طهران | انتهت، يوم أمس، انتخابات الدورة الـ12 لمجلس الشورى الإسلامي الإيراني (البرلمان)، والدورة السادسة لمجلس خبراء القيادة، في ظلّ إقبال محدود على أقلام الاقتراع، بلغ حتى ساعات مساء أمس، 39.5% في جميع المحافظات الإيرانية، و23.5% في العاصمة طهران، وذلك على رغم تمديد مهلة الاقتراع حتى الساعة الـ12 ليلاً. وتنافس في هذه الانتخابات، 15 ألف مرشّح على 290 مقعداً برلمانياً، وكذلك 144 مرشّحاً لنيل 88 مقعداً في مجلس خبراء القيادة، فيما جرى الاستحقاق في جوّ من المنافسة بين مختلف المرشّحين عن الأحزاب والتيارات السياسية الإيرانية، في مقدّمهم الأصولیون والاعتدالیون، في غیاب التیار الإصلاحي. أيضاً، أمكن 61 مليوناً و172 ألفاً و298 شخصاً من المواطنين الإيرانيين، بمن فيهم 30 مليوناً و945 ألفاً و133 رجلاً، و30 مليوناً و227 ألفاً و165 امرأة، المشاركة في عملية التصويت؛ إذ أعلن النائب السياسي لوزير الداخلية ورئيس لجنة الانتخابات في إیران، محمد تقي شاهجراغي، مشاركة مليون شخص صوّتوا في 59 ألف مركز اقتراع في 31 محافظة بمدنها وقراها. کما أعلنت العلاقات العامة في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، أن ما يزيد على 350 مراسلاً وإعلامياً أجنبياً لدى 160 وسيلة إعلامية من 20 دولة في أنحاء العالم، إضافة إلی المراسلین الإیرانیین، قاموا بتغطیة أخبار ومجريات الانتخابات.من جهته، أكّد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، بعد الإدلاء بصوته في الساعات الأولى من عملیة الاقتراع، أن «أعين العالم تترقّب المستجدات في إيران اليوم»، مخاطباً أبناء شعبه، بالقول: «ينبغي لشعبنا العزيز أن يعلم أن الكثير من الشعوب والسياسيين وأصحاب المراتب القيادية والوطنية في أنحاء العالم، يراقبون ماذا ستفعلون خلال الانتخابات اليوم والنتيجة التي ستفضي إليها هذه العملية». أمّا الرئیس الإیراني، إبراهيم رئيسي، فوصف علی هامش مشاركته في الاقتراع، الانتخابات بأنها «عرس وطني وتجسيد للتماسك والوحدة في البلاد»، قائلاً إن «الشعب الإيراني هو المنتصر وليس هناك خاسر في هذه الساحة... فالجميع ساهم انطلاقاً من واجبه في إنجاح هذا العرس الوطني».
قدَّرت استطلاعات الرأي بلوغ نسب المشاركة حوالى 40%-45%


وفي هذه الدورة من الانتخابات، كان الاهتمام أكثر من أيّ شيء آخر، بعدد الأشخاص المؤهّلين للمشاركة في الاستحقاق، ذلك أن بعض شرائح المجتمع الإيراني أحجمت عن المشاركة بسبب عدم رضاها عن الأوضاع الداخلية في البلاد، علماً أن هذه الانتخابات هي الأولى بعد الاحتجاجات التي اندلعت في خريف عام 2022، عقب وفاة الشابة مهسا أميني في أحد معتقلات الشرطة في طهران. وعلى رغم أن المصادر الرسمية الإيرانية لم تكن أعلنت، حتى ليل أمس، عن مستوى المشاركة الشعبية، إلا أن غالبية استطلاعات الرأي قدّرت بلوغها حوالى 40%-45%، في حين أفادت مصادر مطّلعة، «الأخبار»، بأن هذه النسبة بلغت 39.5% حتى الساعة العاشرة من ليل أمس. وفي هذا الإطار، قال الناطق باسم مجلس صيانة الدستور، هادي طحنان نظيف، إن المشاركة الشعبية في الانتخابات الحالية «أفضل» من دوراتها السابقة، مضيفاً، في تصريح للصحافيين على هامش تفقّده مقرّ لجنة الانتخابات المركزية في طهران، أنه «وبحسب الأدلة الميدانية التي تم الحصول عليها من المراقبين، فإن نسبة المشاركة كانت جيدة، بل وأفضل من انتخابات البرلمان الـ11. وسنعلن عن الإحصائيات النهائية والتكميلية بعد الانتهاء من عملية الفرز». وتابع: «لم يتمّ تسجيل أيّ اختراق أو مخالفة قانونية منذ بدء الانتخابات، سوى بعض النقاط الجزئية، وهو أمر طبيعي، وقد تمّت متابعتها ومعالجتها».
ومن المرجّح أن تُعلن النتائج النهائية للانتخابات مع بداية الأسبوع المقبل، فيما يُتوقع أن تظلّ أغلبية مقاعد البرلمان المقبل من حصة التیار الأصولي. لكن يبدو أنه، وبسبب الخلافات الداخلية في صفوف الأصوليين، بعد تشكيل البرلمان، سيتحوّل هذا التيار إلى عدّة کتل برلمانية. وفي الوقت نفسه، يمكن التیار الاعتدالي القریب من رئيس الجمهورية السابق حسن روحاني، ورئيس البرلمان السابق علي لاريجاني، أن يصبح أقلية فعّالة في البرلمان من خلال الفوز بما لا يقلّ عن 50 مقعداً.