أسماؤهنّ لن تُنسى ولو بلغت الآلاف من الأرقام. وتصنيف التوحّش لن يتغيّر مهما مرّ من زمن. اصطدمت نهاية الأسبوع بزملاء المهنة وعملاء المهنة، إذ لا فرق بين الزمالة والعمالة في من يظنّ أن تحرير كلمات أو سطور أو صفحات نصرةً لفلسطين يعني أنّهم أو أنّهنّ أدّوا أو أدّينَ الواجب على طريق تحرير القدس. ليسوا ريماس وتالين وليان، بل ممتهنون لرمي الحبر على الورق أو ما شابهه في عصر التواصل الرقمي. حقارتهم وحقارتهن لا يختلفان وإن اختلف المموّل بين الليل والضحى.
المشكلة مع من يظنّ أن بضع كلمات اليوم في ظلّ الطوفان وعلى مشارف الأقصى، وإن بعد عقود، تبيّض صفحاتهم وصفحاتهنّ كما وعد يحيى السنوار بتبييض سجون الاحتلال، هي أنّهم وأنّهنّ يعوّلون ويعوّلْنَ على النسيان… نسيان المواقف في أحلك الليالي، نسيان العمالة حين لامست الموسى الرقبة… نسيان أن العمالة قبل الزمالة تجري في الشرايين أباً عن جدّ. لكن دعنا من العملاء وخداعهم وخداعهنّ.
الاصطدام بالزملاء العملاء في بيروت ليس صدفة بل احتمال وارد جداً. الصدم والصدمة هما مدى نكرانهم ونكرانهنّ لعمالتهم وعمالتهنّ، مدى تماهيهم وتماهيهنّ مع العمالة. أظننتم يوماً أننا لا نراكم ونراكنّ بمجرّد أننا لم نبصق في وجوهكم ووجوهكنّ؟ أظننتم يوماً أنّكم وأنّكنّ خدعتم وخدعتنّ شعبكم وشعبكنّ؟ فشرتم وفشرتنّ! قد يكون نقل البارودة على أكتافكم وأكتافكنّ عادة، لكنّ القرّاء في مكان آخر.
الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة. هكذا يفتخر أهل الشهادة بشهادتهم. ولن ننتظر شهادة من زملائي العملاء والعميلات، الذين واللواتي امتهنوا وامتهنّ نقل البندقية من كتف إلى كتف. حقارة ووساخة هؤلاء موثّقتان تاريخياً. لم تبتدعوا العمالة حتّى. أهكذا ترتضون نهايتكم؟ السؤال مجازي، طبعاً هذه أفضل نهاياتكم؟ ولن تحصلوا على أفضل منها إن أردتم. عملاء أنتم. عملاء الغرب، وعملاء ابن زايد أو ابن حمد، لا فرق. لكن في حديث الجميلة والوحش يتصدّر عملاء الإمارة العميلة قطر الحديث.
من لم تطأ قدماه أرض جباليا لا يحقّ له أن ينطق. هنا البداية. الحساب لم يبدأ بعد. الحساب آتٍ. ولن يكون بصقاً في وجوهكم.
لسنا ولم نكُن يوماً وحوشاً. نحن المستقبل. نحن الأمل. وسنبقى جميلات لا وحوشاً.