حساب دافعي الضرائب الأوروبيين، ويتمّ استبدال الطائرات القديمة بطُرز أحدث من إنتاج الصناعات الأميركية، ما يجعل الوقت مثالياً للاستثمار في أسهم «لوكهيد مارتن».