القاهرة ـــ خالد محمود رمضانبدا أمس أن القاهرة وطهران على وشك دخول حرب أفلام سينمائية تلي معركة أسماء الشوارع بينهما، حيث يخطط إعلامي مصري مقرَّب من الحزب الوطني الحاكم لكتابة سيناريو فيلم يحمل عنوان «الخميني إمام الدم»، ردّاً على الفيلم الإيراني «إعدام فرعون» الذي يهاجم الرئيس السابق أنور السادات.
صاحب الفكرة هو محمد حسن الألفي، وهو رئيس تحرير جريدة «الوطني اليوم» الناطقة بلسان «الحزب الوطني» الحاكم وعضو لجنة الإعلام فيه. وكشف الألفي، لموقع «العربية نت»، عن أنّه بدأ في إعداد سيناريو فيلم «الخميني إمام الدم» منذ فترة وجيزة، مشيراً إلى أنه انتهى من كتابة الفصول الأولى منه وسيخرجه المخرج المعروف محمد فاضل، على أن يكون الإنتاج لشركات خاصة.
وأوضح الألفي أنّ فيلمه سيعرض «رحلة التطرف لدى الإمام الخميني من باريس إلى مصر، وكيف تأثرت مصر بهذا التطرف طوال السنوات العشر الأولى لحكم الرئيس حسني مبارك نتيجة هذا الفكر ومدى التهديد الذي تعرّض له الأمن المصري بسببه». كما أوضح الصحافي المصري أن الفيلم سيعرض «التفاصيل الدقيقة لقتَلَة السادات، وكيف حرَّضهم الفكر الخميني».
وكان الأزهر قد ألقى بثقله خلف حملة إعلامية وسياسية مصرية على «إعدام فرعون»، وطالب بإحراق «الفيلم السخيف والوقح الذي يسيء إلى أبناء مصر جميعاً قبل أن يكون إساءة إلى السادات»، منبّهاً إلى أنه «يضرّ بالدعوة إلى التقريب بين المذاهب التي ينادي بها العقلاء من فقهاء إيران»، وأنه «سلوك سفيه يمثّل أبشع صورة للخروج عن أحكام الإسلام وعن آدابه وقيمه الشريفة». وأعرب مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر عن أسفه لما قامت به من وصفها بـ«فئة مضلة» من إيران بإنتاج ذلك الفيلم «القبيح» لما جاء به من إساءات بالغة لـ«الشهيد» السادات وفيه تمجيد للذين اغتالوه «خيانة وغدراً». ورأى بيان المجمع أنّ هذه «الفئة الإيرانية المضلّة عندما ترتكب هذا الفعل الشنيع تكون قد ارتكبت أبشع ألوان الجرائم والغرور والجهالة لأن الذي يحاسب كل إنسان على عمله هو الله تعالى». وشدّد على ضرورة أن يعلم حكام إيران أنّ مجمع البحوث الإسلامية يخاطبهم «بمنطق الدين، لا السياسة، وعليهم أن يعلموا أن صدور هذا الفيلم القبيح جريمة نكراء لها أسوأ العواقب لأنه فعل يخالف شريعة الإسلام وآدابه».
وكانت السلطات المصرية والإيرانية قد خاضت نزاعاً لتغيير أسماء الشوارع في القاهرة وطهران حيث تصر مصر على تغيير اسم شارع «خالد الإسلامبولي»، أحد قتلة السادات عام 1981 وإزالة الجدارية الضخمة التي تحتلها صورته من الشارع نفسه في العاصمة طهران.
في المقابل، تطالب إيران بإزالة ضريح شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي المدفون في مسجد الرفاعي في مصر القديمة إلى جانب مقابر العائلة المالكة سابقاً في مصر.