وبعد انتقادات متعدّدة لصمته عمّا يحدث، خرج الرئيس السابق للجمهورية، عبد الله غول، بموقف بدأه بانتقاد إردوغان ضمناً لقوله إن إسرائيل ترتكب مجازر «كما لو أنها منظّمة وليست دولة»، رادّاً على ذلك بأن «إسرائيل ليست منظّمة، بل هي دولة ترتكب المجازر في حقّ النساء والأطفال والمدنيين أمام مرأى العالم كلّه». وأضاف أن «ما تفعله دولة عضو في الأمم المتحدة من مجازر يمثّل فضيحة وانعداماً للضمير. لقد قام العالم كلّه ضدّ روسيا لأنها احتلّت قسماً من أراضي أوكرانيا، بينما إسرائيل تحتلّ الأرض الفلسطينية منذ عام 1967، والعالم لم يفعل شيئاً. وهي تزرع كلّ يوم مستوطنات في الأراضي المحتلّة. على العالم وقف ما يجري، وعلى أوروبا وأميركا أن تخرجا من ازدواجيتهما، وأن تضغطا لسحب إسرائيل من الضفة وإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس».
نظّمت أحزاب «السعادة» و«المستقبل» و«الدعوة الحرّة» مهرجاناً في إسطنبول بعنوان «لقاء فلسطين الحرّة
على المستوى الإعلامي، انتقد باريش ترك أوغلو، في «جمهورييات»، موقف «العدالة والتنمية»، وكيف «باع» قضيّة غزة، مشيراً إلى أن «قضية سفينة مرمرة مثال على ذلك، حيث انتهت القصّة باعتذار إسرائيل، ودفْعها 20 مليون دولار... هكذا انتهت الحكاية: ينامون مع فلسطين ويستيقظون مع إسرائيل». وأضاف ترك أوغلو أنه «إذا نظرنا إلى الحرب الأخيرة، فلن يبقى شيء على ما كان عليه. الصواريخ أكثر واقعية من اللعنات، والضحايا المدنيون يستمرّون في السقوط». أمّا السفير التركي السابق لدى إسرائيل، أوغوز تشيليك كول، فرأى، في مقالة في الصحيفة نفسها، أنه «يجب وقْف الفصل بين حماس وبين فلسطين، والنظر إليهما كواحد. فإسرائيل تعترف بالسلطة الفلسطينية في رام الله، ولكنها ترى في حماس منظّمة إرهابية. المفاوضات لإقامة دولة فلسطينية متوقّفة منذ وقت طويل، ويجب أن تُستأنف فوراً»، مستدركاً بأن «دور تركيا الوسيط يمرّ بعلاقات جيّدة مع الأطراف جميعها، بما فيها مصر. ويجب أن تستمرّ علاقات تركيا الجيدة مع الأطراف كلّها من حماس والسلطة الفلسطينية إلى إسرائيل ومصر».
وفي صحيفة «قرار»، توقّف عاكف باقي عند محاولة الولايات المتحدة تهميش تركيا في أحداث الشرق الأوسط، ولا سيما أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، اتّصل بالرؤساء والملوك كلّهم من السعودية ومصر إلى الأردن وقطر والإمارات، باستثناء تركيا، معتبراً أن هناك «محاولة لاستبعاد تركيا وهذا خطأ. على تركيا أن تقول لمن ينسى، إنها موجودة». وتحدّث الكاتب طه آقيول، من جهته، عن «الفاشية اليهودية»، قائلاً إن «وضع كلمة يهودي وفاشية إلى جانب بعضهما بعضاً قد يثير استغراب البعض. ولكن اليهود الذين كانوا ضحايا الفاشية الألمانية في الحرب العالمية الثانية، ينتهجون الآن، في ظلّ حكومة نتنياهو، فاشية جديدة هي الفاشية اليهودية، حيث تمارس إسرائيل إرهاب الدولة والتطهير العرقي». ورأى أيضاً أن «هجمات حماس على المدنيين لا شكّ أنها إرهاب. ولكن حماس لم تحرّك ساكناً منذ سنتين، فهل قبلت إسرائيل بالسلام؟ وهل أوقفت جرائم الاستيطان؟ بالطبع لا. ولا شكّ في أن الولايات المتحدة هي شريكة في الجريمة بدعمها غير المحدود لإسرائيل»، داعياً تركيا إلى «دعم فلسطين إنسانيّاً وديبلوماسيّاً، والابتعاد عن الخطوات العدائية، وألّا تدخل في نزاع مع أيّ دولة».
وفي الاتجاه نفسه، رأى عبد الله مراد أوغلو، في صحيفة «يني شفق» الموالية، أن «الخنجر الذي اسمه إسرائيل لم تغرزه في المنطقة سوى الولايات المتحدة وبريطانيا. وما حلّ الدولتَين الذي تقول به أميركا سوى خديعة. إسرائيل لا تريد إلّا حلّ الدولة الواحدة وتطهير فلسطين من الفلسطينيين. ومسؤولة المفوضيّة الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، وصفت الهجمات الروسية في أوكرانيا بأنها جريمة حرب، فيما ترفع هي والغرب كلّه القبعات لإسرائيل في تدمير غزة»، مذكّراً بأن «الأوروبيين دخلوا أميركا الشمالية ووصفوا سكّانها الأصليين بالمتخلّفين. والآن، يصف الإسرائيليون سكان غزة بالحيوانات البشرية وخلفهم يقف "الغرب المتحضّر" الذي أرسل أكبر حاملة طائرات لتسهيل إبادة الحيوانات البشرية». وفي الصحيفة نفسها، تحدّث الكاتب الإسلامي، يوسف قبلان، عن «حتميّة كسر الحصار اليهودي - الإنكليزي»، وعن أن «إسرائيل تقيّأت على مدى 75 عاماً دماء المسلمين في فلسطين وسوريا ولبنان... والفلسطينيون بحركة مقاومتهم منذ 75 عاماً، يحرّرون ماهية الإنسانية بتصدّيهم للهجمات الموغلة في التوحش لدولة الإرهاب: إسرائيل. إن ما تقوم به إسرائيل هو الإبادة الكبرى».
وفي «غازيتيه دوار»، رأى فهيم طاشتكين أن «هدف إسرائيل كان دائماً نفي الفلسطينيين إلى سيناء، فيما كانت دائماً تدمّر البيوت وتأتي قطر لتبنيها من جديد، فلا تُعاقَب إسرائيل ولا تدفع قرشاً من جيبها»، معتبراً أن «إسرائيل والغرب، بمساواتهما بين حماس وداعش، إنّما يريدان محو السياق التاريخي للمسألة الفلسطينية»؛ إذ تريد إسرائيل «نكبة ثانية» للفلسطينيين الذين وصفتهم بـ«الحيوانات البشرية»، فيما يقول الرئيس الإسرائيلي إنه «ليس هناك من مدنيين في غزة»، واضعاً بذلك «إطاراً للتطهير العرقي». ويرى فهمي قورو، بدوره، أن إسرائيل «تفقد مع كلّ يوم صورتها و"حقّها" في الانتقام، مع كل الهمجيّة التي ترتكبها في غزة، ومع اتّساع ردود الفعل العالمية ضدّها. وهذا ربّما يكون من أسباب عدم مباشرتها بالهجوم البري... بعض التقارير تشير إلى أنه بعد عملية "السيوف الحديدية"، ازداد مَن يدعون إلى الانتقام من إسرائيل والصهاينة واليهود. إسرائيل بين خيارَين: التمهّل، أو استغلال الفرصة والإجهاز على غزة».