وجاء في البيان الصادر، مساء السبت الماضي، عن اجتماع الوفدَين، وتبعاً لترتيب ورود النقاط، ما يلي:
- دان البيان الحرب الروسية "غير المقبولة" على أوكرانيا، فيما شدّد الطرفان على وحدة أوكرانيا وسيادتها في انحياز تركي واضح إلى كييف، بخلاف ما تدعو إليه أنقرة من الوقوف على مسافة واحدة من الطرفَين.
- وصف الجانبان ما يجري في غزة بـ"الأزمة المستمرّة"، وتناقشا حول كيفية إنهاء الصراع والتغلّب على الأزمة الإنسانية، وأيّدا "حلّ الدولتَين". ولم يُشر البيان مطلقاً إلى مسألة وقف العدوان الإسرائيلي على القطاع، ما يعكس موقفاً "هزيلاً جداً" لتركيا من الوضع في غزة.
- شدّد الجانبان على ضرورة محاربة "الإرهاب" المتمثّل بـ"حزب العمال الكردستاني" و"داعش" و"القاعدة" من أفريقيا إلى آسيا الوسطى.
على رغم الخطاب المرتفع السقف تجاه مجازر إسرائيل في غزة، غير أن واشنطن ليست منزعجة من الموقف التركي العملي
- ناقش الوفدان الأزمة السورية وضرورة حلّها، وفقاً للقرار 2254، والالتزام بالعملية السياسية التي يقودها ويمتلكها السوريون وإعادة المرتبطين بتنظيم "داعش" في شمال سوريا إلى بلدانهم الأصلية.
- زيادة التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدَين في أفريقيا والشرق الأوسط.
- الترحيب بالتقارب التركي - اليوناني والعمل على اتفاق سلام "متوازن" بين أرمينيا وآذربيجان.
- أكّد الجانبان التزامهما بالتضامن داخل "حلف شمال الأطلسي"، كونهما عضوَين حليفَين وأكبر قوّتَين فيه، وشدّدا على ضرورة تعزيز التحالف والأمن الأوروبي - الأطلسي.
- تعزيز التعاون في الصناعة العسكرية ومجالات الطاقة وتنمية التجارة التي يبلغ حجمها الآن 30 مليار دولار.
ووصف مسؤول أميركي، الاجتماع السابع بأنه "الأكثر إثماراً واستراتيجية" في السنوات الأخيرة بين البلدَين، إذ لفت إلى أن الطرفين بحثا في المجالات التي يمكن التعاون فيها، من الاقتصاد إلى الطاقة والاستثمارات، فيما طلبت تركيا زيادة الصادرات الأميركية من الغاز المسيل عبر الحاويات ( LNG). وذكر المسؤول الأميركي أن واشنطن تضع في سلّم أولوياتها، رفع حجم التجارة مع تركيا إلى 100 مليار دولار. كما عرضا مسألة التعاون لمواجهة النفوذ الروسي والصيني في شمال أفريقيا وآسيا الوسطى. وبحسب مصادر دبلوماسية تركية، فإن أنقرة طلبت من واشنطن وقف دعمها للقوات الكردية في سوريا. وفي أول تعليق له على نتائج الاجتماع، قال فيدان إنه يوفّر "إمكانية لفتح صفحة جديدة" في العلاقات الثنائية.
وعلى الرغم من الخلافات الواسعة بين تركيا والولايات المتحدة، إلا أن العلاقات بينهما لم تنقطع، وذلك كونهما عضوين في "الناتو". وانخرطت أنقرة، في السنوات الأخيرة، بصورة بنيوية، كجزء من "العلاقات التطبيعية"، مع دول وأطراف تدور في الفلك الأميركي، مثل إسرائيل ومصر والسعودية والإمارات. كذلك، فإنه وعلى رغم الخطاب المرتفع السقف تجاه مجازر إسرائيل في غزة، غير أن واشنطن ليست منزعجة من الموقف التركي العملي، الذي لم يوقف الصادرات إلى كيان الاحتلال، ولم يقطع العلاقات الدبلوماسية معه.
من جهته، يقول الكاتب فهيم طاشتكين، في صحيفة "غازيتيه دوار"، إن "لقاءات واشنطن أظهرت أن تركيا مرتبطة بالشراكة الأميركية. ففي وقت يتّسع فيه التضامن والتعاطف مع القضية الفلسطينية، يواصل الرئيس التركي مدّ إسرائيل بالكهرباء لصناعتها، والحديد لسلاحها، والوقود لآلياتها، والغذاء والنسيج لسكانها، والستر الحرارية لجيشها". ويضيف أن "إردوغان، في مقابل كل ذلك، ينتظر ثمناً"، معتبراً أن "الولايات المتحدة لن تجد أفضل من تركيا حارساً لمصالحها في سوريا والعراق، في ظلّ الحديث المستمر عن احتمال انسحابها من هناك"، وآخر حلقاته قول السفير الأميركي السابق لدى سوريا، روبرت فورد، إن بقاء الجيش الأميركي في شمال سوريا غير واضح. أمّا تركيا، وفقاً لطاشتكين، "فأفضل مَن يمكن أن يوازن النفوذ الإيراني هناك، كما النفوذ الإيراني والروسي في جنوب القوقاز". ويشير الكاتب إلى أن تعيين مسؤول الملفّ السوري في الخارجية التركية، سادات أونال، سفيراً لتركيا في واشنطن، وتعيين أحمد يلديز مندوباً لتركيا لدى الأمم المتحدة، يُعدّان مؤشرين إلى أولوية الملفَّين السوري والعراقي في العلاقات التركية - الأميركية، خصوصاً أن تركيا تهدّد بعملية عسكرية واسعة في البلدَين بحلول الصيف المقبل.